خطبة بعنوان ﴿ زكاةُ الفطرِ ودورُها في التكافلِ المجتمعي ﴾ لفضيلة الشيخ ابراهيم مراسى بركات

خطبة بعنوان ﴿ زكاةُ الفطرِ ودورُها في التكافلِ المجتمعي ﴾
لفضيلة الشيخ ابراهيم مراسى بركات

الحمدلله الذي فرض الزكاة و أوجبها على من كان غنياً من عباده المسلمين و جعلها من فضله جزاءاً قليلاً و مبلغاً يسيراً على الموسرين وتطهيراً للأموال و رفقاً بالضعفاء و مواساة للفقراء و مساعدة للمساكين، فيا سعادة من أداها و يا شقاوة من منعها و ترك القيام بالواجب و المسنون. و أشهد أن لا إله إلا الله الناهي عن الإسراف و التبذير و أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله المحذر من البخل و التقتير، اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد النبي البهي البشير النذير و على آله و صحبه عدد ما كان و ما يكون .

أما بعد:
فيا عباد الله أوصيكم و نفسي أولاً بتقوى الله تعالى و طاعته فاتقوا الله و راقبوه و امتثلوا أوامره ولا تعصوه و اعلموا أن الله تعالى شرع الزكاة في الأموال بعد فروض الأبدان و جعلها حقاً واجباً للفقراء في أموال الأغنياء حكمة ألف بها بين قلوبهم لتبعثها على التعاون في إدراك مطلوبهم و نيل محبوبهم. و الزكاة قنطرة الإسلام و طهارةُ للعبد من الآثام قرن الله سبحانه و تعالى فرضها بالصلاة و أفردها بالذكر عن سائر الخيرات تنبيهاً على أنها من أعظم القربات فقال تعالى مخبراً عن فضله بالرسل عليهم من الله الصلوات { و أوحينا إليهم فعل الخيرات و اقام الصلاة و إيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين} وروي عن رسول الله –  – أنه قال:” حصنو أموالكم بالزكاة وداوو مرضاكم بالصدقة واستدفعوا أنواع البلايا بالدعاء” و عنه عليه أفضل الصلاة و السلام قال:” ما نقص مال من صدقة و ما تواضع عبد إلا رفعه الله تعالى و ما عفا عبد عن أخيه مظلمة إلا زاده الله تعالى بها عزا” .

 

و اعلموا عباد الله أن الكيس من الناس من أطاع الله في سره و علانيته وقام بأوامر الله في سقمه بما قدر و في عاقبته. و انتهى عن ما نهى الله عنه من جميع معصيته و قنع من الدنيا بقوت حلاله إلى آخر مدته و قام في الخلق ناصحاً لهم ليسيروا بمثل سيرته و لم يلتفت إلى جمع المال و رفع البنيان لشغله بحلول منيته. فكم بانٍ للقصور و جامع للمال يتمنى بلوغ المراد فحال الحِمام دون أمنيته فسلِّم أمورك أيها العبد إلى الله تعالى و توكل عليه فإن لم يتهيأ لك الجمع و لم تصل إلى ما تريده من الطمع فاشكر الله تعالى اذا اختار لك ما هو أخف لك في الدنيا و الآخرة ففي الدنيا اذا كنت فقيراً كنت أقل الناس شغلاً و أحقهما ندماً و حزناً إذ صاحب المال كثير الإشتغال بالجمع أولاً و بالبذل آخراً و مسئول عن ما جمع يوم القيامة من أين جمعته و فيما أنفقته و ما بين ذلك من الحسنات و الحفظ للمال و الخوف و الشغل به في البر و البحر و ليس للجامع إلا القوت.

و ان يسر الله لك جمع المال و لحِقتَ منه مرادك فلا تغفل عن شكر الله تعالى اذ أعطاك المال و أغناك عن الرجال و عافاك في الحال و جعل بعض الناس إليك محتاجين يسألونك القليل مما أعطاك الله تعالى و لفضلك راجين ففكر و انظر كيف لو أغناهم عنك و أحوجك اليهم أما كان عدلا منه تعالى .

