
بقلم فضيلة الشيخ : أحمد السيد السعيد
(واعظ عام، وعضو لجنة التحكيم والمصالحات بالأزهر الشريف)
أيها الأحباب:
ليست زكاة الفطر مخصوصةً بأهل الغنى، وليست مقصورةً على أصحاب الأموال الطائلة، بل هي فريضة على كل مسلم ملك ما يزيد عن قوت يومه وليلته، هو وأهلِ بيته، في ليلة العيد ويومه، مهما قلّ ماله وضاق حاله.
إنها تكليف يشمل الفقير الذي يجد فضلًا عن حاجته كما يشمل الغني، فكل من وسع الله عليه بقوتٍ زائدٍ وجب عليه أن يواسي غيره في يوم الجود والكرم.
تنبهوا!
زكاة الفطر ليست كزكاة المال التي يُشترط لها النصاب، بل هي فرضٌ يطرق أبواب أكواخ الفقراء كما يطرق قصور الأغنياء.
من ملك قوت يومه وليلته وزاد عليه شيء، وجبت عليه الزكاة، ولو كان عيشه بالكفاف.
هي فريضة أراد الله بها أن يعمّ الفرح في يوم العيد، وأن تُشرق وجوهُ الجميعِ بالبذل والرضا، فيوم العيد يوم التراحم لا يومَ التفاوت.
فمن كان يظن أن الفقراء لا يُخاطبون بها، فليصحّح ظنه، وليتأمل حكمة رب العالمين في مساواة القلوب وإن تفاوتت الجيوب.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.