لماذا الإسراء؟

بقلم فضيلة الشيخ : ثروت سويف
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية


الحمد الذي علم ادم الأسماء وجعله في الأرض خليفة ، فكان توابا منيبا ، وارسل نوحا فجعله عبدا شكورا ، وعلم ابراهيم فكان امة قانتا لله حنيفا ، واتخذ الله ابراهيم خليلا ، ونادي موسي من جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَیۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ نَجِيا ، وكلم الله موسي تكليما ، وآتي داوود الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ، وآتينا داود زبورا ، وفهم سليمان وآتاه ملكا عظيما وَذكر إدريس فِی ٱلۡكِتَٰبِ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّیقا نبيا ورفعه مكانا عليا .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أسري بعبده محمداً ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي انه كان سميعا بصيرا ، واعطي لموسى اليد البيضاء وعصاه ، ونصيب يوسف من الحسن كان موفورًا وأعاد عيسى ابن مريم للأموات الحياة، وكان يحيى سيدًا ومصدِّقًا وحصورًا وسفينة نوح انحسرت عنها المياه، وسبَّح ذو النون في بطن الحوت مستغفرًا مجبورًا ولهيب النار بالسلام على إبراهيم كان مأمورًا وضياء الحبيب قد عمَّ الوجودَ سناه، والدرة العصماء وقف الزمان حيالها مبهورًا .

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده المرسل مبشِّرًا ونذيرًا ، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا ، قُرئ عليه القرآن ففاضت بالدمع عيناه، وكان ما تقدم وما تأخر من الذنب مغفورًا .

جاهد الشرك والمشركين، وما لانت له قناة ، وقال مقالة الحق وما نطق زورًا طابت الأرض التي شهدت من الحبيب مسراه ، ووقره أنبياء الرحمن توقيرًا تعطَّرت الأجواء التي كان خلالها مرقاه، وتنوَّرت بضيائه الأكوان تنويرًا وعبير أحمد قد فاق الورود شذاه، وبمسك الختام أصبح اتباع غيره محظورًا

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى من فاز بنسبه وصحباه عدد أنفاس مخلوقاتك شهيقًا وزفيرًا .

اما بعد ، لماذا الإسراء ؟

وللجواب على هذا السؤال نقول وبالله التوفيق : يقول الله تعالى ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الإسراء

الغاية التي ذكرها الله عزّ وجل للاسراء هى لنريه اي محمداً صلى الله عليه وسلم ( من آياتنا ) أي : العظام كما قال تعالى : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) ( النجم : 18 )

وليسري عنه في عام حزنه إن كان اهل الأرض حاربوك فإن أهل السماء يعرفون قدرك

عباد الله: إنها قصة طفل نشأ في مكة يتيماً في بيئة تصنع الحجارة بأيديها، وتسجد لها من دون الله جل وعلا! بل كان الواحد منهم يصنع إلهه من خشب، أو من نحاس ، أو حتى من حلوى أو من تمر! فإذا ما عبث الجوع ببطنه قام ليدس هذا الإله الرخيص في جوفه ليذهب عن نفسه شدة الجوع!

في هذه البيئة نشأ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاحتقر هذه الأصنام، وأشفق على أصحاب هذه العقول، فترك هذه البيئة الشركية وانطلق بعيداً إلى قمة جبل النور في غار حراء ،

ليقضى ليله ونهاره في التأمل والتفكر والتدبر والتضرع .

وفى ليلة كريمة مباركة يتنزل جبريل أمين وحي السماء لأول مرة على المصطفى صلى الله عليه وسلم على قمة جبل النور، في غار حراء في ليلة القدر بالرسالة الغراء وبالكتاب المبارك كما جاء في الحديث المتفق عليه عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ:

كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ، فَكَانَ يَلْحَقُ بِغَارِ حِرَاءٍ، فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ – قَالَ: وَالتَّحَنُّثُ التَّعَبُّدُ – اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ، فَيَتَزَوَّدُ بِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (‌مَا ‌أَنَا ‌بِقَارِئٍ). قَالَ: (فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: ‌مَا ‌أَنَا ‌بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: ‌مَا ‌أَنَا ‌بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}. الْآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ: {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}). فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ) البخاري

وانطلق الحبيب ليبلغ دعوة الله ويخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فيصده قومه ويكذبوه ويعذبوه هو وأصحابه، ويحصار هو ومن آمن به وناصره في شعب أبي طالب ثلاث سنين، ويضطر أصحابه للهجرة فراراً بدينهم إلى الحبشة مرتين

شخص الرسول لم يتجاوز إيذائه عن كلمة نابية هنا، وشتيمة هناك أو على سب ولم يكن أحد يتجرأ على جسد رسول الله لا احتراما لشخص النبي كنبي، وإنما خوفاً من عشيرته وأهله واسترضاء لعمه أبي طالب، فلما مات أبو طالب في العام العاشر من مبعثه صلى الله عليه وسلم يفقد السند الخارجي الذي كان يدفع عنه أذى قريش فيتجرأ عليه الناس.
وفي ذات العام توفيت زوجته خديجة بنت خويلد التي كانت تسانده الداخلي، فيحزن النبي صلى الله عليه وسلم عليهما كثيراً حتى سمي بعام الحزن

فهي زوجه وام اولاده وهي من ساندته بنفسها ومالها وهي اول من امن به وقَالَت أم الْمُؤمنِينَ خَدِيجَة رضي الله عنها لَهُ إبشر فوَاللَّه ‌لن ‌يخزيك الله أبدا إِنَّك لتصل الرَّحِم وَتصدق الحَدِيث وَتحمل الْكل وتقري الضَّعِيف وَتعين على نَوَائِب الْحق

يموت عمه ابوطالب الداعم الحقيقي له رغم انه لم يسلم

نقل القرطبي في كتابه المسمى بالأعلام عن صدق محبة أبي طالب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى الكعبة يوماً وأراد أن يصلي فلما دخل في الصلاة قال أبو جهل لعنه الله من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته فقام عبد الله بن الزبعري فأخذ فرثا ورماه فلطخ به وجه النبي صلى الله عليه وسلم فانتقل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته وأتى إلى أبي طالب عمه وقال يا عم ألا ترى ما فعل بي فقال له أبو طالب من فعل بك هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الزبعري فقام أبو طالب فوضع سيفه على عاتقه ومشى حتى أتى القوم فلما رأوه قد أقبل نهضوا له فقال أبو طالب والله إن قام رجل جللته بسيفي هذا ثم قال يا بني من الفاعل بك هذا فقال عبد الله بن الزبعري فأخذ أبو طالب فرثا ودما فلطخ وجوههم ولحاهم وثيابهم وأساء لهم القول فنزلت هذه الآية الشريفة وهم ينهون عنه وينأون عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عم نزلت فيك آية قال وما هي تمنع قريشا أن يأذوني وتأبى أن تؤمني بي

فقال أبو طالب
والله لن ‌يصلوا ‌إليك ‌بجمعهم … حتَّى أوسَّد في التراب دفينا
فانفذ لأمرك ما عليك غضاضةٌ … فكفى بِنا دَينًا لديك ودينا
ودعوتني وزعمت أنك ناصحي … فلقد صدقتَ وكنتَ ثمَّ أمينا
وعرضت دينا قد علمتُ بأنَّه … من خير أديان البرية دينا
لولا الملامةُ أو حذار مسبةٍ … لوجدتني سمحًا بذاك مبينا

فيخرج الرسول بعد أن تألم كثير من قومه ليبحث عن أرض جديدة ينشر فيها دعوته، فيتوجه النبي صلى الله عليه وسلم مع غلامه زيد بن حارثة إلى الطائف مشياً على الاقدام ليعلمنا دروساً مهمة، ليعلمنا أنه لا بد أن تصبر على ايمانك ودعوتك، هل تظن أن الطريق مفروشة لك بالورود، أما علمت أن الطريق مليء بالابتلاء والامتحان وعليك بالصبر، ويعلمنا درساً آخر إذا اجدبت الأرض التي أنت فيها فابحث عن منطلقات جديدة للدعوة.

وصل النبي إلى الطائف، ودخل على سادتها، وكانوا ثلاثة، فدعاهم إلى الإسلام، وطلب منهم نصرته، فردوا عليه رداً قبيحاً زاد من ألمه، قال أحدهم له أما وجد الله غيرك ليرسله، وقال الثاني أمزق ثياب الكعبة إن كان الله قد أرسلك، وقال الثالث لا أكلمك فإن كنت نبيا فأنت أعظم من أن أكلمك، وإن كنت كاذباً فأنت أهون من أن أرد عليك، فلما لم يستجيبوا لدعوته، طلب منهم النبي شيئاً واحداً وهو أن لا يخبروا قريشاً بذلك، لكنهم فعلوا شيئين اثنين

الأول : أنهم بنذالة أخبروا قريشاً
الثاني : أخرجوا غلمانهم وعبيدهم ورموه بالحجارة

خرج النبي وقدماه مدمتان حتى وصل إلى بستان فجلس فيه كسير البال جزين القلب وبدأ يشكو همه وحزنه الى ربه، شاكيا همه لربه وهو اعلم بحاله والحديث اخرجه الطبراني في الدعاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الطَّائِفِ مَاشِيًا عَلَى قَدَمَيْهِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَانْصَرَفَ فَأَتَى ظِلَّ شَجَرَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ‌ضَعْفَ ‌قُوَّتِي، ‌وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ تَكُنْ غَضْبَانَ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ» نقله ابن كثير في “جامع المسانيد وذكره الهيثمي في “مجمع الزوائد” (6/ 35)

أعج رسولنا صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء إلى ربه تبارك وتعالى، فلننظر ما صنع الله به بعد هذا الدعاء لقد تتابع مدد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وسريعا جاءت الإجابة من الله في أربعة أشياء كل واحدة أقوى من الأخرى

الأولي : رقق له قلب صاحبي البستان وأرسلوا بعنقود عنب مع غلام لهم اسمه عداس.

الثانية : إسلام عداس بعد أن تناول النبي العنب ببسم الله سأله النبي من أين أنت قال من نينوى قال بلد العبد الصالح يونس بن متى

الثالثة : أرسل الله له مع جبريل ملك الجبال لو شئت يا محمد لأطبق عليهم الأخشبين وهما جبيل أبي قبيس والأحمر

عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتْهُ؛ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ (لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ. وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ. إِذْ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ. فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ. فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي. فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ. فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي. فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ. فَنَادَانِي. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ. وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ. قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِوَسَلَّمَ عَلَيَّ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ. وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ. وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ. فَمَا شِئْتَ؟ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ). فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لا يشرك به شيئا ) مُتَّفق عَلَيْهِ

الرابعة : يرسل إليه الله طائفة من الجن فيقرأ عليهم النبي القرآن وأسلموا وخرجوا يدعون قومهم (يا قومنا أجيبوا داعي الله )

وفي طريق عودته من الطائف، أقام الرسول صلى الله عليه وسلم أياما في وادي نخلة القريب من مكة- وخلال فترة إقامته هذه بعث الله إليه نفرا من الجن استمعوا إلى القرآن الكريم، وأسلموا وعادوا إلى قومهم منذرين ومبشرين كما ذكر الله تعالى في كتابه العزيز: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* ‌يا ‌قَوْمَنا ‌أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) الأحقاف الآيات/ 29- 31

ودخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة عند عودته من الطائف في جوار المطعم بن عدي، الذي تهيأ هو وبنوه لحماية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك ما أشار إليه حسّان بن ثابت عند رثائه مطعم في قصيدته التي مطلعها:
أجرت رسول منهم فأصبحوا … عبيدك ما لبّى مهلّ وأحرما
فلو سئلت عنه معدّ بأسرها … وقحطان أو باقي بقيّة جرهما

والي لقاء اخر ان شاء الله مع بداية الاسراء وتعريفه وماذا راي النبي صلى الله عليه وسلم في اسراء وهل كان بالروح والجسد وما هى ركوبته

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اترك تعليقاً