إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك
19 يونيو، 2025
منبر الدعاة

بقلم الشيخ: سعد طه
من أراد أن يسلم من أذى الناس، فليبدأ هو بسلامة الناس منه ومن أراد أن يعيش آمنًا من شرور الآخرين، فليزرع فيهم الأمن من شره هو.
فما أعظم قول النبي ﷺ: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” [رواه البخاري ومسلم] فهل تأملت في هذا الحديث؟
إن السلامة التي تتمناها لنفسك، تبدأ بصناعتك لها في حياة غيرك لا تطلب من الناس أن لا يغتابوك، وأنت تغتاب ولا تتمنى أن لا يؤذوك، وأنت تؤذي ولا تطلب أن يُحسنوا إليك، وأنت تسيء إليهم.
فمن زرع خيرًا، حصد سلامًا، ومن زرع شرًا، جنى ندمًا
قال أحد السلف:
“من أحب أن يسلم من الناس، فليُسلم الناس من نفسه.”
وكم من مشاكل ومشاحنات في حياتنا سببها أن كل طرف يريد أن يأخذ، ولا يريد أن يعطي،
يريد أن يُحترم، ولا يحترم،
يريد أن يُوقر، ولا يوقر،
يريد أن يسلم، ولا يسلم الناس من شره.
إن الحياة بين الناس لا تستقيم إلا بسلامة الصدر، وحفظ اللسان، وكف الأذى.
قال النبي ﷺ: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟” قالوا: بلى، قال: “إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة” [رواه الترمذي].
كم من بيت تهدّم بسبب لسان لا يرحم،
وكم من أخوة انقطعت بسبب قلوب امتلأت حقدًا،
ولو أن كل واحد منا بدأ بنفسه، فأصلحها، وأراح الناس من شرها،
لعاش الناس في راحة واطمئنان.
أخي في الله:
إذا أردت أن تنام مرتاحًا، فجاهد ألا ينام أحد متألمًا منك.
إذا أردت أن تدعو الله بصدق، فتأكد أن أحدًا لا يبكي منك في الخفاء.
فرب دعوة مظلوم تهدم حياتك، ورب كلمة طيبة تنجيك من شر الدنيا والآخرة.
قال الحسن البصري رحمه الله:
“كانوا يقولون: إذا أردت أن تسلم، فاجعل بينك وبين الناس سترًا من عفو، وجدارًا من حلم.”
اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد، وألسنتنا من الكذب والغيبة، واجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ …﴾