معجزات الإسلام الكونية الباقية [ الإعجاز البيئى]
19 يونيو، 2025
الإسلام وبناء الحضارة

بقلم الدكتور : حاتم عبدالمنعم أحمد أستاذ علم الاجتماع البیئى بكلیة البیئیة جامعة عین شمس
البیئة في الإسلام تحظى بمكانة عظیمة، حیث تُعدّ المحافظة علیھا من الواجبات الدینیة التي حثّ علیھا القرآن الكریم والسنة النبویة الشریفة فقد خُلق الإنسان لیكون خلیفة في الأرض، مأمورًا بعمارتھا وإصلاحھا، لا بإفسادھا أو تدمیرھا.
أولًا: البیئة في القرآن الكریم
القرآن الكریم یزخر بالآیات التي تؤكد على أھمیة الحفاظ على البیئة، ومن أبرزھا: قول ﷲ تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأرَْضِ بَعْدَ إصِْلَاحِھَا﴾ [الأعراف: 56]، وھي دعوة صریحة لعدم الإفساد او نلویث الأرض بعد أن أصلحھا ﷲ.
وقوله تعالى: ﴿وَإذَِا تَوَلَّ ى سَعَى فِي الْأرَْضِ لیُِفْسِدَ فِیھَا وَیُھْلكَِ الْحَرْثَ وَال َّ نسْلَ﴾ [البقرة: 205]، حیث یُذم من یسعى في الأرض بالإفساد وإھلاك الزرع والنسل.
كما أمر ﷲ تعالى بعمارة الأرض، فقال: ﴿ھُوَ أنَشَأكَُم ِّ منَ الْأرَْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِیھَا﴾ [ھود: 61]، أي طلب منكم عمارتھا وإصلاحھا.
وقد تناول القرآن الكریم عناصر البیئة المختلفة، مثل الماء والھواء والنبات والحیوان، مؤكدًا على أھمیتھا وضرورة الحفاظ علیھا.
ثانیًا: البیئة في السنة النبویة
السنة النبویة الشریفة أكدت على أھمیة النظافة والمحافظة على البیئة، ومن ذلك: حث النبي ﷺ على إماطة الأذى عن الطریق، واعتبرھا من شعب الإیمان ،نھى عن التبوّل في الماء الراكد، لما في ذلك من تلویث للمیاه،نھى عن الإسراف فى استخدام الماء حتى لو علىى نھر جارى وحتى عند الرضوء وعدم التبول على زرع أو قطع شجر أمر بعدم قطع الأشجار المثمرة، وحث على الزراعة والتشجیر.
وقد بیّنت السنة النبویة أن الحفاظ على البیئة جزء من الإیمان والتقوى، وأن الإضرار بھا یُعدّ مخالفة شرعیة.
ثالثًا: مسؤولیة المسلم تجاه البیئة
المسلم مسؤول عن حمایة البیئة من التلوث والإفساد، ویُطلب منها :
المحافظة على نظافة الأماكن العامة والخاصة.
الاعتدال في استخدام الموارد الطبیعیة، وعدم الإسراف. إن المبذرین اخوان الشیاطین المساھمة في التشجیر والزراعة. اذا قامت الساعة وفى ید أحدكم فسیلة فلغیرسھا توعیة الآخرین بأھمیة الحفاظ على البیئة وقد أكد العلماء على أن الإسلام سبق غیره من الأدیان والنظم في الدعوة إلى حمایة البیئة ورعایتھا.
خاتمة
إن الإسلام دین یحث على النظافة والجمال، ویأمر بالحفاظ على البیئة، ویعتبر ذلك من الواجبات الدینیة. فالمسلم مأمور بعمارة الأرض وإصلاحھا، ومحاسب على أي إفساد أو تدمیر یلحق بھا.
وتناول الإسلام موضوع العدالة البیئیة بالتفصیل من خلال مفھوم شامل لكافة أبعاد البیئة والحیاة مما یتطلب عدة مقالات اخرى أن شاء ﷲ وﷲ ولي التوفیق