أعمال مقبولة عند الله
5 أبريل، 2025
منبر الدعاة

بقلم فضيلة الشيخ : أبو بكر الجندي
يحرص المؤمن بعد شهر رمضان على قبول عمله أكثر من العمل نفسه، وكان بعض الصالحين يقول: “لو أعلم أن الله تقبّل مني سجدة واحدة لتمنّيت الموت”؛ لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[المائدة: 27]، فإذا قبل الله تعالى من الإنسان شيئاً فهو من عباد الله المتقين الخائفين، الذين لهم عظيم الأجر عند رب العالمين، أما من لا يخاف الله ولا يتقيه، فقد ضاعت أعماله وعبادته التي لم تؤت ثمارها، قال صلي الله عليه وسلم: “لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا”، ثم وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم عباد ولكنهم: “أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”، فضاعت حسناتهم؛ لأنهم كانوا لا يستحيون من نظر الله فيرتكبون ما حرم الله.
ومن الأعمال التي تُثمر التقوى ومقبولة عند الله:
ـ الصيام؛ لأنه سر بين العبد وربه ولا رياء فيه؛ لذا اختصه الله تعالى لنفسه من بين سائر العبادات حيث قال الله عز وجل: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به”، بل إن الصيام المقبول يشفع في قبول سائر الأعمال، كما قال صلى الله عليه وسلم: “الصيام والقرآن يشفعان للعَبد يوم القيامة”، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهر شعبان كله إلا قليلا؛ لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فيُحب أن يرفع عمله وهو صائم؛ ليشفع لصيام في قبول بقية الصالحات.
ـ التوبة النصوح من الأعمال المقبولة عند الله عز وجل كذلك، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى: 25]، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر”، وكفى بالتوبة منزلة محبة الله تعالى للتائبين، كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة: 222]، ولهذا أعطاهم الله تعالى عطاء عظيما، فما غفر لهم فحسب، بل وهب لهم سيئاتهم، وبدلها إلى حسنات، قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيماً}[الفرقان: 70].
ـ الكلمة الطيبة مقبول عند الله عز وجل أيضا، فهي تصعد إلى الله تعالى مباشرة, قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}[فاطر: 10]، والكلام الطيب يعني أن للعبد رصيد عند الله عز وجل؛ والكلم الطيب يشمل الذكر والدعاء والكلام الجميل مع كل الناس، كما قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}[البقرة: 83]، ويناشدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نحفظ ألسنتنا وألا نقول للناس إلا خيرا، فيقول: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” وإذا كانت الكلمة الطيبة تصعد إلى الله مباشرة فإن ثوابها وأجرها وحلاوتها تنزل إلى قلب العبد مباشرة.