من ملامح طريقنا ( الكف عن الخوض في الاسرار الروحية للمشايخ )
17 مايو، 2025
منهج الصوفية

بقلم خادم التصوف د. : أحمد شتيه
من واجبات الوقت في الدعوة إلى الله :
ألا نخاطب الخلق إلا بما يفهمون وما يعرفون . وأن نحذر من التوغل بهم في مزالق ربما أدت إلى إنكارهم على الطريق وأهله .
القاعدة الشرعية هنا واضحة جدا وهي قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم : ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم . أتحبون أن يكذب الله ورسوله) .
ومن أكبر الأمور التي يجب أن نتوقف تماما في الكلام عنها وأقول : تماما لأنها صارت مما يجهله الناس وينظرون على كل من يتكلم فيه هو باب : الخصائص الروحية للصالحين والمشايخ .
إن عوام المنتسبين للتصوف يستغرقون في التفكير في هذا الأمر حتى يدخلون من دائرة الشرع إلى دائرة الوهم . ثم ينقلون ما أملاه عليهم خيالهم إلى غيرهم .
إن ما ذكرناه بالأعلى أمر شديد الخطورة على المريد إذا لم يلزمه شيخه بالتوقف عنه . بل كثيرون من المتصدرين يوجهون مريديهم إلى أن يعتقدوا فيهم الولاية والتصرف في الكون وأنه غوث وقته وقطب عصره . فحجبوا المريدين عن الحضور مع الله والتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الدعاوى .
إن أهل الولاية أو التربية لا يعلنون عن نفوسهم بل يتولى ربهم عزوجل دلالة الخلق عليهم لينتفعوا بهم وليكونوا سبيلهم إلى الوصول إلى الله وإرشادهم وتربيتهم وتجربتهم .
إن الخواص الروحية التي يعطيها الله لعباده الصالحين أمر شأنه الستر ومبناه على السر . فلا يعلم حده إلا الله . ولا يجب أن ينشغل به المريد بل عليه أن ينشغل بمهمته ومقصوده فيضعه أمامه ولا يتخلف عنه. وما قسمه الله له سيصله منه به إليه عزوجل .
فافهم