وكل آتيه يوم الْقِيَامَةِ فَرْدًا

بقلم الدكتور : عثمان عبدالحميد الباز

 

﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ الأنعام : 94

خطابٌ من الرحمن لكل إنسانٍ غرّه حلمُ ربه عليه، فاطلق في المعاصي يديه ،ونفخ الشيطان في منخريه ،وتاه الطريق من تحت قدميه ،وتكاثرت سبلُ الضلال عليه ،أقصر قبل أن تُقبَر ،وارجع قبل أن تُفجَع ،

نادى الجبارفابتعد عن الذنوب والأوزار ، ستأتي إليه ،فماذا تقول ؟

تُجرّدمن كل شيء، الكثير والقليل،فكيف يكون ردك على الجليل ؟

ستأتي إليه وحدك ،بدون أهلك وقومك!!!

ستأتي وحدك كما جئت الدنيا وحدك ،البداية والنهاية واحدة مع الفارق ،البداية لا كتاب ولا حساب ،والنهاية كتاب وحساب ووقوف يوم الدين يصدع الالباب.

تترك كل شئ خلفك ،فأين مالك وولدك ،وقوتك وسطوتك،ذهب مع الريح بكل قول صريح ، استسلمت للغفلات حتى استوحشتك المتاهات وخضت غمار الذلات فما هي إلا أوقات وانتهت المهلة ،وحان وقت الرجوع ،

فمن معك ؟

وبين يدي الله من ينفعك ،تُقطع الأوصالُ والحبالُ .

وينتهي بك المطاف قبل إعدادٍ لهذا المعاد ،حسبته بعيدا وهو قريب ،فما لك في دفعه من حبيب .

فياكل عاقل أريب جهز الزاد ليوم المعاد قبل مجئ ملك الموت بقرار النفاد،نفاد الرصيد والذهاب إلى اليوم الشديد ، وتلقي الوعد أو الوعيد من ذي العرش المجيد ،الفعالُ لما يريد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *