رحلة الارتحال والإقبال على الله

بقلم / الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور رمضان البيه

منذ لحظة الميلاد إلى لحظة نهاية الأجل والوفاة أنت في رحلة إرتحال وإقبال على الله تعالى ومع كل نفس تتنفسه تقترب من نهاية أجلك ولقاءك بربك وإلى هذه الحقيقة أشار الله تعالى بقوله: “ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه”، فماذا أعددت لهذا اللقاء ؟ . عندما ينتهي الأجل وسينتهي آجلا أو عاجلا سوف تخرج من كل دنياك من مالك وأهلك وأحبابك ومن سلطانك وجاهك ونفوذك إن كان لك هذا من قبل وأول ما يفارقك إسمك ويقال عنك ” الأمانة” أو “الجنازة ” أو ” المرحوم “، وأول من يعجل بدفنك أقرب وأحب الناس إليك ويقال إكرام الميت دفنه والحي أبقى من الميت، وبعد تغسيلك وتكفينك والصلاة عليك يتم دفنك ويغلق عليك باب قبرك ويمكث عندك المشيعون دقائق ثم يتركونك وحيدًا مرهونا بعملك وما قدمت يداك .عند ذلك يناديك ربك ومولاك سبحانه ويقول لك: عبدي حملوك وجاءوا بك وتركوك ولئن بقوا معك ما نفعوك ولم يبقى لك إلا أنا فهل جئتني بالصدق حتى آتيك بالوفا ؟ تذكر هذا الموقف جيدًا وكن من أهل الصدق في القول والفعل والعمل،

أنت في رحلة حياتك ما بين رزق مقسوم لا حيلة فيه فأعمل على أن يكن من حلال، وبين أجل محتوم لا مفر لك ولا مهرب منه وأنت لا تدري كم هو

فأجعل عمرك في إستقامة وطاعة وعمل الخير حتى تكن من أهل السعادة والفوز والنجاة،

تذكر أنك سوف تعود إلى ربك كما كانت بدايتك في هذه الحياة فقد ولدت عريانا ضعيفا لا حول لك ولا قوة لا تملك لنفسك نفعًا ولا ضرًا ولا أي شيء، كذلك سوف تعود عريانًا ضعيفًا لا حول لك ولا قوة ولا تملك لنفسك شيئًا، فأعمل على أن تكن لله تعالى حبيبًا حتى تسعد عند اللقاء .تذكر أنك في هذه الدنيا في دار الإختبار وكأنك في لجنة إمتحان وتجيب عن الأسئلة.. وما دام وقت اللجنة لم ينته إلحق صحح أخطاءك وتب وأندم وأعتذر وأستغفر .

وراجع ورقتك وحاسب نفسك من قبل أن تحاسب .

وزن عملك من قبل أن يوزن عليك ،

وتذكر أن الصاحب ساحب إما للخير وإما للشر .إما إلى الجنة او إلى النار .

فصاحب الأخيار وتجنب الأشرار وأهل الغفلة

فالمرء على دين خليله ولينظر أحدكم من يخالل و

الصاحب هو من يصطحبك على طاعة الله وهو الذي إذا ذكرت الله أعانك وإن غفلت ذكرك ،

والصديق من صدقك في نصحه وتذكر قول الله عز وجل: “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين “.

تذكر أن الدنيا سوق فيه بيع وشراء ومكسب وخسارة، والخسارة في الدين أشد من الخسارة في الدنيا،

فتاجر بالله ومع الله حتى تكون من الرابحين وليس من الخاسرين،

تذكر أن عمرك هو أنفاسك وهي معدودة محسوبة فلا تهدرها في معصية وغفلة حتى لا تكن من النادمين.

وفي الختام ، إياك أن تنسى حقيقتك وهي أنك عبد مملوك لله بدايتك نطفة ونهايتك جيفة، وتحمل في بطنك العذرة فلا تتكبر ولا تتجبر ولا تتعالى وكن لله عبدًا خاضعا خاشعا مطيعا .وكن لرسولك ونبيك محبا تابعا وبحضرته متأسيا على حضرته وآله الأطهار افضل الصلاة وأتم السلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *