ادعاء المهدية
1 فبراير، 2025
علوم آخر الزمان

بقلم الاستاذ الدكتور الشيخ / محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان
يوجد كثير من الناس ادعوا المهدية وأنهم هم الامام المهدى سابقاً وحتى فى الوقت الحاضر، وهؤلاء الناس المدعين يقسموا الى اصناف:
ـ فمنهم صنف قد ادعوا المهدية على الرغم من أنهم اهل خير وصلاح بما فيهم من نور الهادية والاهتداء ، فيظنوا فى أنفسهم انهم هم الامام المهدى، وذلك لانه على كل حال هذه الشخصية وهى شخصية الامام المهدى عليه السلام تستهوى الكثير من الناس لان هذه الشخصية مذكورة بشئ من الأسطورية، وهم يتوهمون ذلك حباً فى الشخصية.
ولعل اشد فتنة فى أمر الامام المهدى قد عبر عنها الامام الحسين بقوله “اعظم فتنة فى المهدى انهم يتنظرونه شيخاً كبيراً فاذا هو شاب”.
وهذا الأثر يدل على ان كل شخص من الناس يبنى صورة ذهنية للإمام المهدى عليه السلام، فالمدعين للمهدين وقعوا فى مصيدة الادعاء حباً فى الشخصية وتمنى المكانة السامية التى سوف يتمتع بها الإمام المهدى عليه السلام والبعض من هؤلاء المدعين ممكن يكون مختل.
سطوع روح المهدية :
وفى علوم التصوف يوجد ما يسمى بسطوع روح المهدية ، وهى ان شخص نتيجة شدة التعلق بهذه الشخصية وحبه لها ، يحصل له شئ من التقارب مع الشخصية ، فيقوم هذا الشخص بتقمص شخصية الامام المهدى ويظن فى نفسه انه هو الامام المهدى.
والقاعدة الاولى التى نعلمها ان المهدى لن يعلن عن نفسه، بل سيفر من كل من يطالبه بهذه الصفة، وسوف ينكر نفسه وانه المهدى ، وان التعريف به سيكون ربانى وغيبى سوف يدركه اهل البصائر واهل القرب من الله تعالى، وان اول شئ يقع فيه مدعى المهدى ان المهدى لا يظهر نفسه لا يرغب فى ملك او حكم او تسلط على الناس او سلطان ، ولو رغب تلك الامور وطلبها لن يجعله الله تعالى مهدياً، لانه بذلك سيصير مثل غيره طالب دنيا، لكن الامام المهدى رجل صادق مع الله سبحانه وتعالى وتعلق بالنبى صلى الله عليه وسلم تعلقاً شديداً ، واخلاصه لله تعالى سيكون هو الغاية فى زمنه فلابد ان يكون المهدى هو اشد اهل زمانه اخلاصاً – لان الامام المهدى زاهد وصادق حقيقى مع الله تعالى وشديد التعلق بالله وبالنبى صلى الله عليه وسلم وهو أخلص أهل زمانه وأشد أهل زمانه إيماناً ومحبة وإخلاصاً مع الله سبحانه وتعالى.
حتى ان بعض العلماء فضل الامام المهدى عليه السلام على سيدنا ابو بكر وسيدنا عمر رضى الله عنهما، فهذه الشخصية العظيمة لن تظهر على الناس وتقول انا المهدى ، وإنما الناس هم من سيخرجونه من الخفاء والاستتار وسيبحثون عنه ويخرجوه، فأول خطأ يقع فيه المدعون هو أنهم يدعون ذلك وانهم هم الامام المهدى عليه السلام ، فاى شخص يخرج ويقول انا المهدى اعرض عنه واغلق بابه لان المهدى سينكر نفسه ، فعندما يقترب زمن الامام المهدى يكثر ادعاء المهدية كأن الامر فيه فتنة وامتحان من الشيطان ضد الامام المهدى عليه السلام.
ولكثرة مدعين المهدية فيخرج بعض الناس يكذبون اى شخص حتى لو ظهرت آماراته الحقيقية فى اخراج العلماء له وغيرها من الامارات ويضعونه فى ميزان واحد مع من ادعوا المهدية، وهذه فتنة من الشيطان يوقع فيها هؤلاء وان بعضهم بحسن نية يحدث منه مثل ذلك.