تعريف .. توليف .. ثم تكليف !!

بقلم الكاتب والمفكر : مأمون الشناوى

 

أبدى رجل أوربي رغبته في اعتناق الإسلام ، فاتجه حيث أشاروا عليه إلى مشيخة الأزهر الشريف ، زمن إمامة الفقيه المتصوف الدكتور { عبد الحليم محمود } ، فأحاله إلى شيخ من شيوخ الصرح التاريخي العظيم ، ولكن الرجل سرعان ماعاد إلى الدكتور { عبد الحليم محمود } مُبديّاً عزوفه عن الفكرة ، وتراجعه ، وعودته إلى مُعتقده القديم !!.

استدعى مولانا الإمام الأكبر هذا الشيخ ، واستفسر منه عما فعل مع الرجل الأجنبي ، فعرف أنه عرض عليه تكليفات الإسلام ومُحرماته ، وحزمة الممنوعات التي تبدأ بعدم تناول الخمور ولا تنتهي عند مُصافحة النساء وسماع الموسيقى !!.

نهره العالم الجليل ووبخه ، وأفهمه أن الرسول ظلّ في مكة ثلاثة عشر عاماً يُصحح للناس عقيدة التوحيد فقط ، دون أي تكليف أو فروض أو طقوس أو شعائر أو مُحرمات ، حتى المُحرمات تمت تدريجيّاً وعلى مراحل متتابعة ، مثل الخمر والعبودية !!.

وأفهمه أن كان عليه أن يُبيّن للرجل جمال الإسلام وسلامه وسماحته ، وأن يعرفه سبب نزوله وحتميّة ذلك ، وحاجة البشرية إلي دين لا يؤله الإنسان ، ولا يأنسن الله ، وإنما هو التنزيه الكامل للخالق سبحانه في صيغة ( ليس كمثله شئ ) !!.

وفي السودان حيث كان يعمل مهندس سويدي في شركة بترول ، وأبدى رغبته في دخول الإسلام ، وعندما أشهر إسلامه ، قالوا له بأنه لابد من إجراء عملية الختان له ، انزعج المهندس وأعلن ارتداده ، قالوا له في هذه الحالة لابد أن تُقتل كمرتد ، وتُقطع رأسك ، صرخ الرجل فيهم بما معناه ( هو انتم لازم تقطعوا حاجة وخلاص ) ، ثم فرّ هارباً إلى بلاده !!.

المشكلة تكمن فيمن يقدمون الإسلام للعالم ، وليس في الإسلام نفسه ، الإسلام دين حضارة ورقيّ ومدنية ، ويتوافق مع فطرة الإنسان السوية ، ولكن علينا أن نبدأ لمن يريد اعتناقه بالتعريف ، ثم بالتوليف ، ثم بعد ذلك بالتكليف ، مُحققين الآية الكريمة ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ) صدق الله العظيم !!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *