فلسطين خطيئة بنى الإنسان التى لن تغتفر

بقلم الأستاذ : أحمد المهيدى

 

فى مكان ما على هذه البسيطة التي أبتلى آدم عليه السلام بالنزول إليها بعد أن حمل الأمانة هو وذريته من بنى الإنسان ،ذلك الإنسان الذى قال عنه ربه ( إنه كان ظلوما جهولا )
ظلوما لنفسه وظلوما لبنى جلدته من البشر الآخرين ، ذلك الإنسان الذى وهبه الله من خزائن نعمه وفضله على كثير مما خلق وكلفه بإعمار الأرض ولكنه قد عربد وتجبر وطغى وأفسد فلم يردعه شئ بل أطلق العنان لهوى نفسه ولقبح شهواته ليصدق فيه قول ملائكة الرحمن ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) نعم قد أفسد فيها وأكثر من إستباحة سفك الدماء بل وإزداد قبح أفعاله ليصدق فيه قوله تعالى ( قال إنى أعلم مالا تعلمون ) بلى يا رب فقد فعل أكثر مما علمته الملائكة من الفساد وسفك الدماء فتمرد على خالقه وأكل خيره ثم عبد غيره وأحدث مالم تعلمه الملائكة.

فى هذا المكان الذى ذكرناه في البداية تسفك الدماء بلا رحمة ، وتطاير الجثث فى السماء من هول المشهد وقوة ألة التدمير التى  برع فيها  الإنسان ، أشلاء طائرة ، وجثث متفحمة ،  ونحيب الثكالى يملئ المكان ، جياع يصرخون وأطفال يبكون ،ورائحة الدخان والقنابل تملئ الأنفاس ،وضجيج وشبح الموت يملئ المكان فلا حياة فيه إلا الموت ، حتى التكريم بعد الموت حق غير مكفول فيه ، فربما بقيت تحت الأنقاد أو لم تجد من يدفنك .

هناك حيث تنكس رايات الرحمة ويفضح حديث العالم المنافق عن الإنسانية ،ذلك العالم الذى يبكيه مشهداً فى فيلماً سينمائياً وخسارة مباراة كرة قدم لم يحركه هول المشهد ذلك العالم الذى خصص جمعيات لحقوق الحيوان والطيور وجمعيات لحماية الغابات والأشجار والحفاظ على الحيوانات من الإنقراض لم يحرك ساكناً ليوقف بطش المجرمين ويحافظ على شعب كامل من الإبادة..

ويشهد الله أن أهل فلسطين الطاهرة قد فعلوا كل شئ من أجل أن ينالوا حريتهم ومن أجل أن يدخلوا فى مصاف الإنسانية ويشعروا بكرامتهم فتارة رموا أعدائهم بالإحجار وتارة قاتلوا بأسلحة بدائية الصنع وتارة بالمظاهرات وتارة قاتلوا بالشعر والروايات والأدب والندوات والفن ولكن هيهات فعدوهم أشد وطأة وأكثر طغيانا على مر التاريخ ، وكيف يلتفت العالم المنافق للضعفاء ! ..

بل إن أول من تركهم وحدهم فى هذه المعركة بنو جلدتهم وأبناء أمتهم الذين يشتركون معهم فى دم ودين واحد بل وأصبحوا الآن أكثر عليهم قسوة وأشد وطأة فجلسوا فى بيوتهم أمنين وأمسكوا بهواتفهم وأصبحوا يفتون فيهم بل ويهاجمونهم !

ولكن أليس للكون رب !
إله عظيم يملك الرقاب والأبدان تطيعه السماوات والأرض كل ما تحت سماءه ومافوقها يدين له بالولاء والطاعة ورهن قوله الكائن بين الكاف والنون .

إله شديد العقاب ينتقم من الجبابرة ويجعلهم عبرة ويخسف بالظالمين إذا شاء ويخفى ذكراهم ويمحوا أثرهم .
فليتجبر المتجبرون ويبطش الظالمون كما شاءوا فهناك لحظة للحساب وإن تأخرت

اترك تعليقاً