هل ذكر الامام المهدى فى كتاب صحيح البخارى؟

بقلم الاستاذ الدكتور الشيخ / محمد عبد الله الاسوانى
سلسلة علوم آخر الزمان

يطل علينا البعض فى احد وسائل الاعلام فيقول بان صحيح الامام البخارى لم يذكر حديثاً عن الامام المهدى!

ربما ان الامام البخارى لم يذكر اسم المهدى عليه السلام ، لكنه ذكر صفة المهدى، لان المهدى له صفة وهو صفة الجابر وصفة المنصور ، فالامام المهدى له صفات كثيرة وليس معنى انه لم يذكر اسم الامام المهدى (لفظ المهدى) ان البخارى لم يذكره!!

إلا أننا وبالإطلاع على صحيح البخارى واستقصاء أحاديثه وجدنا انه ذكر حوالى ثلاثة احاديث تتكلم عن الامام المهدى عليه السلام.

الحديث الأول:
وهو متفق عليه عند الامامين البخارى ومسلم عن السيدة عائشة ام المؤمنين رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الارض خسف بأولهم وآخرهم، قالت: قلت يا رسول الله وكيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم اسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم” متفق عليه فى البخارى ومسلم بلفظ البخارى. وانا ذكرت لفظ الامام البخارى للاستشهاد على عدم صحة قول البعض بأن الامام البخارى لم يذكر الامام المهدى فى صحيحه.

ومعروف لدى العلماء وكذلك فى الروايات الاخرى المتواترة عن علماء الحديث والمذكورة فى كتبهم ان جيش الخسف هو ذلك الجيش المتوجه الامام المهدى، وتوجد رواية اخرى ذكر فيها النبى صلى الله عليه وسلم ” يعوذ عائذ بالبيت ” وهذا العائذ هو الامام المهدى ، وجيش الخسف الذى يتوجه الى هذا اللائذ بالبيت الرحام هو جيش الخسف ، فهذا الحديث المذكورلا فى صحيح البخارى يتكلم صراحة عن الامام المهدى عليه السلام وان كان لم يذكر اسمه صراحة ولكن ذكر حدثاً يقع للامام المهدى وهو الخسف بالجيش الذى سيتوجه اليه لقتاله وهو حديث صحيح

لكن من يتكلمون لا يدرسوا الاحاديث دراسة موضوعية ، فلو اردنا ان نصل الى حقيقة شئ لابد ان تكون دراستنا موضوعية نتخلى فيه عن الاهواء.

الحديث الثانى:
ـ كما ذكر الامام البخارى حديث آخر عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم”.

فمن هو الامام الذى يتكلم عنه هذا الحديث “وامامكم منكم” بل هذا الحديث وضح لنا ابعاد العلاقة بين الامام المهدى وسيدنا عيسى وهو ان سيدنا عيسى ابن مريم سينزل ليساعد الامام المهدى فى أداء مهامه، لتصريح الحديث “وامامكم منكم” ففى هذا الحديث لم يقر بالامامة لعيسى عليه السلام على الامام المهدى وعلى الأمة وإنما اقر بالامامة للامام المهدى على الامة المحمدية على الرغم من نزول عيسى بن مريم عليه السلام.

فهذا الحديث يوضح أن الخلافة ستكون بيد الامام المهدى وان عيسى بن مريم عليهما السلام سوف يعينه فى امورها، وان نزول عيسى بن مريم من أجل بنى اسرائيل ليردهم الى الطريق القويم وهذه هى عقيدتنا نحن المسلمين ، كما ورد فى الحديث يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل الاسلام ويقيم الحق والعدل مع الامام المهدى عليه السلام.

اذن امور المسيح بن مريم لن تتوجه الى الامة المحمدية لان الامام المهدى فى وقت نزول المسيح عيسى بن مريم سيكون اصلح الامة وقد قوم فسادها واعوجاجها وسترى امته النعمة التى لم تنعم بها من قبل، فسيكون هو اصلح الامة وانما الرأى عندى ان الامام المهدى سيقر المسيحيين واليهود واهل الديانات الاخرى على ديانتهم ولن يجبر احد منهم على ترك دينه والدخول فى الاسلام انتظاراً لنزول المسيح .

فاخر انبياء بنى اسرائيل هو المسيح عيسى بن مريم ، واخر اولياء امة محمد صلى الله عليه وسلم هو المهدى عليه السلام، فهذا خاتم انبياء بنى اسرائيل وهذا خاتم الاولياء، وكأنه سيجتمع فى آخر الزمان خاتم انبياء بنى اسرائيل مع خاتم اولياء امة محمد صلى الله عليه وسلم ليقيما الشريعة السمحاء ويزيلا ما ألصق بالسيد المسيح مما هو متبرأ منه ويقيم الحق والعدل وتعلو كلمة لا اله الا الله فى الارض.

الحديث الثالث:
كما ذكر الامام البخارى حديث ثالث عن جابر بن سمرة قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: “يكون اثنى عشر أميراً فقال كلمة لم اسمعها فقال ابى انه قال كلهم من قريش” فهذا الحديث مخصوص بالائمة المهديين بداية بسيدنا ابو بكر الصديق وانتهاءاً بالمهدى عليه السلام وليس على قول الشيعة الاثنى عشرية ان الائمة اثنا عشر كما عددوهم.

ولكن هذا الحديث يدل على ان الامراء او الخلفاء من قريش ولم يحددهم من بنى هاشم ولكن من قريش عامة فسيدنا ابو بكر من قريش من تيم ، وسيدنا عمر من قريش من بنى عدى ، وسيدنا عثمان من قريش من بنى أمية ، وسيدنا على بن ابى طالب من قريش من بنى هاشم، الى ان نصل الى الخليفة الاثنا عشر وهو الاخير وهو الامام المهدى وهذا الحديث موجود فى صحيح البخارى.

فالامر يحتاج الى كثير من التوضيح بما لا يدع مجالاً للشك فى ان الامام المهدى مذكور فى كل كتب الحديث تقريباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *