
بقلم فضيلة الشيخ / أحمد عزت
ينبغي على المسلم أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الله تعالى -سيما في هذه الأيام المباركة- وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي تحجبه عن هذه المغفرة.
ومن هذه الذنوب: الشرك بالله، فإنه مانع من كل خير.
ومنها الشحناء والحقد على المسلمين، وهو يمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة. فأفضل الأعمال بعد الإيمان بالله سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها؛ لذلك سنحاول أن نقف مليًا أمام هذا الموضوع لنتحدث عن خطورة الشحناء والبغضاء، وعن أهمية سلامة الصدر .
والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضًا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية
ألا فاعلموا -أيها الإخوة المؤمنين– أن من خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، أن الله تعالى لا يغفر للمتشاحنين، فهذه -الشحناء- تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا”. رواه مسلم.
وفي رفع العمل السنوي -في شهر شعبان- ينظر الله في جميع الأعمال إلا اثنين بينهما شحناء أو بغضاء أو خصومة فيقول الله تعالى: انظرا هذين حتى يصطلحا، ففي حديث أبي موسى الذى رواه ابن ماجة قال: “إن الله ليطّلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن”، وعند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو ….. فيغفر لجميع خلقه إلا اثنين مشاحن أو قاتل نفس”، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن” وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) [رواه الطبراني، وابن ماجه، وابن حبان وهو حديث صحيح].
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه” رواه البيهقي في شعب الإيمان، ورواه الطبراني
ففي الحديث كرم الله وواسع فضله على عباده في مغفرة ذنوبهم والتجاوز عنها.
واللافت للانتباه في هذا الحديث أن الله يغفر في هذه الليلة لعباده ذنوبهم -وإن لم يصيبوا عملا صالحا فيها- وكفاهم منها سلامة صدورهم من الشرك، والضغينة أو معاداة إخوانهم، فمتى ما سلم قلب المسلم من هذه الأدران في هذه الليلة، وطهر منها استحق المغفرة وصار أهلًا لها عند الله. فان المعيار الإلهي في تمايز الخلق عند خالقهم هو سلامة صدورهم، وطهارتها، من دنس الوثنية، ورجس المعاداة والغل على الخلق. فما معنى هذا الكلام؟