ارجع إلى ربك ولا تشغل نفسك إلا به

إعداد أ / مصطفى خاطر 

المقال العاشر من سلسلة : ( قطوف من بستان الصالحين )

قال العارفُ الواسطي رحمه الله: بينما أنا أمشي في البادية، إذ أعرابيّ جالس منفرداً، فدنوت منه وسلّمتُ عليه، فردَّ عليّ السلام وأبي أن أكلِّمه، فقال: اشتغلْ بذكر الله فإن ذكرَ الله شفاءُ القلوب.

ثم قال: كيف يتفرغ ابن آدم من ذكره وخدمته، والموت في أثره، والله ناظرٌ إليه؟
ثم بكى وبكيت معه .

فقلت له: ما لي أراك فريداً وحيداً؟

قال: ما أنا بوحيد والله معي، وما أنا بفريد والله مؤانسي، ثم قام ومضى مسرعاً، وهو يقول: سيدي، أكثر خلقك مشغولون عنك بغيرك، وأنت عِوَضٌ عن جميع ما فات، يا صاحب كل غريب، ويا مؤنس كل وحيد، ويا مأوى كل فريد، وجعل يمُرُّ وأنا أتبعه .

 ثم أقبل إلىَّ  ؟ وقال: ارجعْ عافاك الله إلى من هو خير لك مني،  ولا تشغلني عمن هو خير لي منك، ثم غاب عن بصري([1]) .

([1])حدائق الأولياء ج2 , سراج الدين أبي حفص عمر بن علي/ابن الملقن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *