خطبة بعنوان «حفظ الله ورعايته للعبد المسلم من خلال وصية النبي ﷺ لابن عباس “احفظ الله”» ج٢ للشيخ أحمد عزت

«حفظ الله ورعايته للعبد المسلم من خلال وصية النبي ﷺ لابن عباس “احفظ الله”» ج٢

إعداد الشيخ/ أحمد عزت حسن

خطبة الجمعة ٨ من محرم ١٤٤٧هـ الموافق ٤ من يوليو ٢٠٢٥م

العناصر:

أولًا: حفظ الله بحفظ حقوقه في العبادة

ثانيًا: صور حفظ الله

ثالثًا: حفظ الله تعالى للعبد في دينه وصلاحه

 

الموضوع

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا”، وبعد،

تتصاعد في هذه الأيام الدعوة إلى الإصلاح وبناء الدولة الجديدة و …. وكل هذه الدعوات محكوم عليها بالفشل إذا لم نبدأ بإصلاح الفرد أولًا

 

ومعنا اليوم وصية من وصايا النبي ﷺ الله كفيلة ببناء الفرد والجماعة والمجتمع بناءً عقديًا وسلوكيًا وخلقيًا هذه الوصية التي أوصى بها النبي ﷺ ابن عباس وكان يركب خلفه وهو ابن سبع سنين فانتفع بها أيما انتفاع، مما يدل على أن الوصية صالحة لجميع الأعمار وعلى كر الزمان والمكان، نادى عليه النبي -ﷺ – قائلًا له: “يَا غُلاَمُ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ -ينفعك الله بهنّ- احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىءٍ لن ينفعوك إلا بشىءٍ قد كتبه، وإن اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشىءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف” رواه الترمذي وقال حديثٌ حسنٌ صحيحٌ،

إن هذا الحديث يتضمن أمور العقيدة من إيمانٍ بقدر الله الذي هو الأصل، وما بعده متفرع عنه

فالعبد في حياته إنما يطلب رضا مولاه فحفظ الله للعبد هو غاية الطلب، لذا عقّب بذكر التعرف على الله في الرخاء ليعرفه الله في الشدة، فلا يكشف الضر إلا الله ، وهذا هو إفراد الله بالسؤال والاستعانة

ثم ذكر الأصل الجامع لكل هذه المطالب وهو تفرد الله بالنفع والضر، والعطاء والمنع، وأنه لا يصيبه إلا ما قدّره الله وقضاه، فالخلق كلهم عاجزون عن إيصال نفع أو دفع ضر غير مقدر في الكتاب السابق، فإذا علم العبد ذلك، فإنه لن يقدم طاعة المخلوق على طاعة الخالق سبحانه وتعالى، ويفرد الله تعالى بالاستعانة والطلب، وقد تضمنت كلمات هذا الحديث تلك المعاني، وهذه الأمور المهمة

أولًا: “احفظ الله”

يقول ابن رجب في نور الاقتباس: “إن حفظ العبد لله هو حفظ حدوده، ومراعاة حقوقه” فيمتثل أوامره، ويجتنب نواهيه، ويقف عند حدوده، كما في حديث أبي ثعلبة المرفوع الذي رواه الدارقطني وغيره: “إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحرّم حرمات فلا تنتهكوها، وحدّ حدودًا فلا تعتدوها” حديث حسن

ويجمع هذا كله حديث أبي ذر: ” اتق الله حيثما كنت”

 

ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله:

* حفظ الصلاة؛ وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال:

“حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لله قَانِتِينَ” البقرة: ٢٣٨

* وكذلك المحافظة على الطهارة؛ فإنها مفتاح الصلاة،

فإن فإن العبد قد تنتقض طهارته، ولا يعلم بذلك إلا الله، فالمحافظة على الوضوء للصلاة دليلٌ على ثبوت الإيمان في القلب كما قال النبي -ﷺ-: “وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِن” ابن ماجه 

فمن حافظ على الصلاة حفظه الله، ففي الحديث: “إذا أحسن الرجلُ الصلاةَ فأتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة: حفظك الله كما حفظتني، فترفع، وإذا أساء الصلاة -فلم يتم ركوعها وسجودها- قالت الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني: فتلف كما يلف الثوب الخلِق -القديم البالي- فيضرب بها وجهه” حسنه الألباني

* ومما يُؤمّر بحفظه الأيّمان قال الله -عز وجل-: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) المائدة: ٨٩ أي: حفظها عن الحلف بالله كاذباً، وحفظها عن كثرة الحلف، فكثيرًا ما تقع كثرة الأيمان من الناس، فتارة تجب بها كفارة يمين، وتارة كفارة مُغلّظة، وتارة يلزم بها المحلوف عليه من طلاق أو غيره

 

* كذا مما يجب حفظه حفظ الرأس والبطن عن المحرمات، وهذا مفهوم التقوى، وفي الحديث الذي حسنه الألباني أنه -ﷺ- قال: “فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى” فيدخل في حفظ الرأس؛ حفظ السمع والبصر واللسان و”البطن وما حوى” يتضمن حفظ القلب عن الحسد والحقد والكبر والشحناء،

* حفظ اللسان والفرج، حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والكلام الفاحش وحفظ الفرج من الزنا والفواحش. قال -ﷺ- قال: “مَنْ يَضْمَنْ لي ما بيْن لَحْيَيْهِ، وما بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ” رواه البخاري، وفي رواية: “مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ” (الحاكم).

والنتيجة المترتبة على ذلك: يحفظك الله إذا حفظت الله في جوارحك ووجهتها في طاعة الله، وأبعدتها عن الحرام حفظك الله -تعالى-؛ فإن الإنسان في هذه الحياة الدّنيا يعيش وهو يأمل أن يشمله الله -سبحانه- برعايته وحفظه، ويدفع عنه شرور الدّنيا وأذى الخلق ووساوس الشّيطان، ولا شكّ بأنّ هذا الحفظ الرّباني للعباد لا يكون إلاّ بأخذ العبد بالأسباب التي تؤدّي إلى ذلك، وهي:

أن يحفظ العبد ربّه في قوله وعمله وسائر تصرّفاته في الحياة ومعاملاته مع النّاس.

▪︎ فمن حفظ حدود الله وَجَدَ الله معه فِي جَمِيع الأحوال؛ يحوطه وينصره ويحفظه ويؤيده ويسدده، فإن الجزاء من جنس العمل فيحفظك الله في الدنيا من الآفات والمكروهات، وفي الآخرة من العقوبات، وهذا الجزاء من جنس العمل؛ كما رتّب ذلك المولى عز وجل في كثيرٍ من الآيات “فاذكروني أذكركم” وفي الحديث القدسي الجليل: “أنا عند ظني عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خيرٌ منه،

وإن تقرّب إليّ شبرًا تقرّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرّب إليّ ذراعًا تقرّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولًا “.

فالحفيظ سبحانه يحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والمهلكات،

● ومن أسباب حفظ الله للعبد:

– الدعاء: فقد كَانَ النَّبِيّ -ﷺ – إِذَا ودَّع من يريد السفر يَقُولُ لَهُ: “استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك” وفِي رواية وكَانَ يَقُولُ: “إن الله إِذَا استودع شيئاً حفظه” أخرجه النسائي

– المحافظة على الأذكار الواردة في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة، فالذّكر بلا شكّ حصنٌ حصين وحرزٌ مكين، لا يدرك أهميّته إلاّ ذوي البصائر،

● وصور حفظ الله لعبده كثيرة، منها:

• حفظه لعبده في أمور دنياه ومعاشه، وأمور دينه، فمن صور حفظ أمور دنياه

• أن يحفظه في صحته وقوته وعقله؛ فإن العبد إذا اتقى الله في شبابه ونشأ في طاعة مولاه متعه الله بالصحة والعافية في بدنه وشيخوخته – وكان في ظل عرش الله يوم القيامة، والواقع خير شاهد على ذلك، فانظر إلى من ضيّع شبابه وقوته في معصية الله، وكيف جار على شبابه فجارت عليه شيخوخته فأصبح يتكفف الناس ويتوكأ ويطلب المساعدة،

• حفظه في متاع دنياه كأولاده وأمواله، وقد يحفظ الله العبد بصلاحه ولده وولد ولده، فقد سخّر الله نبيًا كريمًا وعبدًا من أحب العباد إليه لبناء جدار لغلامين يتيمين في المدينة كما في قوله -تعالى-: “وأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا” الكهف: ٨٢]

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: “حُفِظَا بِصَلَاحِ أَبَوَيْهِمَا”،

• حفظه من أذى الجن والإنس، فيحفظه من شر كلّ من يريده، قال -تعالى-: “لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ” الرعد: ١١.

 

قَالَ قال مُجَاهِدٌ: “مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِ، يَحْفَظُهُ فِي نَوْمِهِ وَيَقَظَتِهِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْهَوَامِّ، فَمَا مِنْهُمْ شَيْءٌ يَأْتِيهِ يُرِيدُهُ إِلَّا قَالَ: وَرَاءَكَ! إِلَّا شَيْءٌ يَأْذَنُ اللَّهُ فِيهِ فَيُصِيبُهُ”.

 

وقَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: “لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَكَّلَ بِكُمْ مَلَائِكَةً يَذُبُّونَ عَنْكُمْ فِي مَطْعَمِكُمْ وَمَشْرَبِكُمْ وَعَوْرَاتِكُمْ؛ لَتَخَطَّفَكُمُ الْجِنُّ”.

وقال ابن عباس: “هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء” وقال عليّ بن طالب: مع كل واحد أربعة ملائكة. لأجلك أنت يأمر الحفيظ أربعة من الملائكة أن يحيطوا بك حتى يحفظوك بأمر الله من كل ما لم يقدر عليك حتى يصدّوا عنك أي طلقة لم يشأ الله أن تخرق جسدك، وأية صخرة لم يرد أن تنهي حياتك وأية بعوضة لم يشأ أن تؤذي بشرتك،

 

وفي حادث محاولة اغتيال الشيخ / عائض القرني أطلق القاتل المحترف ست رصاصات من مسافة متر ولا حائل بين الشيخ والطلقات، ولا توجد مقاومة من الشيخ، ويخرج سليمًا معافى – في حين أنه وبطلقة واحدة ومن مسافة بعيدة أودت بحياة جون كينيدي وسط الحرس والجنود والسيارة متحركة

أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.

الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان.. وبعد.

• فمن عجيب أمر الحفظ أن يجعل الله الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة للإنسان” كما حدث مع سفينة مولى ﷺ- واسمه مهران، وكان يحمل متاع أصحابه في السفر فأطلق عليه النبي ﷺ لقب سفينة- وقال له: أنت سفينة, فقد بعثه النبي ﷺ في مهمة فانكسر المركب وألقى به الموج إلى شاطىء جزيرة، فوجد أسدًا، فاقترب منه وقال له: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى النبي ﷺ بعثني في حاجة، فسار معه الأسد حتى دلّه على الطريق، ثم همهم كالمودع له.

* وقصة الرجل -من بني إسرائيل- الذي استسلف مبلغًا من المال من صاحبه -كما في البخاري- وطلب منه كفيلًا أو شاهدًا ولم يجد فقال له: الله خيرٌ شاهد وكفيل .. ثم خرج في تجارته ولما حان وقت السداد لم يجد وسيلة يرد به المال لصاحبه ولم يجد أي سفينة عابرة فأحضر خشبة وحفر فيها ووضع فيها المال وطلب من الله أن يوصلها لصاحبه ورمى بها في البحر

 

وإني أستودعك هذه الخشبة، وفي النهاية وصل المال إليه. فمن الذي أوصل المال لصاحبه أو قل: من الذي حفظ المال من الضياع في وسط البحر وأوصله إلى صاحبه كل هذه المسافات الطويلة على الماء حتى ترتمي تحت قدمي صاحبها.

فانظر أخي إلى حفظ الله لك يحفظك في كل لحظة مئات المرات، في هذه اللحظة التي أنت فيها الآن يحفظك. يحفظ قلبك من التوقف، وشرايينك من الانسداد، وعقلك من الجنون وكليتك من الفشل وأعصابك من التلف، إذا أوقفت سيارتك وخشيت عليها السُّراق فاستحفظها الله الحفيظ فلن تضيع.

إذا خرجت من بيتك وخشيت على أطفالك فقل: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

وأما حفظ الله تعالى للعبد في دينه وصلاحه واستقامته

فهذا النوع هو أسمى أعظم أنواع الحفظ وأفضلها

وأهمها وأعلاها على الإطلاق، قال -تعالى-: “الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ” البقرة ٢٥٧

نعم يحفظك الله ويحفظ عليك دينك أنت بعلمك القليل ما زلت تسجد له، فقد حفظ عليك الحفيظ دينك، مع أن هناك علماء أفنوا أعمارهم بين الكتب والمحابر ولم يرد الله أن يحفظ عقائدهم فكفروا به، وبعضهم سار مبتدعًا في الدين.

فهذا عبد الله القصيمي -كاتب سعودي- يؤلف كتابًا اسمه “الصراع بين الإسلام والوثنية”، ويُثنى على هذا الكتاب من فوق منبر الحرم وقالوا عنه: “إنه بهذا الكتاب قد دفع مهر الجنة”، وما هي إلا سنوات ويؤلف كتابًا آخر بعنوان “هذي هي الأغلال” ويموت ملحدًا . نعوذ بالله من الخذلان.

وكذا من صور حفظ الله لدين العبد أن يحفظ عَلَيْهِ دينه عِنْدَ موته فيتوفاه عَلَى الإسلام, قال -تعالى-: “يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ” إبراهيم: ٢٧

أن يحفظه من الشبهات والشهوات، فمن حفظ الشبهات أن يريه الحق حقاً ويرزقه أتباعه، وأن يريه الباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه، ولذلك كان من دعاء النبي -ﷺ – الذي يدعو به صلاة الليل: “اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم” رواه مسلم.

ومن حفظ الشهوات ما يصرفه -تعالى- عن عبده المؤمن من الوقوع في الشهوات المحرمة قال -تعالى- عن يوسف عليه السلام: “كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ” يوسف: ٢٤

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ

الدعاء