الصفات التي يجب توافرها فى الداعى إلى الله
16 سبتمبر، 2024
رجال الصوفية
بقلم : الأستاذ مازن أبو الفضل مدرب تنمية ذاتية وتنميةمهارات
هناك من الناس من يحمل مرتبة تسمى “الداعي إلى الله”
وهو غالباً من دارسي العلوم الشرعية وقد يكون عاملا في مؤسسة دينية
وعلى ما يبدو من لقبه أنه إما مثال يُحتذى به وتتجلى فيه صفات الله فتكون أفعاله باباً للهداية أو يتخذ منبراً يتكلم من خلاله صراحة عن تجليات رب العالمين فيقبل الناس على الله بقلب وعقل وجوارح وقد يجمع بين الأمرين فينال نصيباً من الإمامة والنبوة.
ولكن إذا نظرت للساحة تجد كثيراً من هؤلاء إلا من رحم ربي سببا في بُعد الناس عن الله فكانوا حجاباً بين الله والناس بدلا من أن يكونوا باباً إلى الله
فن منهم من يوالي مُستبدا أو من يشرعن شهواته أو من يتربح من دعوته أو يكون ساعياً لسلطة ونفوذ.
ومن هنا نُذكر أنفسنا أن الله تكلم عن أئمة الضلال كما تكلم عن أئمة الهدى، حتى أننا نجد في الكتب السابقة تحذيرا من الأنبياء الكذبة وتوصية بتذوق الثمرة لنحكم على الشجرة.
لذلك على الناس ألا يعتبروا الدعاة والشيوخ ميزانا بأنفسهم أي لا نزن الواقع بميزانهم قبل أن نقيمهم ونزنهم بميزان العقل والشرع في كل حال حتى تحصل الطمأنينة فميزان الحسن والقبيح والحق والباطل والحلال والحرام
أن نفصل بين كلامهم وأفعالهم وتوجهاتهم.
والتحلي بتلك الموازين يخلق شباباً مطلعاً باحثاً وليس تابعاً أعمى يشططفى وصف شيخه ويضعه في مقام النبوة.
وأيضاً نستوعب أنهم بشر، يجري عليهم من التغير والتسافل والسمو كما يجري على الناس، فهم ليسوا بمعصومين كعصمة النبوة، بل عصمتهم اختيارية بواقع حالهم مع الله وتأثير حضرته تعالى على قلوبهم.
فعلينا بسنة أبينا ابراهيم، ولنسقط أوثان القلوب ونرفع الغفلة عن العقول ولنتحلى بالبصيرة، فهي سبيل العمل الصالح وقوام المجتمع الفاضل.
والله أعلم