خطبة بعنوان ( نعمة الأمن ) لفضيلة الشيخ احمد عبدالله عطوه

اعداد وترتيب فضيلة الشيخ : احمد عبدالله عطوه

إمام بأوقاف الشرقية

( بتاريخ ٢٤من رجب ١٤٤٦هـ ٢٤من يناير٢٠٢٥م )

عناصر الخطبة؟

١ – الأمن فى القرآن والسنة

٢-نعمة الأمن وحاجة الخلق اليها

٣– ماذا لو انفرط عقد الأمن ؟

٤– وجوب المحافظة على نعمة الأمن

٥-وسائل تحقيق الأمن

٦/ حاجتنا الماسة إلى الابتسامة وأثرها ؟

 

الخطبة الأولى:

اﻟﺤﻤﺪُ ﻟﻠﻪ، ثم ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﺎﻃﺮِ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻄﺒﺎﻕ، ﻣﻘﺴِّﻢِ ﺍﻵﺩﺍﺏِ ﻭﺍﻷﺭﺯﺍﻕ، ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻷﺣﺴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻣﺎﻟﻚِ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻼﻕ، ﻧﺤﻤَﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺁﻻﺀٍ ﺗﻤﻸ ﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻭﻧِﻌﻢ ﺗﻄﻮﻕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ..

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﺷﻬﺎﺩﺓً ﻧﺪَّﺧﺮﻫﺎ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻑِ ﺍﻟﺴﺎﻕ باﻟﺴﺎﻕ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻕ،

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺳﻴﺪُ ﻭﻟﺪِ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﺧﻴﺮُ ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺒﺮﺍﻕ، ﻭﺗَﻤَّﻢ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ.

نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ ** منَ الرُّسْلِ والأوثانُ في الأرضِ تُعبدُ

فَأمْسَى سِرَاجًا مُسْتَنيرًا وَهَادِيًا ** يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ

وأنذرَنا نارًا، وبشّرَ جنةً ** وعلَّمنا الإسلامَ فاللهَ نحمدُ

اللهم فصلِّ وسلِّم، وزِد وبارك عليه، وعلى آله وصحْبه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون.

صلَّى عليه ربُّنا وسلَّما***والآل والصحب دوامًا سرمدا

وبعد، فأُوصيكم – أيُّها الناسُ – ونفسِي بتقْوَى اللهِ، فإنَّها خيرُ زادٍ، ومُجْلِبَةٌ للهُدَى والرِّضا والسَّدادِ، وأَمَنَةٌ لِصاحِبِها يومَ الفَزَعِ وَالتَّنادِ، يقولُ ربُّ الأرباب: ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [الحج]

 

أيها المسلمون:

أولا-الأمن فى القرآن والسنة

يقول تعالى – مُمتنًّا على قوم سبأ -: ﴿ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18]، ويقول – سبحانه -: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].

 

﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83]

 

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].

.وفي الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من أصبح آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسده، عنده قُوت يومه؛ فكأنما حِيزَت له الدنيا»؛ رواه البخاري في “الأدب المفرد”، ورواه الترمذي، وابن ماجه.ويقول – صلى الله عليه وسلم -: «إذا مرَّ أحدُكم في مساجدنا أو أسواقنا ومعه نَبْلٌ فليُمسِك على نِصالها أن يُصيبَ أحدًا من المسلمين منها بشيء»؛ متفق عليه.

 

ولأهمية الأمن وعظيم مكانته كان من دعائه – صلى الله عليه وسلم -: «اللهم استر عوراتي وآمِن روعاتي»؛ رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الحاكم.

 

نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يتسبَّب الإنسان إلى فعلٍ يؤدِّي إلى المَساسِ بالأمن والاستقرار، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «لا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُروِّع مسلمًا»؛ رواه أحمد، وأبو داود.

 

ويقول – صلى الله عليه وسلم -: «لا يُشِر أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزعُ في يده فيقع في حفرةٍ من النار»؛ متفق عليه.

 

لقدأصبح العالم اليوم أيضاً محروماً من الرخاء الاقتصادي بعد أن حرم من الأمن والأمان، على الرغم من كثرة الأسواق والأموال والبنوك والتجارات. وعلى الرغم من اختراع أحدث الوسائل في كل مجالات الاقتصاد إلا أن العالم اليوم محروم من الرخاء الاقتصادي، ولا زالت الملايين من البشر في عالمنا المنكوب تبحث عن لقمة الخبز فلا تجدها! ولا زالت الملايين من البشر تبذل ماء وجهها للحصول على ثوب تستر به عوراتها، ولا زالت الملايين من البشر تبحث وتبذل نفسها للحصول على المسكن، ومنهم من يموت جوعاً، ومنهم من يموت عطشاً، ومنهم من يموت برداً، ومنهم من يسكن الجبال ويعيش بين المخاطر محروماً من الرخاء والسعة.

ثانيا-نعمة الأمن وحاجة الخلق اليها

.. نعمة الأمن وما أدراكم ما نعمة الأمن التي كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال: (رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) .. فقدّم إبراهيم نعمة الأمن ، على نعمة الطعام والغذاء ، لعظمها وخطر زوالها . و والله وتالله إن أشهى المأكولات ، وأطيبَ الثمرات ، لا تُستساغ مع ذهابِ الأمن ونزولِ الخوف والهلع ذلكم أنه لا غناء لمخلوق عن الأمن ، مهما عز في الأرض، أو كسب مالاً أو شرفاً أو رفعة.

هذه النعمة هي مطلب كٌلِ أمة ، وغاية كل دولة ، من أجلها جندت الجنود ، ورصدت الأموال ، وفي سبيلها قامت الصراعات والحروب.

 

إنها نعمة الأمن .. وما أدراكم ما نعمة الأمن التي كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال: (رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) .. فقدّم إبراهيم نعمة الأمن ، على نعمة الطعام والغذاء ، لعظمها وخطر زوالها . و والله وتالله إن أشهى المأكولات ، وأطيبَ الثمرات ، لا تُستساغ مع ذهابِ الأمن ونزولِ الخوف والهلع ذلكم أنه لا غناء لمخلوق عن الأمن ، مهما عز في الأرض، أو كسب مالاً أو شرفاً أو رفعة.

 

إن نعمة الأمن ، تشكل مع العافية والرزق ، الملكَ الحقيقيَ للدنيا .. فعن عبيد الله بن محصنٍ الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) . رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسن

 

إن الديار التي يفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة ، وإن كانت ذاتِ جناتٍ وارفةِ الظلال.. وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلةً جرداء.

في رحاب الأمن ، يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم .. وفي ظلال الأمن ، يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله .. في رحابِ الأمن وظلِه تعم الطمأنينةُ النفوس ، ويسودها الهدوء ، وترفرف عليها السعادة ، وتؤدي الواجبات باطمئنان ، من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان .

ثالثا – ماذا لو انفرط عقد الأمن ؟

لو انفرط عقد الأمن ساعة لرأيت كيف تعم الفوضى وتتعطل المصالح ويكثر الهرج وتأملوا وتذكروا ماحدث من فوضى وانفلات وسرقات وحرائق وضياع للأموال والانفس وانتهاك للأعراض أيام الثورة {النكسة } ولولا ان الله سلم لكان حالنا الى ما هو أسوأولتنظر أخى فيمن حولك من البلاد ستجد الواقع ناطقاً ، واسأل سوريا واليبيا العراق وغيرَ العراق تجدْه على هذه الحقيقة شاهداً .

إن أمراً هذا شأنه ، ونعمةً هذا أثرها ، لجديرةٌ بأن نبذِل في سبيلها كلَّ رخيص ونفيس ، وأن تُستثمَرَ الطاقات وتُسخَرَ الجهودُ والإمكانات ، في سبيل الحفاظ عليها وتعزيزها .

عباد الله .. الأمن والإيمان قرينان ، فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان .. قال تعالى : (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) .

إذا الإيمان ضاع فلا أمان**** ولا دنيا لمـــن لم يحي دينا

ومن رضي الحياة بغير دين ****فقد جــعل الفناء لها قرينـا

رابعا – وجوب المحافظة على نعمة الأمن

ونحافظ على الأمن بالعدل في كل جوانب الحياة ، فالراعي مع رعيته ، والأب مع أهله وزوجاته وأولاده، والمعلم مع طلابه ، والرئيس مع مرؤوسيه ، وصاحب العمل مع عماله ، ومتى تحقق العدل دام الأمن بإذن الله .

ونحافظ على الأمن بتهيئة المحا ضن التربوية للشباب والناشئة ودعم كل المؤسسات العاملة في تربية الناشئة من حلق تعليم القرآن والنوادي الصيفية والمخيمات الدعوية التي تعمل وفق الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.

ونحافظ على الأمن ، بمعالجة أسباب انحراف الأبناء ، بسبب ما تعيشه بعض البيوت من فقر ، أو نزاعات وشقاق ، وما ينتج عنها من حالات طلاق وتشرد وشقاق .

ونحافظ على الأمن والاستقرار، حينما يقوم العلماء والدعاة والمربون بدورهم في احتواء الشباب ومعالجة الأحداث وتقريب وجهات النظر وتهدئة الانفعالات ، وفتح قنوات الحوار الهادف الهادئ مع الشباب لترشيد حماسهم وتوجيه انفعالهم وتسخير طاقاتهم في خدمة الأمة لا في هدمها .

إن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بوجود الأمن الفكري بحماية الأجيال الناشئة وشباب الأمة وتحصين أفكارهم من التيارات المشبوهة التي تسمم العقول وتحرف السلوك من دعوات التغريب ودعايات الفساد والإفساد كتحرير المرأة ومساواتها بالرجال والاختلاط في الندوات وحفلات التخرج وغيرها ..

معشر شباب المسلمين .. إن من الحكمة الواجبة ، أن نتجنب العاطفة الهوجاء ، وردود الأفعال المتهورة، متسلحين بالعلم والحلم والصبر، مشتغلين ببناء النفس ودعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن لا نقحم أنفسنا في أمور لا تحمد عقباها ، ولا تعلم شرعيتها وجدواها .

ولا بد أن يحذر الشاب الغيور من تعجل الأمور، أو الحكم على المواقف والأحداث دون الرجوع إلى العلماء الراسخين الصادقين .

إن الأمور إذا الأحداث دبرها *****دون الشيوخ ترى في بعضها خللا

معشر الشباب .. لوحة الأمن الجميلة التي نعيشها ، نرسمها نحن بأيدينا، ونصنعها بأنفسنا -بعد توفيق ربنا- حينما نستقيم على ديننا ونؤدي صلاتنا ونبر والدينا ونصل رحمنا ونوقر كبيرنا ونرحم ضعيفنا ونعرف لعالمنا حقه.. لوحة الأمن ، نصنعها حينما نتعامل مع الواقع بميزان الشرع والعقل بعيداً عن الأهواء والعواطف والرغبات الشخصية .لوحة الأمن ، نصنعها حينما نحفظ حدود الله ، ونتقي محارم الله ، ونشكر نعم الله ، (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) .

وتقنية الانترنت معاشر المسلمين لأنه سلاح ذو حدين وخطره على الخلق والدين عظيم فواجب استعماله الاستعمال الأمثل بيد أنها ليست مصدرا أصيلاً لتلقي العلم والفتاوى والحكم على الوقائع

خامسا.وسائل تحقيق الأمن

1- الاستقامة والطاعة :

وحتى نحافظ على الأمن في البلاد ، فلا بد من تربية الأمة على طاعة الله وتوحيده والاستقامة على شرعه والبعد عن معصيته .. إن النفوس المطيعة لا تحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي تردعها عن الجرائم ، لأن رقابة الله والوازع الإيماني في قلب المؤمن يقظ لا يغادره في جميع الأحوال .

 

2-التمسك بالكتاب والسنةوتعلم العلم الشرعى :

ونحافظ على الأمن بالتمسُّك بالكتابِ والسنة والعنايةُ بالعلم الشرعي فالعلم عصمةٌ من الفتن، وللتعليم الشرعيِّ أساسٌ في رسوخ الأمن والاطمئنان، قال ابن القيّم رحمه الله في إعلام الموقعين : “وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلّة قلّ الشر في أهلها، وإذا خفي العلمُ هناك ظهَر الشرّ والفساد

 

3-الرجوع الى العلماء الربانيين

والعلماءُ الربانيّون والدعاة المخلصون هم ورثةُ الأنبياء، وفي ملازمتِهم وزيارتهم وسؤالهم والاستنارةِ بآرائهم سدادٌ في الرأي وتوفيقٌ للصواب ودرءٌ للمفاسد. وتأويلُ نصوص الشريعة على غير وجهِها سببُ انحرافِ الفهوم، ومنها ينطلق الأعداءُ لتلويث عقولِ الناشئة، ويزداد أثره حينَ يضعُف التحصُّن بعلوم الدين والشريعة.

 

4- الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

ونحافظ على الأمن بالقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على المستوى الفردي والشعبي والرسمي ، فهو صمام أمان يمنع الشرور والآفات عن المجتمعات وبه يحصل العز والتمكين : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ).

 

5- تحقيق العدل وعدم الظلم

ونحافظ على الأمن بالعدل في كل جوانب الحياة ، فالراعي مع رعيته ، والأب مع أهله وزوجاته وأولاده، والمعلم مع طلابه ، والرئيس مع مرؤوسيه ، وصاحب العمل مع عماله ، ومتى تحقق العدل دام الأمن بإذن الله .

ونحافظ على الأمن بتهيئة المحا ضن التربوية للشباب والناشئة ودعم كل المؤسسات العاملة في تربية الناشئة من حلق تعليم القرآن والنوادي الصيفية والمخيمات الدعوية التي تعمل وفق الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.

 

6- معالجة أسباب الانحراف

ونحافظ على الأمن ، بمعالجة أسباب انحراف الأبناء ، بسبب ما تعيشه بعض البيوت من فقر ، أو نزاعات وشقاق ، وما ينتج عنها من حالات طلاق وتشرد وشقاق .

ونحافظ على الأمن والاستقرار، حينما يقوم العلماء والدعاة والمربون بدورهم في احتواء الشباب ومعالجة الأحداث وتقريب وجهات النظر وتهدئة الانفعالات ، وفتح قنوات الحوار الهادف الهادئ مع الشباب لترشيد حماسهم وتوجيه انفعالهم وتسخير طاقاتهم في خدمة الأمة لا في هدمها .

 

خامسا-وجوب الأمن الفكرى

إن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بوجود الأمن الفكري بحماية الأجيال الناشئة وشباب الأمة وتحصين أفكارهم من التيارات المشبوهة التي تسمم العقول وتحرف السلوك من دعوات التغريب ودعايات الفساد والإفساد كتحرير المرأة ومساواتها بالرجال والاختلاط في الندوات وحفلات التخرج وغيرها ..

معشر شباب المسلمين .. إن من الحكمة الواجبة ، أن نتجنب العاطفة الهوجاء ، وردود الأفعال المتهورة، متسلحين بالعلم والحلم والصبر، مشتغلين ببناء النفس ودعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن لا نقحم أنفسنا في أمور لا تحمد عقباها ، ولا تعلم شرعيتها وجدواها .

 

ولا بد أن يحذر الشاب الغيور من تعجل الأمور، أو الحكم على المواقف والأحداث دون الرجوع إلى العلماء الراسخين الصادقين .

 

إن الأمور إذا الأحداث دبرها***** دون الشيوخ ترى في بعضها خللا

 

معشر الشباب .. لوحة الأمن الجميلة التي نعيشها ، نرسمها نحن بأيدينا، ونصنعها بأنفسنا -بعد توفيق ربنا- حينما نستقيم على ديننا ونؤدي صلاتنا ونبر والدينا ونصل رحمنا ونوقر كبيرنا ونرحم ضعيفنا ونعرف لعالمنا حقه.. لوحة الأمن ، نصنعها حينما نتعامل مع الواقع بميزان الشرع والعقل بعيداً عن الأهواء والعواطف والرغبات الشخصية .لوحة الأمن ، نصنعها حينما نحفظ حدود الله ، ونتقي محارم الله ، ونشكر نعم الله ، (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) .

وتقنية الانترنت معاشر المسلمين سلاح ذو حدين وخطره على الخلق والدين عظيم فواجب استعماله الاستعمال الأمثل بيد أنها ليست مصدرا أصيلاً لتلقي العلم والفتاوى والحكم على الوقائع.

وأهم وسائل تحقيق الأمن

توحيد الله عزوجل وطاعته والخوف منه

.ان. توحيد رب العالمين وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له في ربوبيته وأولوهيته وأسمائه وصفاته من أعظم ما يحقق الأمن التام ويوطده ويحفظه قال تعالى :(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) والشرك أعظم الظلم : ( إن الشرك لظلم عظيم ).

 

نعم عباد الله الأمن التامّ هو في توحيد الله وطاعته ولزوم شكره وذكره وحسن عبادته ، قال سبحانه: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].

 

والمعاصي والأمنُ لا يجتمِعان، فالذنوب مُزيلةٌ للنِّعم، وبها تحُلّ النقم، قال سبحانه: )ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ( [الأنفال:53]، وما نزل بلاءٌ إلاَّ بذنب، ولا رُفِع إلا بتوبة. والطاعةُ هي حِصن الله الأعظمُ الذي من دخله كان من الآمنين.

وبالخوف منَ الله ومراقبتِه يتحقّق الأمن والأمان، فهابيل امتَنع من قتلِ قابيل لخوفِه من ربِّه جل وعلا، (مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [المائدة:28].

2- التوبة الصادقة

والمعاصي والأمنُ لا يجتمِعان، فالذنوب مُزيلةٌ للنِّعم، وبها تحُلّ النقم، قال سبحانه: )ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ( [الأنفال:53]، وما نزل بلاءٌ إلاَّ بذنب، ولا رُفِع إلا بتوبة. والطاعةُ هي حِصن الله الأعظمُ الذي من دخله كان من الآمنين.

3-الترهيب من عاقبةترويع الآمنين

وبالخوف منَ الله ومراقبتِه يتحقّق الأمن والأمان، فهابيل امتَنع من قتلِ قابيل لخوفِه من ربِّه جل وعلا، (مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [المائدة:28].

4- تطبيق شرع الله عزوجل

ومن أعظم أسباب الفتنُ والقلاقِل، وفُقِد الأمنُ والأمان في بعض بُلدان المسلمين: التولِّي عن تحكيم شريعة الله – جل وعلا -، واستبدالُها بالقوانين الوضعية، والدساتير البشرية، فنبيُّنا – صلى الله عليه وسلم – يقول: «وما لم تعمل أئمتُهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسَهم بينهم»؛ رواه البيهقي، وابن ماجه.

 

ومنذ قرنٍ أو أكثر ومجتمعاتُ المسلمين تعيشُ بين بُرهةٍ وأخرى من البأساء والضرَّاء وتفرُّق الكلمة ما اللهُ به عليم؛ وذلك بسبب الإعراض عن شريعة رب العالمين.

 

وعليه فإننا ندين أي عمل أو فعل أو قول أو فكر أو تخطيط يخل بالأمن ويهدد الاستقرار في بلادنا – حرسها الله – فأمنها مطلب وحفظه واجب ووحدة صفها وسلامة منهجها والحفاظ على قيمها وأخلاقها ومقدراتها مسؤولية الجميع رعاة ورعية عامة وخاصة رجالاً ونساءً صغارا وكباراً .

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) [النور:55].

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا , وول علينا خيارنا واكفنا شرارنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يارب العالمين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *