المخترعات فى زمان المهدى عليه السلام

بقلم الاستاذ الدكتور الشيخ / محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان

الكلام عن الامام المهدى عليه السلام يحتاج الى كثير من العقلانية والتفكير ومحاولة الربط بين الزمان الذى تكلم فيه النبى صلى الله عليه وسلم والقوم الذين كان يخاطبهم واحكام زمانهم وزمان الامام المهدى عليه السلام.

فالزمن الذى كان فيه كلام النبى صلى الله عليه وسلم عن الإمام المهدى عليه السلام وهو العصر النبوى لم تكن فيه مستحدثات الامور الموجودة اليوم من الكهرباء والانترنت والطيران والقطارات والسيارات ووسائل النقل الحديثة الاخرى ، فالنبى صلى الله عليه وسلم عندما كان يخاطبهم عن الامام المهدى كان يخاطب الناس فى عهده بما يشاهدونه فى زمانهم.

وروى الإمام أحمد عن أبي اليمان، عن شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين، عن شهر، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى يخرج الرجل من عند أهله فيخبره شراك نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده.”

وروى أيضاً عن يزيد بن هارون، عن القاسم بن الفضل الحداي، عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وتكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده”.

فلابد اننا عندما نستمع لكلام النبى صلى الله عليه وسلم نحاول أن نفهم ونستنبط ما يريد اخبارنا به النبى صلى الله عليه وسلم .

وروى ان الامام المهدى عليه السلام يذهب من مكة الى المدينة فى ثلاثة ايام ذهاباً واياباً، فكانوا حتى وقت قريب لا يستوعبون ذلك، لان وسائل النقل كانت بدائية بالجمال والخيول والبغال ولم تُعَّبد الطرق ولم ترصف ولم تستحدث وسائل النقل الحديثة كالسيارات والطائرات او غيره.

فكانوا يتعجبون فى كيفية ذهابه الى مكة والمدينة خلال هذه الفترة القصيرة ، فلابد ان يكون لنا اطلالة على هذا الزمان ، فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يتكلم عن الامام المهدى بمقتضيات زمانه صلى الله عليه وسلم.

فلو قرأنا الجفر وتتبعنا أخباره ـ وعلم الجفر هو كلام الامام على وبالقطع هو اخذه عن النبى صلى الله عليه وسلم فهو عبارة عن اسئلة وأجوبة دارت بين الامام على والنبى صلى الله عليه وسلم ـ ، فعندما يتكلم الامام على كرم الله وجهه عن الامام المهدى نجد مسطر فيه ان الامام المهدى يطير فى السماء بامثال الطيور، ـ وهى الطائرات ولم يكن فى زمنه طائرات فسُئِلَ الامام على هل بسحر؟ فقال: لا، لكن بعلم يعلمه اهل زمانه، ومن صنع الطائرات اخترعها بالمحاكاة للطيور وهو امر علمى يعرفه من له علم بصناعة الطائرات فلابد ان نلم بجميع ما يحويه كل زمان وكذا زمان الامام المهدى عليه السلام.

والامام على عندما يقول يركب امثال الطيور فهو يتكلم عن الطائرة على الرغم من عدم وجودها فى وقته، فهو يقرب اليهم صورته ـ فعندما سأله البعض ان ما سيحدث من طيران الامام المهدى فى الهواء بسحر فقال: ليس بسحر بل هو بعلم يعلمه اهل زمانه.

قال الامام على بن ابى طالب كرم الله وجهه فى الجفر (صاحب مصر علامة العلامات، وآيته عجب لها أمارات، قلبه حسن ورأسه محمد ويغير اسم الجد، إن خرج فاعلم ان المهدي سيطرق أبوابكم، فقبل أن يقرعها طيروا اليه في قباب السحاب، أو ائتوه زحفا وحبوا على الثلج).

فهذا سيدلنا على كيفية كلام النبى صلى الله عليه وسلم فى امر المهدى وكذا كيفية كلام الامام على عن الامام المهدى عليه السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *