خطبة بعنوان : «تحويل القبلة دروس وعبر» لفضيلة الدكتور أيمن حمدى الحداد
12 فبراير، 2025
خطب منبرية

خطبة بعنوان : «تحويل القبلة دروس وعبر»
لفضيلة الدكتور أيمن حمدى الحداد
نص الخطبة:
الحمد لله الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله أرسله ربه شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، اللهم صلِّ عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: لقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام حدثاً فارقاً في تاريخ الإسلام، ونقطةَ تحوُّلٍ في مسار الأمة؛ قال تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِّله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾(البقرة: ١٤٢)، لقد كان لتحويل القبلة حِكماً ودروسُاً عظيمة من ذلك:
– تأكيد عِظَم مكانة سيدنا رسول الله ﷺ وعلوِّ قدره عند ربه جل وعلا فكان ﷺ يحبُّ أن يتوجَّه في صلاته إلى البيت الحرام، وتهفو روحُه إلى استقبالِ الكعبة المشرفة، لكنَّه ﷺ قَدَمَ أمر الله عز وجل باستقبال بيت المقدس على ما كان يُحبُّ، فحقق الله له رغبتِه، فأمره بالتحوِّل إلى المسجدالحرام.
– قال الإمام الواحدي: في مناسبة نزول هذه الآية: «..وَذَلِكَ أن النبي ﷺ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَدِدْتُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ الْيَهُودِ إِلَى غَيْرِهَا، وَكَانَ يُرِيدُ الْكَعْبَةَ لِأَنَّهَا قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِثْلُكَ لَا أَمْلِكُ شَيْئًا، فَسَلْ رَبَّكَ أَنْ يُحَوِّلَكَ عَنْهَا إِلَى قِبْلَةِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ ارْتَفَعَ جِبْرِيلُ وَجَعَلَ رسول الله ﷺ يُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى السَّمَاءِ رَجَاءَ أَنْ يَأْتِيَهُ جِبْرِيلُ بِمَا سَأَلَهُ. فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ البقرة: ١٤٤
– تأكيد وسطية الأمة المسلمة في فكرها وتطبيقاتها، فلا إفراط ولا تفريط؛ قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾
– والمعنى: كما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم.
– والوسط: العدل، والخيار، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها، فعن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ في قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾، قال: «عدلاً» رواه الترمذي.
– قال الإمام الماوردي: الوسط من التوسط في الأمور، لأن المسلمين تَوَسَّطُوا في الدين، فلا هم أهلُ غلوٍّ فيه، ولا هم أهل تقصير فيه.
– قال زهير:
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم
إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
– وصدق القائل:
أنتم أوسط حي علموا
بصغير الأمر أو إحدى الكبر
وقال آخر:
لا تذهبن في الأمور فرطاً
لا تسألن إن سألت شططاً
وكن من الناس جميعاً وسطاً
– ووسط الوادي: خير موضع فيه وأكثره كلأ وماءً ولما كان الوسط مجانباً للغلو والتقصير كان محموداً، أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم، ولا قصروا تقصير اليهود فى أنبيائهم.
– وعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يُدْعَى نُوحٌ يَومَ القِيامَةِ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ يا رَبِّ، فيَقولُ: هلْ بَلَّغْتَ؟ فيَقولُ: نَعَمْ، فيُقالُ لِأُمَّتِهِ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ فيَقولونَ: ما أتانا مِن نَذِيرٍ، فيَقولُ: مَن يَشْهَدُ لَكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أنَّه قدْ بَلَّغَ: ﴿وَيَكونَ الرَّسُولُ علَيْكُم شَهِيدًا﴾، فَذلكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَكَذلكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وسَطًا لِتَكُونُوا شُهَداءَ علَى النَّاسِ ويَكونَ الرَّسُولُ علَيْكُم شَهِيدًا﴾»رواه البخارى.
– وفي الحديث: «نحن الآخرون الأولون»، وهذا دليل على أنه لا يشهد إلا العدول، ولا ينفذ قول الغير على الغير إلا أن يكون عدلاً.
– وفيه دليل على صحة الإجماع ووجوب الحكم به لأنهم إذا كانوا عدولاً شهدواً على الناس، فكل عصر شهيد على من بعده فقول الصحابة حجة وشاهد على التابعين، وقول التابعين على من بعدهم، وإذ جعلت الأمة شهداء فقد وجب قبول قولهم،
– ولا حجة لقول من قال: أريد به جميع الأمة لأنه حينئذ لا يثبت مجمع عليه إلى قيام الساعة.
– التمحيصٍ والإختبارٍ لكافَّةِ الأطيافِ؛ قال تعالى:﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾(البقرة: ١٤٣)، فثمة فارق كبير بين مَن يعبد الله ومَن يعبد هواه.
– قال ابن القيم: كان لله عز وجل في جعل القبلة إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبة حكمٌ عظيمة، ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين؛ فأما المسلمون فقالوا: ﴿سمعنا وأطعنا﴾، وقالوا: ﴿آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾(آل عمران: ٧)، وهم الذين هدى الله، ولم تكن كبيرةً عليهم، وأما المشركون فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا، يوشك أن يرجع إلى ديننا، وما رجع إليها إلا أنها الحق، وأما اليهود فقالوا: خالف قبلةَ الأنبياء قبله، ولو كان نبياً لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء.
وأما المنافقون فقالوا: ما يدري محمد أين يتوجه، إن كانت الأولى حقاً فقد تركها، وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس، وكانت محنة من الله امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول ﷺ منهم ممن ينقلب على عقبيه.
– فعند الابتلاء يتبين مَنْ يعبد الله ممنْ يعبد هواه، فعن سعيد بن جبير قال: لقيني راهبٌ فقال: يا سعيد، في الفتنة يتبين من يعبد الله ممن يعبد الطاغوت، وعند الابتلاء يظهر مَن يعبد الله على حرفٍ ممن رسخ الإيمان فى قلبه؛ قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ الحج: ١١
– وعند الابتلاء يتبين مَن يعبد الله رجاءَ ما عنده، ممن يريد الدنيا؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ المَدِينَةَ، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلاَمًا، وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينٌ صَالِحٌ، وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينُ سُوءٍ؟..
– التسليم والانقياد لأمر الله عزوجل لقد تحول الصحاية الكرام رضي الله عنهم وهم فى الصلاة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام؛ فعن البراء بن عازب رضي الله عنه: «أن رجلاً مَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ» رواه البخارى.
– وهنا نرى كيف كان التسليم والانقياد لأمر الله ورسوله، قال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾(آل عمران: ٣٢)، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾(النساء: ٦٩)،
فاتقوا الله عباد الله وجددوا العهد مع الله عز وجل وتمسكوا بسنة نبيكم ﷺ، تفوزوا برضوانه فى الدنيا والآخرة، أقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد: فيا أيها المسلمون: لقد كان الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك من أهم وأبرز دروس تحويل القبلة، حيث تجلت أهمية بيت المقدس من وجوه كثيرة من ذلك:
– المسجد الأقصى أولى القبليتين: لقد أُمر سيدنا رسول الله ﷺ باستقبال بيت المقدس فى الصلاة؛ فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ» رواه البخارى.
– المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بُني على الأرض؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ»رواه البخارى.
– لقد عاش في أكناف بيت المقدس كثير من الأنبياء والمرسلين، منهم خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، كما عاش فيه إسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام…
– المسجد الأقصى مسرى سيدنا رسول الله ﷺ قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾الإسراء: ١
– المسجد الأقصى، منطلق معراج سيدنا رسول الله ﷺ إلى سدرة المنتهى؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أُتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عرج بي إلى السماء» رواه مسلم.
– المسجد الأقصى جلاه الله عز وجل لسيدنا رسول الله ﷺ حين كذبه المشركون، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم أن النبى ﷺ قال: «لما كذبتني قريش قمت في الحجر، فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه»رواه البخارى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها؛ فكربت كربة ما كربت مثلها قط؛ قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به»رواه مسلم.
– تشدّ الرحال إلي بيت المقدس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِد: المَسْجِدِ الحَرَام، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الأَقْصَي» رواه ابن ماجه.
عباد الله: إن المسجد الأقصى المبارك يأن ويشتكى من اعتداءات اليهود المتكررة على حرمته، ففي الحادى والعشرين من أغسطس ١٩٦٩ ميلادياً، أقدم متطرفون يهود على حرق جزء من المسجد الأقصى، فيما أصبح يعرف بحادثة اقتحام المسجد الأقصى، ولقد اندلعت النيران في المسجد، وكادت تصل إلى قبة الجامع، ولكن تمكن الناس من إخماد الحريق.
– كما قسّمت سلطات الاحتلال أوقات الصلاة في المسجد بين المسلمين واليهود، وتعدُّ الحفريات التي تقوم بها جماعة أمناء الهيكل تحت المسجد الأقصى من أخطر الأنشطة التي تهدد المسجد ومقدساته، بدأت هذه الحفريات في عام ١٩٦٧ ميلادياً بحجة البحث عن هيكل سليمان، وامتدت فيما بعد لتشمل المنطقة تحت ساحات المسجد الأقصى، وقد أُنشئ نفق عميق وطويل تحت المسجد استُخدم مكاناً للعبادة اليهودية.
– وفي عام ٢٠١٦ ميلادياً، افتُتحت حفريات جديدة تحت المسجد الأقصى بحضور مسؤولين بارزين من حكومة الاحتلال.
– وفي الرابع عشر من يوليو عام ٢٠١٧، أدى المئات من الفلسطينيين صلاة الجمعة في شوارع مدينة القدس المحتلة بعد منعهم من الصلاة في المسجد الأقصى، ولا يزال اليهود يمعنون فى انتهاك الحرم القدسى الشريف، ويدنسون ساحاته، والله هو حسبنا ونعم الوكيل، اللهم حرر وطهر بيت المقدس من المحتلين الغاصبين، واكتب لنا صلاةً فيه قبل لقاءك، واحفظ مصر من مكروه وسوء، وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،
وأقم الصلاة