شمائل الرسالة المحمدية الغراء
26 أبريل، 2025
منبر الدعاة

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه
منذ أن جاء الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالرسالة الخاتمة والإسلام يحارب ويعادى إلى يومنا ، بل سيظل العداء قائم إلى أن يرث الله تعالى الأرض وما عليها ، وذلك لأنه يقيد الأهواء والغرائز والشهوات الغير منضبطة المحرمة .
وتعددت صور العداء وتنوعت ، فتارة بالإساءة إلى الرسول وتشويه صورته الكريمة وإلصاق التهم الكاذبة المفتراه بحضرته والتطاول عليه ، وتارة بالإساءة إلى المنهج والشريعة الغراء وتقديمه على أنه دين بني على الدماء وإنتشر بحد السيف .
وتارة بالعمل على تشويه صورته الحقيقية التي يعلوها الرحمة والسماحة والوسطية والعدل والإحسان للمسيئ قبل المحسن ، وفي حديث جامع يشير إلى حقيقة ما ذكرناه يقول النبي عليه الصلاة والسلام ” صل من قطعك وأعطي من حرمك وأعفو عمن ظلمك ” .
ولقد أشار الله تعالى إلى دين الإسلام ومنهجه القويم بقوله سبحانه ” ذلك الدين القيم ” وهو بحق وصدق دين قيم لما حواه من مكارم الأخلاق ومن الفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة .
وفي حديث جامع أيضا يقول الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام مشيرا إلى الحكمة الإلهية من بعثته وخلاصة منهج الإسلام والمراد منه ، يقول ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .
ولقد أشار إلى نفسه الطاهرة الكريمة بقوله ” لم أبعث لعانا وإنما بعثت هاديا ورحمة “
هذا ومن معاني كلمة الإسلام وهي الكلمة الجامعة لكل الرسالات السماوية وتقع تحت لواءها . وذكرنا كثيرا أن هناك فرق بين مسميات الرسالات وبين مسمى الدين ، فمسميات الرسالات متعددة ، منها : ( صحف سيدنا إبراهيم ، ومزامير سيدنا داوود ، وتوراة سيدنا موسى ، وإنجيل سيدنا عيسى عليهم السلام وغيرها من المسميات )
أما الدين الجامع لكل الرسالات هو دين واحد وهو الإسلام ، والرسالة المحمدية هي الرسالة الوحيدة التي تسمت بإسم الدين ، يقول عز وجل ” إن الدين عند الله الإسلام ” .
هذا والرسالات السماوية كلها تدعوا إلى المكارم والفضائل والمحاسن وتأمر بالخير وتنهى عن الشر وتحس البشر على الحب والرحمة والتراحم وحسن وطيب المعاملات فيما بينهم وتأمر بعمارة الأرض وإثراء الحياة عليها وإقامة العدل الإلهي ونشر الرحمة .
هذا ” ومن معاني الإسلام التي تؤخذ من مسماه أنه دين “سلام وتسليم ” ، سلام مع جميع الخلق مبعثه السلام مع النفس ، وتسليم لله تعالى فيما أمر ونهى وفيما قضى وقدر .
يتبع ..