إعداد أ / مصطفى خاطر
المقال الثالث والعشرون من سلسلة ( شبهات حول قضايا التصوف )
الاحتفال بليلة النصف من شعبان فى القرن الثالث الهجرى :
قال العلامة الفاكهي في “أخبار مكة” (3/ 64، ط. دار خضر):
[ذِكْرُ عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها: وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم؛ إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلَّوا، وطافُوا، وأحيَوْا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويُصلُّوا، ومَن صلَّى منهم تلك الليلة مائة ركعةٍ يقرأ في كل ركعة بـ﴿الْحَمْدُ﴾ -أي: الفاتحة-، و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ عشر مرات، وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة، فشربوه، واغتسلوا به، وخبَّؤُوه عندهم للمرضى، يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة، ويروى فيه أحاديث كثيرة]
وقال الحافظ ابن رجب في “لطائف المعارف” (ص: 137، ط. دار ابن حزم):
[وليلة النصف من شعبان : كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها] اهـ.
قال العلامة ابن الحاجّ المالكي في “المدخل” (1/ 299، ط. دار التراث):
[وكان السلف رضي الله عنهم يُعَظِّمونها -أي: ليلة النصف من شعبان-، ويُشَمِّرُون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وَهُمْ متأهِّبون للقائها، والقيام بحرمتها على ما قد عُلِمَ من احترامهم للشعائر على ما تَقَدَّم ذِكْرُه؛ هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة] اهـ.
فضل ليلة النصف من شعبان واستحباب إحيائها عند المذاهب الأربعة :
1- المذهب الحنفى :
*(و) نُدِبَ الاغتسال(في ليلةِ براءة) وهي ليلةُ النصفِ من شعبانَ لإحيائِها وعِظم شأنها ؛ إذ فيها تقسَّمُ الأرزاقُ والآجالُ ” اهـ مراقي الفلاح.
* قال الإمام ابن عابدين : ” ( ليلة النصف من شعبان )يندب قيامها لأنها تكفر ذنوب السنة . الدر المختار (2 / 27)
* قال ابن نجيم في البحر الرائق 2/56: (ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث.
* وفي شرح الحصكفي 2/25 : ( وإحياء ليلة العيدين والنصف من شعبان والعشر الأخير من رمضان والأول من ذي الحجة ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره ) اهـ
٢- المذهب المالكي :
*( قوله ونُدِبَ إحياءُ ليلته) أي لقوله عليه الصلاة والسلام { من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه} ” اهـ حاشية الدسوقي.
*وجاء في “التاج والإكليل” (3/319) من كتب المالكية: “رغب في قيام تلك الليلة” [يعني منتصف شعبان].
وقال العلامة ابن الحاج المالكي في “المدخل” (1/ 299): [ولا شك أنها -أي: ليلة النصف من شعبان- ليلة مباركة عظيمةُ القدر عند الله تعالى.. وبالجملة: فهذه الليلة وإن لم تكن ليلةَ القدر فلها فضلٌ عظيمٌ وخيرٌ جسيمٌ] اهـ.
وقال الشيخ زروق في “شرحه على متن الرسالة” (2/ 988، ط. دار الكتب العلمية): [وحديثُ صومِ شعبانَ رواه مسلمٌ، ورَوَى غيرُ واحدٍ قيامَ ليلة النصف منه] اهـ.