عود لسانك الخير
8 يناير، 2025
منبر الدعاة

بقلم الدكتور : صابر زايدة من علماء وزارة الأوقاف المصرية
قال الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: من الآية83).
أمر الله عزّ وجل عباده أن يقولوا الألفاظ الطيبة التي تدخل السرور على الناس..إنتقاء الألفاظ..فعود لسانك الخير
ولم يبح الله عز وجل لعباده الجهر بالسوء إلا في أحوال محددة كحالة التظلم فقال:ِلا يحب اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148).
وقد كان الصالحون يتعهدون ألسنتهم فيحرصون على اخيتار الألفاظ والكلمات التي لا يندمون عليها ..عود لسانك قول الخير وإلا فأسكت.
وأحق الناس بالقول الطيب هم الوالدان .
الوالدان : أحق الناس بالتعامل معهم بهذا الخلق الكريم اللذان أمر الله ببرهما والإحسان إليهما، ومن الإحسان إليهما اختيار الطيب من الأقوال عند الحديث إليهما.
وكذلك الزوجان : يحتاج الزوجان اختيار أحسن الألفاظ للتخاطب بها ولإبداء مشاعر الحب والرحمة تجاه بعضهما فالاساس الذي تبنى عليه البيوت الرحمة والمودة : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21).
وانظر إلى هذا الحديث الحاني بين النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة حين يقول لها: ” إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى ” قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: ” أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم “. قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك. (أخرجه البخاري في صحيحه)
هذه معاملة النبي صلى الله عليه وسلم ومن يقرأ في سيرة الرسول ﷺ يجد عجبًا من حُسن تعامله، وجمال أسلوبه مع زوجاته وأهله والمسلمين، ومع أهل بيته على سبيل الخصوص، ويكفي مصداقًا لذلك ثناء ربه عليه بقوله تعالى: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ, عَظِيمٍ”.
أخي الحبيب :هكذا ينبغي على المسلم أن يتعهد لسانه وألا يقول إلا خيرا مع الوالدين ومع الزوج ومع الناس جميعاً
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لكل خيراللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا وعلى طاعتك أعنا ومن كل شر سلمنا.