خطبة بعنوان «الحال أبلغ من المقال» لفضيلة الدكتور أيمن حمدى الحداد

خطبة الجمعة ( الحال أبلغ من المقال )

عناصر الخطبة
♦أولاً: باقة عطرة من أحوال الحبيب ﷺ.
♦ ثانياً: لسان الحال أبلَغُ من لسان المقال.
♦ ثالثاً: التحذير من مخالفة الحال للمقال.

الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين جعل محمداً صلي الله عليه وسلّم أحسن الناس حالاً، وأطيبهم عشرةً فكان بحقٍ خير الناس للناس، وخير قدوة للعالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن أتبع هداهم إلى يوم الدين أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: إن التحلي بالأخلاق الحسنة والخصال الحميدة يجعل المسلم واجهةً مشرفةً تأخذ بقلوب الناس إلى الإيمان؛ ولقد نسب إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: «حال رجلٍ في ألف رجل خير من قول ألف رجلٍ في رجل».

إن التعليم بالقدوة له أبلغ الأثر فى القلوب والنفوس، ولقد بلغ سيدنا رسول الله ﷺ الثُريا فى جميع أحواله وأقواله وأفعاله مما جعله قدوة للمؤمنين فى كل زمان ومكان؛ قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾(الأحزاب: ٢١)،

♦ أولاً: باقة عطرة من أحوال الحبيب ﷺ؛ لقد ملك سيدنا رسول الله ﷺ القلوب بطيب أحواله ومكارم أخلاقه من ذلك؛

– حال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  مع أهله وحسن عشرته لأهله؛ لقد امتثل صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرا كَثِیرا﴾(النساء: ١٩)، ومن هنا كان ﷺ أعظم من يحتذى به فى المعاشرة بالمعروف مع أهله كيف لا وهو القائل: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذى.

وتصف عائشة رضي الله عنها حاله ﷺ فى بيته فتقول: «كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» رواه البخارى.

ووصفت حسن عشرته لأهله ﷺ فقالت: «كان رسول الله ﷺ ألينَ الناس وأكرم الناس، كان رجلًا من رجالكم إلا أنه كان ضحَّاكًا بسَّامًا، كان بشرًا من البشر يَفْلِي ثوبه، ويحلب شاتَهُ، ويخدم نفسه، كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم» رواه أحمد.

– ومن أحواله ﷺ الوفاء، ورد الجميل؛ فى عصر قل فيه الوفاء بين الأزواج فمع أقل وأتفه الأسباب يقع الشقاق وتنهى الحياة الأسرية وتطوى صفحاتها بمأساة كارثية حيث نسى هؤلاء أن سيدنا رسول الله ﷺ كان مثالاً عالياً للوفاء ورد الجميل لأهله، فقد كان يعامل خديجة رضي الله عنها في حياتها بغاية الإحسان والإكرام والتقدير، وبعد موتها ظل يذكرها ويثني عليها ويعدد فضائلها، ولما رأت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه يُكْثِر من ذكر خديجة رضي الله عنها، قالت: «ما غِرْتُ على امرأة للنبي ﷺ ما غِرْتُ على خديجة، هلَكَتْ قبل أن يتزوَّجني، لِما كنتُ أسمعه يذكرها» رواه البخاري.

وفيَّ العهْدِ ذو كرمٍ وصدْقٍ
شمائله السماحة والوفاء

– حال سيدنا رسول الله ﷺ مع أصحابه؛ لقد كان ﷺ يشعر بآلام أصحابه ويواسيهم، في وقت الشدة والبلاء؛ فعن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: «كان نبي الله ﷺ إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة، لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي ﷺ فقال: «مَا لِي لَا أَرَى فُلَاناً ؟!» قالوا: «يا رسول الله، بنيه الذي رأيته هلك. فلقيه النبي ﷺ فسأله عن بنيه، فأخبره أنه هلك، فعزَّاه عليه، ثم قال: «يَا فُلَانُ أَيُّمَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيْكَ: أَنْ تُمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أَوْ لَا تَأْتِي غَداً إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ»؟ قال:« يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي لهو أحب إليَّ، قال: «فَذَاكَ لَكَ»، فقالوا: «يا رسول الله أَلَهُ خاصة أم لكلنا؟» قال: «بَلْ لِكُلِّكُمْ» رواه النسائي.

وعن أبي سعيد الخدري قَالَ: «أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا فَكَثُرَ دَيْنُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ». فَتَصَدَّقُوا عَلَيْهِ فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ دَيْنِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مترفقاً بحاله: «خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ» رواه مسلم..

–ولقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يعود مرضىاهم ويشهد جنائزهم فعن سهل بن حنيف عن أبيه رضي الله عنها قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَيَزُورُهُمْ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ» رواه البيهقي.

– وتفاعلاً مع أصحابه، وإدخالاً للسرور عليهم فلم يمنعه ﷺ مقام النبوة والرسالة أن يكون منبسطاً معهم، ويضاحكهم فعن صهيب أنه قدم على النبي ﷺ وبين يديه تمر وخبز قال: «أدن فكل» فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي ﷺ:«إن بعينك رمداً»، فقال: يا رسول الله: إنما آكل من الناحية الأخرى. فتبسم رسول الله ﷺ» رواه أحمد.

وعن أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً كان يهدي للنبي ﷺ الهدية من البادية فيجهزه رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج فقال النبي ﷺ: «إن زاهر باديتنا ونحن حاضرته، وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي ﷺ يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال الرجل: أرسلني. من هذا؟ فالتفت فعرف النبي ﷺ فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبى ﷺ حين عرفه، وجعل النبي ﷺ يقول: «من يشتري العبد؟» فقال: يا رسول الله إذاً والله تجدني كاسداً، فقال ﷺ «لكن عند الله لست بكاسد أو قال:«لكن عند الله أنت غالٍ»رواه أحمد.

ثانياً: لسان الحال أبلَغُ من لسان المقال؛ لما عقد سيدنا رسول الله ﷺ صلح الحديبية أمَرَ أصحابَه أنْ يحلقوا رؤوسهم وينحَرُوا الهديَ ليتحلَّلوا من عُمرَتهم، فاحتَمَل المسلمون من ذلك هَمّاً عَظِيماً، حتى إنهم لم يُبادِروا بالامتِثال، فدخَل ﷺ على أمِّ سلمة وقال لها: «هلَك الناس؛ أمرتُهم فلم يمتَثِلوا»، فقالت: يا رسول الله، اعذرهم، فقد حملت نفسَك أمراً عظيماً في الصُّلح، ورجَع المسلمون من غير فَتْحٍ لهم، فهم لذلك مَكرُوبون، ولكن اخرُج يا رسول الله وابدَأْهم بما تريد، فإذا رأَوْك فعلتَ اتَّبعوك.. فتقدَّم ﷺ إلى هَديِه فنحَرَه، ودعا بالحلاَّق فحلق رأسَه، فلمَّا رآه المسلمون تواثَبُوا على الهدْي فنحروا وحلقوا.

قال الزهري: فلمَّا لم يَقُمْ منهم أحدٌ، دخَل على أمِّ سلمة، فذكَر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبيَّ الله، أتحبُّ ذلك؟ اخرُج ثم لا تُكلِّم أحدًا منهم كلمةً، حتى تنحَرَ بُدنَك وتَدعُو حالقك فيحلقك، فخرَج رسول الله ﷺ فلم يُكلِّم أحدًا منهم كلمةً حتى فعَل ذلك، فلمَّا رأَوْا ذلك قامُوا فنحَرُوا وجعَل بعضهم يحلق بعضاً.

– إسلام الغلام الذى كان يخدم سيدنا رسول الله ﷺ، فعن أنس رضي الله عنه قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم .. فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري.

– إسلام خصم على بن أبي طالب، لقد فقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه درعه، فوجدها في يد رجل من غير المسلمين كان قد عرضها في السوق يريد بيعها، فلمّا رآها عرفها، فقال له: هذه درعي كانت قد سقطت عن جمل لي في مكان كذا، فأنكر الرجل، ورفع الأمر إلى القاضي الذى طلب من أمير المؤمنين البينة، فأراد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يشهد له الحسن، فأجابه القاضي شريحٌ بأن شهادة الولد لا تجوز لأبيه، فقال عليّ: يا سبحان الله! رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟! أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحسَنُ والحُسَيْنُ سيِّدا شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، إلّا أنّ القاضي شريح أصرّ على موقفه بأنّه لا تجوز شهادة الولد لأبيه، فلما رأى الخصم مثل هذا، قال لعليّ: أشهد أنّها درعك يا أمير المؤمنين.. ثم قال مُتعجباً: أميرُ المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه، وقاضيه يقضي لي عليه!!، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأسلم لِما رأى من العدل في القضاء، فكان موقف شريح وقضاؤه بالحقّ وقَبول أمير المؤمنين وخضوعه لحكم القاضي دون اعتراض سبباً في دخول سارق الدرع فى الإسلام.

– إسلام جار عبدالله بن المبارك لحسن أحوال وأخلاق بن المبارك؛ لقد كان لعبد الله بن المبارك جار غير مسلم فأراد أن يبيع داره، فقيل له: بكم تبيع؟ قال: بألفين. فقيل له: لا تساوي إلا ألفاً؟ قال: صدقتم ولكن ألف للدار وألف لجوار عبد الله بن المبارك، فأخبر عبد الله بن المبارك بذلك فأعطاه ثمن الدار، وقال له لا تبعها، فأسلم الرجل لحسن أخلاق بن المبارك.

فاتقوا الله عباد الله: واستغفروه وتوبوا إليه، وترجموا بأحوالكم أخلاق دينكم الحنيف إلى واقع فى حياتكم تفوزوا برضوان ربكم جل وعلا،
أقول قولى هذا، واستغفر الله العظيم لى ولكم

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن القدوة العملية أقوى وأشد تأثيراً في في نفوس الناس من الدعوة القولية فقط؛ لذلك كان من أوجب الواجبات أن يكون المسلم ذوي سيرة حسنة، وخلق فاضل، وعمل صالح؛ ليكون قدوة للناس في فعل ما يدعوهم إليه، وترك ما ينهاهم عنه، ذلك لأن القدوة العملية تجسيد وتطبيق عملي من المسلم لما يدعو إليه.

♦ ثالثاً: التحذير من مخالفة الحال للمقال؛ ليحذر المسلم من مخالفة أحواله لأقواله؛ قال تعالى على لسان سيدنا شعيب عليه السلام أنه قال: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾(هود: ٨٨)، وعن أنس بْن مالكٍ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: «رأيْتُ ليْلة أُسْري بي رجالًا تُقْرض شفاههمْ بمقاريضَ منْ نارٍ، قلْتُ: مَنْ هؤلاء يا جبْريل؟ قال: هؤلاء خطباء منْ أمَّتك، يأْمرون الناس بالبر، وينْسوْن أنْفسهمْ وهمْ يتْلون الْكتاب، أفلا يعْقلون» رواه ابن أبى شيبة.

– ولقد ذم القرآن الكريم صنف من الناس تتناقض أحوالهم مع أقوالهم؛ قال تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾(البقرة: ٤٤)،

قال ابن كثير رحمه الله: أي: كيف يليق بكم يا معشر أهل الكتاب، وأنتم تأمرون الناس بالبر – وهو جِماع الخير – أن تنسوا أنفسكم، فلا تأتمروا بما تأمرون النَّاس به، وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب، وتَعلمون ما فيه على من قَصَّر في أوامر الله؟ أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم؛ فتَنتَبِهوا من رَقدتكم، وتَتَبَصَّروا من عمايتكم.

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾(الصف:٢-٣)،

– ولقد حذر سيِّدنا رسول الله ﷺ من مخالفة الأحوال الأقوال؛ فعَن أسامةَ بنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهما أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: «يُجاءُ بالرَّجُلِ يَومَ القيامةِ، فيُلقى في النَّارِ، فتَندَلِقُ أقتابُه في النَّارِ، فيَدُورُ كَما يَدُورُ الحِمارُ برَحاه، فيَجتَمِعُ أهلُ النَّارِ عليه، فيَقُولُونَ: أيْ فُلَانُ، ما شَأنُكَ؟ أليسَ كُنتَ تَأمُرُنا بالمَعرُوفِ وتَنهانا عَنِ المُنكَرِ؟ قال: كُنتُ آمُرُكم بالمَعرُوفِ ولا آتيه، وأنهاكم عَنِ المُنكَرِ وآتيه» رواه البخارى.

وصدق القائل:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل إن وعظت ويقتدى
بالقول منك وينفع التعليم
– وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أمرٍ الناس بأمر أو نهاهم عن شيءٍ جمَع أهلَ بيته فقال: إنِّي نهيتُ الناس عن كذا وكذا، وإنَّ الناس يَنظُرون إليكم كما يَنظُر الطَّير إلى اللحم، وايمُ الله، لا أجد أحدًا منكم فعَلَه إلاَّ أضعَفتُ له العقوبة ضعفين. رواه ابن أبى شيبة فى مصنفه.
– إن التناقض بين الأقوال والأفعال، والذي إن انتشر وتفشى بين البعض أدى إلى الصد عن دين الله رب العالمين؛ ولقد أثر عن الشيخ محمد عبده أنه قال: ذهبت الى الغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين، ولما عُدت إلى الشرق، وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلاماً.
فاتقوا الله عباد الله: وتأسوا بأحوال سيدنا رسول الله ﷺ لا سيما وقد أظلكم شهر شعبان؛ ولقد كان لسيدنا رسول الله ﷺ مع شعبان حالاً يميزه عن بقية الشهور فكان يَخُصُهُ بكثرة الصيام لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل؛ فعن أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال: قلت يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ؟! قال: «ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ» رواه النسائي.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ فِي شَعْبَانَ.» متفقٌ عليه.
اللهم اجعلنا من الذين يتبعون القول فيتبعون أحسنه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة

كتبه راجى عفو ربه
أيمن حمدى الحداد
الجمعة ١ من شعبان ١٤٤٦ هجرياً
الموافق ٣١ من يناير ٢٠٢٥ ميلادياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *