خطبة عيد الفطر المبارك 2 { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} لفضيلة الشيخ ثروت سويف

خطبة عيد الفطر المبارك 2 { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}
لفضيلة الشيخ : ثروت سويف

 

بتاريخ ١شوال 1446 ه‍ الموافق 31 /3 / 2025م

لتحميل الخطبة pdf اضغط على الرابط  أدناه

khutbat eid alfitr almbark sarwat2

اقرأ في هذه الخطبة
اولا : فرح أهل الإيمان بعيد الفطر في الاسلام
ثانيا : الفرح باتمام الصيام والقيام والجزاء باب الريان
ثالثا : يوم العيد صلة للأرحام

الخطبة الاولي
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، الحمد لله وفق من شاء لطاعته فكان سعيهم مشكورًا، ثم أجزل لهم العطاء والمثوبة فكان جزاؤهم موفورًا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره إنه كان حليمًا غفورًا،
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يتم بنعمته الصالحات ويجزل بفضله العطيات، إنه كان لطيفًا خبيرًا.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله صلى وصام واجتهد في عبادة ربه حتى تفطرت قدماه فكان عبدًا شكورًا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اما بعد
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عددًا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا، الله أكبر عز سلطان ربنا، وعم إحسان مولانا، خلق الجن والإنس لعبادته، وعنت الوجوه لعظمته، وخضعت الخلائق لقدرته، الله أكبر عدد ما ذكره الذاكرون، الله أكبر كلما هلل المهللون وكبر المكبرون، الله أكبر ما صام صائم وأفطر، الله أكبر ما تلى قارئ كتاب ربه فتدبر، الله أكبر ما بذل محسن فشكر، وابتلي مبتلاً فصبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
أيها الإخوة: اتقوا الله تعالى واعرفوا فضله عليكم بعيد الفطر السعيد، وهو أول يومٍ في الحج لأن اشهر الحج المعلومات هي شوال وذي القعدة وذي الحجه فهو أول أيام اشهر الحج إلى بيته الحرام.

وهذا العيد عظيم الشأن عند الله، ومما يدل على عظم شأنه أن الله قرنه بشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام العامة التي لها جلالُها وروحانيتُها، وهي شهر رمضان؛ فجاء عيدُ الفطر مِسك ختامِه، وكلمة الشكر على تمامه.
وهذا الربط الإلهي بين عيد الفطر وبين شعيرة الصيام دليل على أنه عيد ديني بكل ما شُرع فيه من سُنن، بل حتى ما ندب إليه الدينُ فيه من أمور ظاهرُها أنها دنيوية كالتجمل، والتحلي، والتطيب، والتوسعة على العيال، وإلطاف الضيوف، والمرح، واللهو المباح .

اولا : فرح أهل الإيمان بعيد الفطر في الاسلام
ايها المسلمون انه عيد الفطر يوم امتلأت القلوب به فرحًا وسرورًا، وازدانت به الأرض بهجة ونورًا، يومٌ يخرج المسلمون فيه بالأمصار إلى المصليات والمساجد مكبرين ومهللين ولربهم حامدين معظمين، وبنعمته مغتبطين، فلله الحمد رب العالمين

ان هذا اليوم يوم عظيم من أيام المسلمين، يوم كله بر وإحسان، خرج المسلمون إلى مصليات الأعياد متطهرين مكبرين شكراً لله تعالى على إتمام شهر الصيام، وعونه على القيام

عن أنس قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال: ((لقد أبدلكم الله خيرٌ منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى)) رواه أبو داود والنسائي.

اعلموا ان زمن العيد وقت لتنزل الخيرات والبركات والرحمة واستجابة الدعوات، عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله : ((إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فينادون: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الله فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، أطعتم ربك فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى مناد: ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم)) فهو يوم الجائزة، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة. رواه الطبراني.

ان الفرحُ سلوكٌ راقٍ، وفِكرٌ رصينٌ، ومطلبٌ مهمٌّ، وهدفٌ منشود. والناسُ كل الناس يسعَى إلى فرحِ قلبِه، وزوالِ همِّه وغمِّه، وتفرُّق أحزانِه وآلامِه

يُعبِّرُ المُسلمُ في هذه المناسبات عن فرَحه وسُرُوره، ويبتهِجُ في مواسِم البهْجة والأعياد، والتعبيرُ عن الفرحة يُنعِشُ النفس، ويُجدِّدُ النشاط؛ بل تقتضِي هذه المواسِم أن نعيشَ الفرحَة في كلِّ لحَظاتها، والبهجَة بكل معانِيها في إطار الشَّرع، وضوابِط الدِّين، ومُرتكَزات القِيَم والأخلاق دون خدشٍ للحياء.
ومن الحِكَم التي أباحَ فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- الاحتِفاءَ بالعيد: أن يعلمَ الناسُ أن في دينِنا فُسحة.

الفرحُ مركزُه القلب، وميدانُه السُّلوك، ومظهرُه اللِّباسُ والزِّينةُ والكلمةُ الطيِّبَة، ورسالتُه الشعورُ الحسنُ، والوِجدانُ الفيَّاض، وأثرُه سعادةٌ غامِرةٌ تمسحُ آثارَ وبقايا الهمِّ.

نفرحُ بالله ومعرفته ومحبَّته وكلامه ورسوله، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ) [الرعد: 36].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر فلنفرح بفضل الله القران والاسلام والصيام وسيدنا رسول الله خير الانام

قال تعالي {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (58يونس) أَيْ: بِهَذَا الَّذِي جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ فَلْيَفْرَحُوا، فَإِنَّهُ أَوْلَى مَا يَفْرَحُونَ بِهِ، {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} أَيْ: مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ الْفَانِيَةِ الذَّاهِبَةِ لَا مَحَالَةَ،

كَمَا قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: “وذُكِر عَنْ بَقيَّة بْنَ الْوَلِيدِ -عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، سَمِعْتُ أَيْفَعَ بْنَ عَبْدٍ الْكُلَاعِيَّ يَقُولُ: لَمَّا قُدم خراجُ الْعِرَاقِ إِلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ عُمَرُ وَمَوْلًى لَهُ فَجَعَلَ عُمَرُ يَعُدُّ الْإِبِلَ، فَإِذَا هِيَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَيَقُولُ مَوْلَاهُ: هَذَا وَاللَّهِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ. لَيْسَ هَذَا، هُوَ الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} وَهَذَا مِمَّا يَجْمَعُونَ.
إن سُرور القلب بالله وفرحَه لا يُشبِهُه من نعيم الدنيا شيء، وليس له نظيرٌ، حتى لقد قال بعضُ العارِفين: “إنه لتمُرُّ بي أوقاتٌ أقول فيها: إن كان أهلُ الجنةِ في مثلِ هذا إنهم لفِي عيشٍ طيِّبٍ”.

ثانيا : الفرح باتمام الصيام والقيام والجزاء باب الريان
أيها المسلمون، لقد رحل عنّا رمضان، وطويت سجلاته ودفاتره، وكل منا أدرى بنفسه ما قدم، لكن هل يدركنا رمضان القادم؟ هل يمنّ المولى علينا وندرك رمضان القادم؟ أم نكون من الذين يترحّم عليهم؟
فيا شهر الصيام فدتك نفسي……تمهّل بالرحيل والانتقال
فما أدري إذا ما الحول ولىّ……وعدت بقابل في خير حال
أتلقاني مع الأحياء حياً……أو أنك تلقني في اللحد بالي

ان الفرحة التي نحن فيها الآن فرحة عيد الفطر نابعة من فرحة إكمال شهر الصيام

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي قال: ((قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصوم جنة)) (يعني وقاية من الإثم والنار) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)).

أما فرحه عند فطر فيفرح بنعمتين: نعمة الله عليه بالصيام، ونعمته عليه بإباحة الأكل والشراب والنكاح، وأما فرحة عند لقاء ربه فيفرح بما يجده من النعيم المقيم في دار السلام.

وفي صحيح البخاري عن النبي أنه قال: ((إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون لا يدخله غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق ولم يفتح لغيرهم)).
يا خسارة من لم يغفر له في رمضان، يا خسارة من لم يعتق من النار في رمضان، يا خسارة من حرم من فيض الرحيم الرحمن كيف يفرح.

وحق لكم أيها المؤمنون يا عباد الله أن تفرحوا في هذا اليوم، فمن في الأرض عنده دين مثل ديننا؟ من في الأرض عنده صيام مثل صيامنا؟ من في الأرض عنده صلاة مثل صلاتنا؟ من في الأرض عنده دعاء مثل دعائنا؟ من في الأرض عنده ذكر مثل ذكرنا؟ نحن الأمة الوحيدة التي خلقها الله في هذا العالم بعد محمد ﷺ عندها مثل هذا الشرع، ببعثته جاء، ونحن نفرح والله اليوم بهذا الدين، بهذه النعمة، هذا هو الفرح التام والابتهاج والنعيم، وأما الفرح بغيره فإنه ناقص والله لا يحب الفرحين الأشرين البطرين، يعني بأمور الدنيا، فهذه الفرحة الحقيقية، أما الفرح الآخر) : إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ) سورة القصص76

نفرح لنعمة الأمن التي تُظلِّلُ بلادَنا، والاستقرار الذي يعمُّ أرضَنا، ولنعمٍ أسبغَها الله علينا لا تُعدُّ ولا تُحصَى.

إخوة الإسلام: تزدهِرُ الفرحةُ وترقَى بذكرِ الله، الذِّكرُ يُزيلُ الهمَّ والقلقَ، ويجلِبُ الفرحَ والسُّرور، ويُنوِّرُ القلبَ والوجهَ.

ومما يُورِثُ الفرحَ: أن يرضَى الإنسانُ عن نفسِه وربِّه، ويطمئنَّ إلى يومِه وحاضِره، يطمئنَّ إلى غدِه ومُستقبلِه ويقينُه بالله والآخرة.

ويتحقَّقُ الفرحُ -عباد الله- بطلبِ العلم وتبليغِه، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “نضَّر اللهُ امرأً سمِع منا شيئًا فبلَّغَه كما سمِعَه”.

والنُّضرةُ هي البهجةُ والحُسن الذي يُكساه الوجه من آثار الإيمان وابتِهاج الباطن به.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر اخي المسلم إذا أردتَّ أن يدومَ فرَحُك ويبقَى فاعمل على أن تمسحَ دمعة يتيم، وتُغدِقَ السُّرورَ على طفلٍ مسكين، وتزرعَ البسمةَ على شِفاه المحرومين، حين تُواسِي مهمومًا تفرَح، وحين تُنقِّي قلبَك من الغلِّ والحقد والحسَد، وإذا جمَّلتَ باطنَك ونواياك تركَت الفرحةُ بصمةً حقيقيَّةً في نفسِك، تفرَح عندما تُقابِل الناسَ بطلاقة الوجه، والتِماس العُذر، وكفِّ الأذَى، وصِلَة من قطعَك، والعفو عمَّن ظلمَك: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199].

وعجيبٌ أمرُ المؤمن، يفرحُ في السرَّاء والضرَّاء، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “عجَبًا لأمر المؤمن إن أمرَه كلَّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمُؤمن: إن أصابَتْه سرَّاءُ شكَر فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضرَّاءُ صبَرَ فكان خيرًا له”.

إخوة الإسلام: المؤمنُ يفرحُ عند الموت بلِقاء الله، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومن كرِهَ لقاءَ الله كرِهَ الله لقاءَه”.

فرُوحُ المؤمن تطيرُ فرَحًا عند الموت شوقًا إلى النعيم الذي ترَى بِشارَاته، وتُبصِرُ علاماته.

والفرحُ الأكبرُ والنعيمُ الأعظم فرحٌ لا يفنَى، ونعيمٌ لا حدَّ لمُنتهاه، عندما يُوفَّقُ المُسلمُ لسعادة الأبَد في جنَّات النعيم، وهناك يفرحُ المؤمنون دون غيرِهم يوم القيامة، تتلألأُ وجوهُهم نورًا، ومن شدَّة الفرَح تظهرُ ضاحِكةً مُستبشِرَة، قال الله تعالى: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) [المطففين: 24]، وقال: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22، 23]، وقال: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) [عبس: 38، 39].

أيُّ سعادةٍ أعظم ونحن مُنصرِفون إلى جنَّةٍ عالية، قطوفُها دانِية، فيها ما لا عينٌ رأَت، ولا أُذُنٌ سمعت، ولا خطَر على قلب بشر؟! إن غمسةً في الجنة تُنسيك كلَّ شدَّة الدنيا وبُؤسِها، فكيف بنعيمٍ مُقيمٍ لا يحولُ ولا يزول؟!

وتستقرُّ الفرحةُ الأخرويَّة بنعيمٍ ليس بعده نعيم، ولذَّةٍ ليس وراءَها لذَّة، وهي: النظرُ إلى وجه الربِّ -تبارك وتعالى-، قال -سبحانه-: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ) [يونس: 26].
فاللهم ارزقُنا لذَّة النظر إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك في غير ضرَّاءَ مُضِرَّة، ولا فتنةٍ مُضِلَّة..

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانيه
الحمد لله رب العالمين
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر.
الله أكبر كلما تلي الكتاب، الله أكبر كلما أمطر السحاب، الله أكبر كلما طلع كوكب وأفل وغاب، الله أكبر عدد ما وسعته رحمة ربي العزيز الوهاب، الله أكبر عدد ما خلق في السماء، الله أكبر عدد ما خلق في الأرض، الله أكبر عدد ما بين ذلك، الله أكبر عدد كل شيء، الله أكبر ملئ كل شيء، الله أكبر عدد ما أحصاه الكتاب، الله أكبر ملء ما أحصاه الكتاب..

واشهد ان لااله الا الله وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث بالحنفية السمحة التي بددت الظلام، وأرست العدل والسلام، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته.

اما بعد
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
ثالثا : يوم العيد صلة للأرحام

قال الله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً [النساء:1].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك)) ثم قال رسول الله : ((اقرءوا إن شئتم)) : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها [محمد:22-24].

والرحم هم قرابة الرجل من طرفي أبيه وأمه فتجب لهم الحقوق الخاصة، من المحبة والنصرة وعدم القطيعة، والقيام بحقوقهم كتمريض المرضى، وحقوق الموتى، من غسلهم والصلاة عليهم، وغير ذلك من حقوق المسلمين، وزيادة على ذلك النفقة على المحتاج منهم، وتفقد أحوالهم، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم، حتى إذا تزاحمت الحقوق، بدأ بالأقرب فالأقرب.

واولي الايام بصلة الرحم هو عيد الفطر ليكون فرحا لك في الدنيا والاخرة وتكون حياة الإنسان سعيدة رغيدة ، فيها خير وبركة مصداقاً لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( من أحب أن يُبسط له له في رزقه ، ويُنسأ له في أثَره فليَصِلْ رَحِمه )

الا وصلوا اصدقاءكم الا وتزاورو وصلوا جيرانكم يغفر لكم ربكم ويرحمكم
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين…

لتحميل الخطبة pdf اضغط على الرابط  أدناه

khutbat eid alfitr almbark sarwat2

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *