المتلاعب لا يملك الأدوات الكافية لاستيعاب وضوحك، لأن الوضوح يُبنى على نية صادقة تبحث عن الحقيقة، بينما المتلاعب يسير في عتمة الأغراض الخفية. كيف يمكن لمن اعتاد أن يرى العالم عبر مراياه المعوجة أن يفهم صورة مستقيمة؟ إن وضوحك ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو انعكاس لوعي صادق، وللمتلاعب، الوضوح يشبه الضوء الذي يكشف ما يحاول إخفاءه، ولهذا يختار أن يظل أعمى عنه.
نعم فلا ترى ما يرى، حتى لا تنحني عيناك لترى العالم كما يراه هو، معوجًا كما هي روحه. كن كما أنت، ثابتًا كالجبل في قيمك ومبادئك، ولا تسمح لظلال التلاعب أن تخفي نور وضوحك. افعل ما شئت من الخير والحق، قاصدًا وجه الله، غير آبه بفهم من لا يريد الفهم. فإنما وضوحك رسالة لمن يملك البصيرة، لا لمن اختار العمى طوعًا. وليكن نهجك صادقًا، مستقيمًا، فأنت لست في سباق مع الظلال، بل في سعي نحو النور.
ويقول سيدنا على بن أبى طالب. الرجل السوء لا يظن بأحد خيرا، لأنه لا يراه إلا بوصف نفسه.