فضل العمرة في رمضان

بقلم فضيلة الشيخ الدكتور : أيمن حمدى الحداد

 

الدرس السادس: فضل العمرة في رمضان

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا أيها الصائمون: لقد أجتمع لزمن رمضان من الفضائل ما لم يجتمع لغيره من الأزمان،
ومن عظيم نعم الله عز وجل على عباده مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة فى هذا الشهر الكريم؛ فعن ابن عباس رضيَ الله عنهما أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال لامرأةٍ من الأنصار يقال لها: أمُّ سنان: «ما منعكِ أن تكوني حجَجْتِ معنا؟»، قالت: ناضحان كان لأبي فلانٍ (زوجها) حَجَّ هو وابنه على أحدهِما، وكان الآخر نسقي عليه، قال ﷺ: «فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي»؛ وفي لفظ آخر: «فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدِلُ حجَّة» رواه البخاري ومسلم.

عباد الله: إنَّ وجود المسلم فى البقاع المباركة في هذه الأيام له أثرٌ كبيرٌ في نشاطه وعبادته وإقباله على الله تعالى، معرضاً عن الدُّنيا بقلبه وقالبه، حافظاً لوقته، ويكفيه أن يُحصل فضل الصَّلاة فى المسجد الحرام؛ فعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: «صلاةٌ في مسجِدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ» رواه ابن ماجه.

أعمال العمرة

١- الإحرام من الميقات؛ فإذا أراد المعتمر أو الحاج أن يحرم من الميقات المحدد له، فمن السنة أن يتجرد من ثيابه ويغتسل كما يغتسل من الجنابة، والاغتسال عند الإحرام سُنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء، ثم يُصلي (غير الحائض والنفساء) الفريضة إن كان وقت فريضة، وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سُنة الوضوء.

٢- التلبية عند الإحرام
إذا فرغ من الصلاة أحرم وينوي بقلبه ويلبي بلسانه، فيقول: لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وينبغي أن يرفع صوته بالتلبية، والمرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجوارها فقط. وتستمر التلبية حتى يصل الحرم.

٣- الطواف حول الكعبة؛ ثم يقصد الحجر الأسود، ويبدأ بطواف العمرة، والابتداء بالطواف مستحب لكل داخل، سواء كان محرماًً أو غير محرم، إلا إذا خاف فوت الصلاة المكتوبة فإنه يصلى قبل الطواف ثم يطوف، ويشترط لصحة الطواف الطهارة من الحدث والنجس في الثوب والبدن والمكان الذي يطؤه في طوافه؛ لقوله ﷺ: « الطوافُ بالبيتِ صلاةٌ إلا إنكم تتكلَّمونَ فيه» رواه الترمذي من حديث ابن عباس.

الترتيب، فيبدأ طوافه بالحجر الأسود، وينتهي بالحجر الأسود، ويجعل أيضاً الحجر الأسود والبيت عن يساره.

أن يكون جميع بدنه خارجاً عن جميع البيت، أي: يكون الطواف على أرض صحن المسجد، فلا يكون فوق شذروان الكعبة، ولا فوق السور الذي بجوار الكعبة، ولا يدخل بين بابي الحجر، فيدخل من باب ويخرج من الآخر، فهذا لا يصح طوافه؛ لأن الطواف لا بد أن يكون من وراء الحجر، وحينما يبدأ بالطواف فإنه يجعل البيت عن يساره، وينطلق من عند الحجر الأسود، فإذا بلغ الرُكن اليماني استلمه من غير تقبيل، وإذا لم يتيسر له ذلك فلا يُزاحم عليه ولا يُشير إليه، ويقول بينه وبين الحجر الأسود ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾، وكلما مر بالحجر الأسود كبّـر.

٤- الصلاة بعد الطواف ركعتين خلف مقام إبراهيم.

٥- يسن بعد الطواف الشرب من ماء زمزم وينوي عند شربه الشفاء ويسأل الله من خير الدنيا والآخرة، ويستقبل القبلة، ويتضلع منه أي (يشبع) لقول النبي ﷺ: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم» رواه أبو دواد.

٦- السعي بين الصفا والمروة وصفته؛ إذا فرغ المعتمر من ركعتي الطواف، ذهب إلى باب الصفا ويخرج منه، حتى إذا دنا من الصفا قرأ: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾(البقرة :١٥٨)، ويبدأ بالسعى من الصفا إلى المروة، حتى يُكمل سبعة أشواط، ذهابُهُ من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر. وهكذا ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن.

٧- إذا أتم سعيه سبعة أشواط، حلق رأسه أو قصر إن كان رجلاً، وإن كانت امرأة فإنها تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة. اللهم أكتب لنا عمرة فى رمضان وارزقنا حج بيتك الحرام، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن أتبع هداهم إلى يوم الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *