رحلة الاسراء مشاهد وآيات
23 يناير، 2025
منبر الدعاة

جمع وترتيب فضيلة الشيخ : ثروت علي سويف
امام وخطيب بالأوقاف المصرية
الحمدُ للهِ الذي أسرَى بعبدِهِ ورسولِه محمدا المبعوثِ رحمةً للعالمينَ، وأراهُ مِنْ آياتِه ما يزدادُ به الإيمانُ ويقوَى به اليقين
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له الملكُ الحقُّ المبينُ، الذي فضَّلَ نبيَّنا محمدا ًعلى جميعِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وجعلَ دينَه ظاهِراً علَى كلِّ دينٍ
وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمداً سيد المرسلين وحبيب رب العالمين ارسله ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً صاحب الغرة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المعلم الجليل، والهادي النبيل شفيع البشرية يوم الدين
يقول حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً الي يوم الفصل المبين
اما بعد
فان رحلة الإسراء والمعراج هي من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا النجم الإنساني العظيم؛ وهو النور المتجسد لهداية العالم في حيرة ظلماته النفسية؛ فإن سماء الإنسان تظلم وتضيء من داخله بأغراضه ومعانيه. والله -تعالى- قد خلق للعالم الأرضي شمسا واحدة تنيره وتحييه وتتقلب عليه بليله ونهاره، بيد أنه ترك لكل إنسان أن يصنع لنفسه شمس قلبه وغمامها وسحائبها وما تسفر به وما تظلم فيه. ولهذا سمي القرآن نورا لعمل آدابه في النفس، ووصف المؤمنون بأنهم {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: 12] ، وكان أثر الإيمان والتقوى في تعبير القرآن الكريم أن يجعل الله للمؤمنين نورًا يشمون به.
وقد حار المفسرون في حكمة ذكر “الليل” في آية “الإسراء” من قوله -تعالى-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} [الإسراء: 1] . فإن السرى في لغة العرب لا يكون إلا ليلًا.
والحكمة هي الإشارة إلى أن القصة قصة “النجم” الإنساني العظيم الذي تحول من إنسانيته إلى نوره السماوي في هذه المعجزة، ويتمم هذه العجيبة أن آيات “المعراج” لم تجئ إلا في سورة: “والنجم”.
يقول الإمام البوصيري
مـولاي صلـي وسلـم دائـمـاً أبــدا علـى حبيبـك خـيـر الخـلـق كلـهـم
يا خير مـن يمـم العافـون ساحتـه سعياً وفوق متـون الأينـق الرسـم
ومـن هـو الآيـة الكبـرى لمعتـبـرٍ ومن هـو النعمـةُ العظمـى لمغتنـم
سريت مـن حـرمٍ ليـلاً إلـى حـرمٍ كما سرى البدر في داجٍ من الظلم
وبـت ترقـى إلـى أن نلـت منـزلـةً من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمـتـك جـمـيـع الأنـبـيـاء بـهــا والرسل تقديـم مخـدومٍ علـى خـدم
وأنت تخترق السبـع الطبـاق بهـم في مركب كنت فيه صاحب العلم
وفي ليلة والنبي صلى الله عليه وسلم نائم عند ابنة عمه أم هانئ بنت أبي طالب وإذا بمنادي السماء يدعو الحبيب لزيارة السماء، سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً، إلى أين يا رسول الله إلى المسجد الأقصى ثم ماذا، ثم إلى ما بعد سدرة المنتهى، الإسراء رحلة أرضية والمعراج رحلة سماوية، الإسراء بين المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والمسافة بينهما 850 ميلاً قطعها النبي صلى الله عليه وسلم في أقل من غمضة عين، أما المعراج فهي من المسجد الأقصى إلى ما بعد سدرة المنتهى حيث لا يعلم هذه المسافة أحد إلا واحد هو الواحد ربنا فرأى صلى الله عليه وسلم مظهر الجمال الأزلي، ثم زج به في النور فأوحى الله إليه ما أوحى.
الرسول صلى الله عليه وسلم الآن يستعد للزيارة، وهو نائم في بيت أم هانئ يأتيه جبريل ليشق البيت ليأخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من بيت أم هانئ إلى الحجر في بيت الله الحرام ليشق عن صدره الشريف ويغسله بماء زمزم كما في الحديث الصحيح، وأنتم تعلمون أنه قد شق صدره قبل ذلك وهو غلام صغير حينما كان في ديار بنى سعد عند مرضعته حليمة رضى الله عنها روي البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنهما أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: ( بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ، وَرُبَّمَا قال فِي الْحِجْرِ، مُضْطَجِعًا، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ – قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَشَقَّ – مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ – فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ – فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثم أعيد )
وانما غسل صدره هذه المرة ليهيئه لتلك الزيارة فانه سيجاوز الي نور الأنوار في حضرة الملك الجبار عند سدرة المنتهى فمن جاوز احترق الا من سمح له رب الارض والسموات العظيم القهار
قال ربنا جل وعلا في شأن الإسراء : بسم الله الرحمن الرحيم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه [الإسراء:1]
وقد أحضر له الأمين جبريل براقاً، والبراق بنص الحديث الصحيح دابة فوق الحمار ودون البغل، يضع حَافِرَهُ عند منتهى طرفه، وقد جاء في وصفه أن لونه أبيض، وقيل البراق من البرق والبرق ضوء وسرعة الضوء رهيبة هذا هو البراق..
روي البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنهما أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ ( ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ – فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ – يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ )
وهنا وقفة لنأخذ الدروس من البراق أولى الدروس التي نتعلمها من البراق أن الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد معاً والدليل أن الروح لا تركب وأن الجسد الميت لا يركب لكن الحي المجتمع الروح والجسد هو الذي يركب.
روي ابن حبان عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بالبراق ليلة أسري بِهِ مُسْرَجًا مُلْجَمًا لِيَرْكَبَهُ فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: “مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا فَوَاللَّهِ مَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ قال فارفض عرقا” إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في “مصنف عبد الرزاق” ومسند احمد
والدرس الثاني: من دروس البراق الأخذ بالأسباب، إن من قدرة الله أن يأمر النبي بأن يكون في المسجد الأقصى بكن فيكون، لكن الله أراد أن يعلمنا من خلال البراق الأخذ بالأسباب دون التوكل عليها.
ويركب النبي صلى الله عليه وسلم البراق، وبين غمضة عين وانتباهتها كان الحبيب أمام باب المسجد الأقصى وهذا هو عنصر الإعجاز في رحلة الإسراء الأرضية، إنه الزمن، انطلق النبي من مكة إلى المسجد الأقصى في زمن قليل وهذا هو الذي أنكره المشركون في مكة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي انْتَهَيْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَخَرَقَ جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ بإصبعه وشد بها البراق” صحيح ابن حبان
روي ابو يعلي الموصلي في معجمه عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحَطِيمِ، فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ: ” إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، مِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى وَعِيسَى عليهم السلام، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ ” فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ: صِفْهُمْ لِي فَقَالَ: «أَمَّا عِيسَى عليه السلام فَفَوْقَ الرَّبْعَةِ، وَدُونَ الطَّوِيلِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ، ظَاهِرُ الدَّمِ، جَعْدُ الشَّعْرِ، تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَمَّا مُوسَى عليه السلام فَضَخْمٌ آدَمُ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، كَثِيرُ الشَّعْرِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَتَيْنِ، خَارِجُ اللَّثَةِ، عَابِسٌ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام فَوَاللَّهِ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خَلْقًا وَخُلُقًا» فَضَجُّوا، وَأَعْظَمُوا ذَاكَ، فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ: كُلُّ أَمْرِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ كَانَ أَمَمًا غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ مُصْعِدًا شَهْرًا، وَمُنْحَدِرًا شَهْرًا، تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ؟، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا أُصَدِّقُكَ، وَمَا كَانَ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَطُّ، وَكَانَ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ، أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَهَدَمَهُ، فَأَقْسَمَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَا مُطْعِمُ، بِئْسَ مَا قُلْتَ لِابْنِ أَخِيكَ جَبَهْتَهُ وَكَذَّبْتَهُ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: «دَخَلَتْهُ لَيْلًا، وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا» . فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَصَوَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا» ، وَأَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عِنْدَهُ يَقُولُ: صَدَقْتَ، صَدَقْتَ. قَالَتْ نَبْعَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ سَمَّاكَ الصِّدِّيقَ» قَالُوا: يَا مُطْعِمُ، دَعْنَا نَسْأَلْهُ عَمَّا هُوَ أَغْنَى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَا مُحَمَّدُ ) معجم أبي يعلى الموصلي
قالوا نضرب لها أكباد الإبل شهراً من مكة إلى بلاد الشام وأنت تقول بأنك انطلقت من مكة إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماوات العلى وعُدت في جزء من الليل
فأذاع أبو جهلٍ الخبرْ، وذهب أوّل ما ذهب إلى أبي بكرٍ فقال عليه لعنةُ الله
أبو جهل: هل سمعتَ ما يقوله صاحبُك يا أبا بكر!؟
أبو بكرْ: ماذا قال ؟
أبو جهل: يزعمُ أنّه أُسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
وكلّ هذا في ليلةٍ واحدة
أبو بكرْ: إنْ كان قد قال هذا فقد صدقْ؛ أفأصدّقه في وحيٍ يأتيه كلّ ليلةٍ
من فوق سبع سماواتْ، وأكذّبه في مسافةٍ كهذه !؟
ومن هنا لقّبَ أبو بكرٍ بالصّديق بالصّديق، فكما أنَّ أبا جهلٍ سُمِّىَ بأبي جهلٍ لتجاهلِهِ النُّورَ الذي أنْزِلَ على الرَّسُول: فالصّديق سُمِّىَ بالصّديق لتصديقِهِ بالنُّورَ الذي أنْزِلَ على الرَّسُول
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النّائباتِ قليلُ
ولَا خيرَ في ودِّ امرئٍ متملق إذا الرّيحُ مالت مال حيثُ تميلُ
ويقولُ الشافعي رحمه الله : “جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْر
وإن كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي
وما شُكْرِي لهَا حمْداً وَلَكِن
عرفتُ بها عدوّي من صديقي”
لم يقتنعْ أبو جهلٍ بقولِ أبي بكر، وأخبر مشركي مكّة ــ ” ما هو عاوز اللي يهاوده، وما يهاودْشِ المشرك الَا المشرك اللي زيّه “!!
فقالوا يا محمّدْ: قل كلَاماً يعقلُ حتّى يُصَدَّق؛ إنّ الإبل حتّى نذهب بها إلى هناك غدوّها شهرٌ ورواحُها شهرْ 00
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
أَســــرَى بــــك اللهُ لــيــلاً, إِذ مـلائـكُــه والرُّسْلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ
لـمــا خـطــرتَ بـــه الـتـفُّــوا بـسـيـدِهـم كالشُّـهْـبِ بـالـبـدرِ, أَو كالـجُـنـد بالـعَـلـمِ
صـلـى وراءَك منـهـم كـــلُّ ذي خـطــرٍ ومـــــن يــفُـــز بـحـبــيــبِ الله يــأْتــمــمِ
مشاهد الإسراء
وفي أثناء الرحلة من مكة إلى الاقصى لقد راي من آيات ربه الكبرى
أوجز وأعظم ما ورد في تعليل هذه الرحلة هو قوله تعالى: لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا [الإسراء: 1]
وهذه سنة الله في الأنبياء، قال: وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام: 75] وقال لموسى: لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى [طه: 23] وقد بين مقصود هذه الإرادة بقوله: وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فبعد استناد علوم الأنبياء إلى رؤية الآيات يحصل لهم من عين اليقين ما لا يقادر قدره، وليس الخبر كالمعاينة، فيتحملون في سبيل الله ما لا يتحمل غيرهم، وتصير جميع قوات الدنيا عندهم كجناح بعوضة لا يعبأون بها إذا ما تدول عليهم بالمحن والعذاب.
من عجائب ما رأى الرسول في الإسراء والمعراج
رؤية الأمين جبريل علي صورته الحقيقية
{قال تعالي ( وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى عِنْدهَا جنَّة المأوى إِذْ يغشي السِّدْرَة مَا يغشي مَا زاغ الْبَصَر وَمَا طغي لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} النجم حتى عاين ما عاين من أمر الله عز وجل وسلطانه العظيم، وقدرته التي صنع بها ما يريد، حتى ذكر من يصدقه
روي البخاري عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: مَرَّ بِنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى [ (21) ] . قَالَ زِرُّ: قَالَ عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «رَأَى جِبْرِيلَ- عليه السلام لَهُ سِتُّمِائَةِ جناح )
فأمتن الله تَعَالَى كَمَا ترى على مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم بِأَن أرَاهُ جِبْرِيل مرَّتَيْنِ
الدنيا : رءاها بصورة عجوز .
روى البيهقيُّ وغيره من حديث أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى في مَسراه عجوزًا على جانب الطريق، فقال: ((ما هذا يا جبريل؟)) فقال: ((أمَّا العجوز التي قد رأيتَ على جانب الطريق فلم يبقَ مِن عمر الدنيا إلا كما بَقي من عُمرِ تلك العجوز)).
وفي حديث أبي هريرة وأبي سعيدٍ أنه رأى امرأةً حاسرةً عن ذِراعيها عليها مِن كل زينةٍ خَلقها الله، تقول: يا محمَّد انظرني أسألك، فلم يُجِبها ولم يقم عليها. ويقول جبريل: ((تلك الدنيا، أمَا إنَّك لو أجبتَها وأقمتَ عليها لاختارَت أمَّتُك الدنيا على الآخرة)).
إبليس : رءاه متنحياً عن الطريق .
جاء في رواية ابن جَرير عن أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ ليلة أُسري به بشيءٍ يَدعوه مُتنحِّيًا عن الطريق يقول: هَلمَّ يا محمد! فلما سأل جبريلَ عنه قال: ((وأما الذي أراد أن تَميل إليه فذاك عدوُّ الله إبليس؛ أراد أن تَميل إليه)).
وجاء في رواية ابن ماجَهْ وأحمدَ عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أسفلَ منه – وهو في السماء الدنيا – رَهَجًا ودُخانًا وأصواتًا، فقال: ((من هؤلاء يا جبريل؟)) قال: ((هذه الشياطين يَحومون على أعيُنِ بني آدم؛ لا يتفكَّرون في خلق السموات والأرض، ولولا ذلك لرأَوُا العجائب)).
داعي اليهود وداعي النصارى :
روى البيهقيُّ في كتاب دلائل النبوة من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما أنا أسيرُ إذ دَعاني داعٍ عن يميني: يا محمد، انظرني أسألك، فلم أُجِبه ولم أَقُم عليه. قال جبريل: فذاك داعي اليهود، أمَا إنك لو أجبتَه وأوقفت عليه لتهوَّدَت أمتُك))…
قال: فقلت: ((فبينما أنا أسير إذ دعاني داعٍ عن يساري قال: يا محمد، انظرني أسالك، فلم ألتَفِت إليه ولم أقم عليه. قال جبريل: ذاك داعي النَّصارى، أمَا إنك لو أجبتَه لتنصَّرَت أمتُك)).
قبر ماشطة بنت فرعون وشمَّ منه رائحة طيبة .
روي الطبراني في معجمه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: ” لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا وَجَدْتُ رَائِحَةً طَيِّبَةً فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلَادِهَا فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تَمْشُطُ بِنْتَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا فَقَالَتْ: بِسْمِ اللهِ، فَقَالَتْ بِنْتُ فِرْعَوْنَ: أَبِي فَقَالَتْ: لَا وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ أَبِيكِ اللهُ، قَالَتْ: وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرَ أَبِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَأُعْلِمُهُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَعْلَمَتْهُ فَدَعَا بِهَا، فَقَالَ: يَا فُلَانَةُ، أَلَكِ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَخَذَ أَوْلَادُهَا يُلْقُونَ فِيهَا وَاحِدًا وَاحِدًا، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: وَمَا هِيَ؟، قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَتَدْفِنَّا جَمِيعًا، قَالَ: وَذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا فَلَمْ يَزَلْ أَوْلَادُهَا يُلْقُونَ فِي الْبَقَرَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ابْنٍ لَهَا رَضِيعٍ فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجَلِهِ فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهِ، اقْتَحِمِي، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ “. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَتَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ فِرْعَوْنَ.
قال الآلوسي: “وقد جمع من – تكلم في المهد – فبلغوا أحد عشر نفساً، وقد نظمهم الجلال السيوطي فقال
تكلم في المهد النبي (محمد )… (ويحيى وعيسى والخليل ومريم ).
ومبرى (جريج) ثم (شاهد يوسف )… (وطفل لذي الأخدود) يرويه مسلم.
( وطفل) عليه مر بالأمة التي… يقال لها تزني ولا تتكلم.
وماشطة في عهد فرعون (طفلها )… وفي زمن الهادي (المبارك) يختم.
وهكذا أيها السادة تنتهي رحلة الإسراء لتبدأ رحلة المعراج إلى السماء السابعة الذي سيكون موضوع حديثنا في اللقاء القادم بإذن الله تعالى
رؤية نبي الله موسي في قبره
روي الإمام احمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي في قبره. إسناده صحيح على شرط مسلم
ثم رأي الانبياء وصلي بهم
عن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيت إبراهيم وموسى وعيسى عند بيت المقدس، فإذا عيسى رجل أحمر كأنما خرج من ديماس « الحمام » ، وإذا موسى رجل شحب « خفيف اللحم ممشوق » ضرب كأنه من رجال شنوءة، وأنا أشبه ولد ابراهيم به، فأتيت بقدحين، قدح لبن وقدح نبيذ، فاخترت قدح اللبن، فقال جبريل عليه السلام: هديت للفطرة، لو أخذت قدح النبيذ لغوت أمتك، وحانت الصلاة فأميتهم ) سيرة ابن اسحاق
الصلاة في الأماكن المقدسة و اللَّبن والخمر
روي البزار في البحر الزخار عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، رضي الله عنه قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِكَ؟، قَالَ: ” صَلَّيْتُ لِأَصْحَابِي صَلَاةَ الْعَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتِمًا، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَقَالَ: ارْكَبْ، فَاسْتَصْعَبَتْ عَلَيَّ، فَأَدَارَهَا بِأُذُنِهَا حَتَّى حَمَلَتْنِي عَلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرَفُهَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ، فَقَالَ: انْزِلْ فَنَزَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: صَلِّ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ لِي: أتدري أَيْنَ صَلَّيْتَ؟، قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرَفُهَا، حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضًا بَيْضَاءَ، فَقَالَ لِي: انْزِلْ فَنَزَلَتْ، ثُمَّ قَالَ لِي: صَلِّ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ: تَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟، قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِمَدْيَنَ صَلَّيْتَ عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى، ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرَهَا أَوْ يَقَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرَفُهَا، ثُمَّ ارْتَفَعْنَا، فَقَالَ: انْزِلْ فَنَزَلْتُ، فَقَالَ: صَلِّ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ لِي: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟، قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الثَّامِنِ، فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ فَرَبَطَ دَابَّتَهُ، وَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، فَصَلَّيْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، هَكَذَا قَالَ ابْنُ زَبْرَقٍ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الْآخَرِ عَسَلٌ أُرْسِلَ إِلَيَّ بِهِمَا جَمِيعًا، فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ هَدَانِي اللَّهُ لَهُ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُ حَتَّى قَرَعْتُ بِهِ جَبِينِي، وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ، فَقَالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ الْفِطْرَةَ، أَوْ قَالَ: بِالْفِطْرَةِ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْنَا الْوَادِيَ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ، فَإِذَا جَهَنَّمُ تَنْكَشِفُ عَنْ مِثْلِ الزَّرْبِيِّ “، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَهَا؟، قَالَ: «مِثْلَ» ، وَذَكَرَ شَيْئًا ذَهَبَ عَنِّي، ” ثُمَّ مَرَرْنَا بَعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا صَوْتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ )
وقد ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ»، قَالَ: «فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ»، قَالَ: «فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ»، قَالَ ” ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ
أقول قولي هذا وأستغفر الله
والي لقاء آخر مع رحلة المعراج