فإذا عرفت هذا فالزم الشكر ليلا و نهارا لمن أعطاك و خف منه ان قصرت ذهاب ما خولك به و حباك و أدل بما أمرك به تاما ان لم تسمح نفسك بالمزيد فإنما أنت أمين مستخلف فيه فانفق منه ما دام في يدك قبل أن ينتقل إلى يد غيرك

أيها المؤمنون دعاكم الله إلى فعل الخيرات و عمل البر و الإحسان فما أجبتم مع المحسنين، أمركم بإخراج الزكاة التي فرضها عليكم في محكم القرآن فنسيتم و كنتم من الغافلين ” و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * و إنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون “.

حذركم من التهاون فيها و البخل و الحرمان و خوفكم من الوعد و الوعيد و النار و الصراط و الحساب و الميزان، فما أجبتم و أبيتم و نسيتم قول الملك الدّيان ” و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون”

و يحكم جمعتم الأموال من الحرام و الحلال و منعتم منها حق مولاكم الكبير المتعال و ستتركونها تصرف في أودية الفسوق و الفساد و الضلال و ستندمون يوم لا ينفع ندم يوم يقال ” هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون” .

عباد الله كيف تمنعون الزكاة و هي أحد أركان الإسلام أم كيف تبخلون بها على الفقراء و المساكين و الضعفاء و الأيتام كيف تهملون في إخراجها و تمنعونها من مستحقيها و تنفقون أموالكم في الحرام إن كان هذا ديدنكم فقد أصبح الإسلام غريباً ” إنا لله و إنا إليه راجعون” أما سمعتم قول نبيكم الكريم رسول الله –  – : ” ما هلك مال في بر ولا بحر إلا كان سبب هلاكه منع الزكاة “.” و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم… ”

فمتى يحصل لكم الانتباه ” إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون” نعم لو أخرجتم الزكاة لما وجدتم فقيراً يطوي الضلوع و من ألم الجوع يتألم، لو أخرجتم الزكاة ما رأيتم مسكيناً يشكو إلى الله ظلم الأغنياء و يتظلم، لو أخرجتم الزكاة ما رأيتم سائلاً يتكفف الناس راجياً عطف كريم يتكرم، لو أخرجتم الزكاة لحسن حالكم و كثر مالكم و لما كنتم من الذين نسو الله فأنساهم أنفسهم لو أديتم الزكاة لما رأيتم هذا الجفاف القاحل في البلاد، لو أخرجتم الزكاة لما رأيتم النخل و الزرع يموت يوماً بعد يوم، لو أخرجتم الزكاة لما حل عليكم غضب الجبار، لو أخرجتم الزكاة لما منع الله عنكم الأمطار؛ لكنكم جمعتم الأموال و كنزتم الذهب و نسيتم اللهب و ظلمتم الفقراء حقهم العظيم و منعتم الزكاة . و اعلموا أن الله قد توعد مانعي الزكاة بأصناف كثيرة من العذاب؛ يقول الحق تبارك و تعالى { … والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم* يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}.

قال بعض العلماء إنما سمي الذهب ذهباً لأنه يذهب ولا يبقى و سميت الفضة فضة لأنها تنفض أي تتفرق و لا تبقى. و قال عليه السلام ” ما من صاحب ذهب ولا ورق فلا يؤدي زكاتها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فيحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جبهته و جنباه و ظهره حتى يقضي الله بين الخلائق في يوم كان مقداره خمسين ألف عام و ما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر أوقر ما كانت تسير عليه فتطؤه بأظلافها و تنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء كلما مضت عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضي الله بين الخلائق في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون”. و عن إبن عباس أن النبي – صلى الله عليه و سلم – قال:”لا صلاة لمانع الزكاة” قالها ثلاثا، و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ” ما من عبد يكون له مال فيمنعه من حقه و يضعه في غير حقه إلا مثل الله له شجاع أقرع منتن الريح لا يمر بأحد إلا استعاذ منه حتى يدنو من صاحبه، فيقول له: أعوذ بالله منك ، فيقول: لم تستعذ مني و أنا مالك الذي كنت تبخل عليه في الدنيا فيطوّق في عنقه حتى يدخله الله جهنم” و تصديق ذلك في كتاب الله العزيز قوله تعالى:{ سيطوقون ما بخلو به يوم القيامة}. و يقال من منع خمساً منع الله عنه خمسا : من منع الزكاة منع الله عنه حفظ المال و من منع الصدقة منع الله عنه العافية و من منع العُشر منع الله منه بركة أرضه و من منع الدعاء منع الله منه الإجابه و من تهاون بالصلاة منع الله منه كلمة التوحيد عند الموت.

فاتقوا الله أيها المؤمنين ما استعطتم و توبوا إلى الله جميعا و أنفقوا من طيبات ما كسبتم و اسمعوا و أطيعوا و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة كما أمرتم، { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون و اللذين هم عن اللغو معرضون و اللذين هم للزكاة فاعلون}. و حاسبوا أنفسكم قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار يوم تعظم الأهوال و تظهر الأحوال بين يدي العزيز الجبار يوم ينظر المرء ما قدمت يداه و يستوي العبيد و الأحرار { ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون}.

أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم لي و لكم فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم و ادعوه يستجب لكم إنه هو البر الكريم .

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد :

أيها المسلمون : إن فرض الزكاة أكيد ووعيدً تاركها شديد و مانعها عند الله مهين و إنها مال قليل يًعطى لها أجر جزيل و يُرفع بها عذابٌُ وبيل مهين ألا و إن الله في غنىً عنها و ليس في حاجة إليها و إنما شُرعت تطهيراً لنفوس المنفقين فرَضها حفظاً للبلاد و صوناً للعباد من شر أهل الفساد شرعها لأنها السبب الأعلى لزيادة الأموال و تطهيرها و حفظها من ضياعها و صرفها في طُرق الضلال و تكفيرها أوزار المذنبين و أنها فرض من أنكره فقد كفر و من أقر به و منعه فقد فسق و فجر و كان على لسان رسول الله من الملعونين فو الله ما نزلت آفة سماوية و لا ظهرت متالِف برّيَّة و لا بحرية إلا بحبس الزكاة عن المستحقين فحصنو أموالكم بها فإنها نعم الحصن الأعظم و لا تضيعوا حق الله و اعملوا بكتابه وسنة رسوله الأكرم و اعلموا أنكم أيها الأغنياء و كلاء الله في إعطاء عباده السائلين فلا تبخلوا بمال الله الذي آتاكم و اشكروه بالإعطاء يزدكم فيما أولاكم و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ولا يخدعنكم الشيطان بمخافة الفقر فإنكم لم تنالوا المال إلا بفضل من له الأمر، ذلكم الله رب العالمين . ” يا مانع الزكاة ” هل أنت مؤمن حقيقة بقول الله تعالى :{ و ما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه و هو خير الرازقين } و هل أنت مصدق بقول ربك في الحديث القدسي : ( يا عبدي أنفق أُنفِق عليك) يقول نبيك الكريم – صلى الله عليه و سلم – :” ينزل في كل ليلة إلى سماء الدنيا مَلَكان فيقول أحدهما : أللهم أعط منفقاً خلفا، و يقول آخر أعط ممسكاً تلفا “، تالله إنها لخيبةٌ قوية . تجمعون الأموال لغيركم يتمتع بها و تعذبون في النار بسببها. يا عجباً تطيعون الشيطان و تُغضبون الدّيّان :{ الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرةً منه و فضلاً و الله واسع عليم}

فحاسبوا أنفسكم عليها قبل أن يأتي يوم يشتدُّ فيه غضب الجبار و تعظمُ الحسرات و تتزايد الزفرات ولا تنفع الأنصار ويجلُّ الهول و يُلجِمُ العرق بالمجرمين يوم تنادي جهنم : أين تاركو الصلاة ؟ أين مانعو الزكاة؟
أين من أعرض حتى أتاه اليقين ؟
يوم يقف الظالم و المظلوم بين يديه و الأمر كله راجع إليه و هو أرحم الراحمين فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا و أنفقوا كما أمرتم : { و ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه و هو خير الرازقين }،{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلةٍ مائةُ حبة} و في الحديث : ” و يل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة . يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله عز و جل و عزتي و جلالي لأُدنينكم و لأُبعدنهم -الإفتاء المصرية تحدد قيمة زكاة الفطر لعام 2025 -حدد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قيمة زكاة الفطر لهذا العام 1446 هجرياً بـ35 جنيهاً كحدٍ أدنى عن كل فرد، كما حدد قيمة فدية الصيام لمن يعجز عنه لسبب شرعي معتبر بـ30 جنيهاً لهذا العام.

وأوضح أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام جاء بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

كما لفت مفتي الجمهورية إلى أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام لتكون عند مستوى 35 جنيهاً، جاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد، مشيراً إلى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر حبوباً، ويجوز إخراج القيمة، وأن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة فى جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقوداً بدلاً من الحبوب تيسيراً على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.-وأضاف المفتي أن قيمة زكاة الفطر تعادل 2.04 كيلوغرام من القمح عن كل فرد، نظراً لأنه غالب قوت أهل مصر.

وأشار إلى أنه يجوز شرعاً إخراج زكاة الفطر من أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر.–وعبر صفحاتها الرسمية أجابت دار الإفتاء المصرية عن بعض الأسئلة المتعلقة بالزكاة في منشورات منفصلة، نذكر أهمها فيما يلي:

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟
يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا وفقًا لرأي الإمام أبي حنيفة، الذي أجاز ذلك لتيسير الأمور على الفقراء وتمكينهم من شراء احتياجاتهم الأساسية، وأكدت دار الإفتاء أن الفتوى مستقرة على هذا الرأي منذ سنوات.

آخر موعد لإخراج زكاة الفطر 2025
يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر من أول يوم في رمضان وحتى قبل صلاة عيد الفطر، وأوضحت دار الإفتاء أن إخراجها بعد صلاة العيد يُعد صدقة عادية وليس زكاة فطر.–لمن تُعطى زكاة الفطر؟

زكاة الفطر تُعطى للمستحقين وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، وتشمل الفقراء والمساكين، والعاملين على جمع وتوزيع الزكاة، والغارمين (المدينين غير القادرين على السداد)، وفي سبيل الله، وابن السبيل (المسافر المحتاج).

هل يمكن دفع زكاة الفطر عن شخص آخر؟

يجوز دفع زكاة الفطر عن أفراد الأسرة بالكامل، ويجوز أيضًا إخراجها لأكثر من شخص وفقًا لمقدار الزكاة المحدد

-قصص 

قصة الأبرص والأقرع والأعمى : عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول :” إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني(1) : ـ كرهني ـ الناس فمسحه(2) : ـ أمر يده عليه ـ فذهب عنه قذره وأعطى لوناً حسناً فقال (الملك) فأي المال أحب إليك قال : الإبل – أو قال : البقر – شك الراوي . فأعطى ناقة عشراء(3) : ـ حامل ـ ، فقال : بارك الله لك فيها . فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس فمسحه فذهب عنه وأعطى شعراً حسناً . قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر فأعطى بقرة حاملاً ، قال بارك الله لك فيها . فأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : الغنم فأعطى شاة والداً . فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم . ثم إنه (الملك) أتى الأبرص فصورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال(4)

الأسباب ـ في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ به في سفري فقال : الحقوق كثيرة . (*) الكلمات التي بين قوسين ليست من الحديث وإنما هي من إضافة المؤلف لتوضيح المعنى . فقال (الملك) : كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله ؟ . فقال : إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر . فقال : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد هذا . فقال : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ؟ . فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل فقال : أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك “.(رواه البخاري ومسلم)
قصة صاحب الحديقة : قال:” بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة ( أرض ذات حجارة سوداء ) فإذا شرجه ( هي مسيل الماء ) من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له : يا عبد الله ما اسمك قال : فلان ـ للاسم الذي سمع في السحابة ـ فقال له : يا عبد الله لم تسألني عن اسمي . فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها فقال : أما إذا قلت هذا : فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثاً وأرد فيها ثلثه “. (رواه مسلم )

قصة- روي أن حاتم الصم قال لأولاده : إني أريد الحج فبكوا وقالوا : إلى من تكلنا(1) : ـ تكلنا : تتركنا ـ . وكان له بنت فقالت : دعوه يذهب فليس برازق فخرج فباتوا جياعاً فجعلوا يوبخون تلك البنت فقالت : اللهم لا تخجلني بينهم فمر بهم أمير البلد فقال لبعض أصحابه : اطلب لي ماء فناوله أهل حاتم كوزاً جديداً وماء بارداً فشرب فقال : دار من هذه فقالوا : دار حاتم الأصم فرمى فيها منطقة من ذهب وقال : من أحبني وافقني فرمى العسكر ما معهم من المال في هذا الإناء فجعلت البنت تبكي فقالت أمها : ما يبكيك وقد وسع الله علينا . فقالت : لأن مخلوقاً نظر إلينا فاغتنينا فكيف لو نظر الخالق إلينا

.قصة قال ابن عباد الصيرفي البغدادي : بينما أنا نائم إذ قيل لي في المنام : يا عباد قم فأغث الملهوف . فقلت : وأين هو ؟ فقيل لي : اركب دابتك فهو حيثما وقفت . قال : فانتبهت من نومي وركبت دابتي وجعلت أتخلل أزقة بغداد حتى انتهت إلى مسجد فوقفت الدابة ونزلت عنها ودخلت المسجد فإذا برجل مستقبل القبلة فسلمت عليه وقلت : ما قضيتك ؟ قال : إني رجل ذو عيال ولم يكن عندهم الليلة شيء فجلست هاهنا وطلبت من الله الفرج قال : فأعطيته مائة دينار وقلت له : أنا ابن عباد الصيرفي فإذا احتجت إلى شيء فائتني . فقال : سبحان الله أترك الذي أقامك من فراشك وأتى بك إلي في ظلمة الليل وأذهب إلى غيره . فودعته وانصرفت

قصة ابي الدحداح
روى البخاري ومسلم ان فتى يتيماً من الانصار كان له بستان ملاصق لبستان رجل منذ سنين وحينما اراد الفتى ان يبني جدار يفصل بينه وبين هذا البستان اعترضته نخلة
فذهب الى صاحب البستان المجاور قال “يا اخي انت عندك نخيل كثير فلا يضرك ان تعطيني هذة النخلة التي اعترضت الجدار”
فقال صاحب البستان ” لا والله لا اعطيك النخلة” ، فقال له ” يا اخي ما يضرك ….اعطني النخلة او بعني اياها” فقال له “لا والله ما افعل شيئا من ذلك” ، فقال له الفتى “يعني لا اقيم جداري؟!” قال “ذلك امر لك وليس اليّ “ً
فذهب اليتيم الى النبي فقال ” يارسول الله ان بستاني بجانب بستان فلان ..واني اردت ان ابني جدار فاعرضتني نخلة له لا يستقيم الجدار الا اذا كانت من نصيبي لكنها من نصيبه وقد سألته ان يعطيني اياها فأبى … يا رسول الله اشفع لي عنده ان يعطيني النخلة”
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ادعه ليّ” ، فذهب الفتى اليه وقال له ان رسول الله يدعوه
فلما جاء الي النبي عليه الصلاة والسلام قال له الرسول ” قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك واراد اليتيم ان يبني جدار يفصل بينه وبين بستانك فاعترضته نخلة من نصيبك “
قال” نعم”
فقال” اعطي النخلة لاخيك….. قال “لا”
قال” اعطي النخلة لاخيك”…… قال “لا”
قال” اعطي النخلة لاخيك”…..قال “لا”
فقال له “اعطي النخلة لاخيك ولك بها نخلة في الجنة”……فقال “لا”
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول له بعد ذلك…
وكان مع النبي وقتها كثيرمن الصحابة ومنهم ابي الدحداح ففكر نخلة في الدنيا تموت اليوم او غدا بنخلة في الجنة منها طوبي يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها …ثم قام وقال ” يا رسول الله ارأيت ان اشتريت النخلة هذة ثم اعطيتها للفتى ايكون عندي نخلة في الجنة ؟ “
فقال “نعم”
بدأ ابو الدحداح يفكر فيما عنده من الاموال يستطيع بها ان يغري صاحب النخلة ليستخرجها منه الى ملكه ثم يعطيها الى الغلام فتذكر بستانه الذي يتمناه اكثر التجار بستان فيه 600نخلة ، وبئر ، وبيت فقال ابو الدحداح لصاحب النخلة “اتعرف بستاني الذي في المكان الفلاني؟” ، قال”نعم …وهل يجهله احد!” قال له “خذ بستاني كله واعطني النخلة !!”
فنظر الرجل الى ابي الدحداح ثم التفت الى الناس فهم يشهدون على ذلك فقال “نعم.. اخذت البستان واعطيتك النخلة ” فالتفت ابو الدحداح الى الفتى اليتيم وقال له “النخلة مني اليك خذها واذهب” ثم التفت الى رسول الله فقال ” يا رسول الله الان عندي نخلة في الجنة ؟”
قال صلى الله عليه وسلم “كم من عذق رداح لابي الدحداح في الجنة ، كم من عذق رداح ..ملئ بالثمار…لابي الدحداح في الجنة “
ثم ذهب ابو الدحداح الى بستانه حتى يُخرج منه بعض اغراضه حتى وصل الى باب البستان فسمع صوت زوجته واولاده يلعبون داخل البستان فأراد ان يدخل فما تحملت نفسه ذلك…كيف يقول لهم اخرجوا الان …ما عندنا بستان
فما استطاع ان يُخبرهم بان البستان الذي ظل يجمع الاموال لشرائه طوال تلك السنين ذهب في طرفة عين
وصاح باعلى صوته وهو في الخارج وقال” ياام الدحاح” فقالت له “لبيك يا ابي الدحداح” فقال “اخرجي من البستان” قالت ” اخرج من البستان !!”، قال “نعم لقد بعته” ، قالت “بعته!!..بعت البستان با ابا الدحداح … بعته لمن؟” قال “بعته لربي بنخلة في الجنة”
قالت “الله اكبر ..ربح البيعُ يا ابا الدحداح.. ربح البيعُ يا ابا الدحداح”
ثم اخذت اطفالها تخرجهم فلما وصلوا الى باب البستان فتشت جيوبهم فمن كان معه شئ من تمر اخذته منه ووضعته في البستان و قالت “هذا ليس لنا ..هذا لله رب العالمين” ، وحينها اخذ احد اطفالها الصغار تمرة ووضعها في فيه ففتحت فمه واخرجتها ووضعتها وقالت “هذه ليست لنا… هذة لله رب العالمين” ….. ثم خرجوا من البستان

قال تعالى :إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ{55} هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ{56} لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ{57} سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ{58}

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله ورعاه».
اللهم احفظ مصر واجعلها في امانك واحسانك
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا
ومن كل بلاء عافيه
اللهم انت ملاذنا وانت عياذنا
وعليك اتكالنا اللهم احفظ مصر من كل سوء ومكروه وفتنه
يا كريم يا كريم يا رحيم
اللهم احفظ امننا ووحدتنا واستقرارنا
اللهم اكشف الغمه
اللهم اكشف الغمه
اللهم اكشف الغمه
اللهم اجعل مصر آمنه مطمئنه ساكنة مستقره
محفوظة مصونه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *