بقلم الأستاذ : حسن أبو زهاد
وصلنا الى مرحلة تفهمنا واقعنا وواقع الحياة ، وأدركنا أن الحياة عبارة عن صراع طويل بين قلوب عامرة بالإيمان تري الحياة بمنظورها الطبيعي العطاء والفناء تري الحياة أنها معبر إلي الآخرة.
فريق يدرك قيمة العطاء قبل الأخذ والبذل ، قبل المطالبة ، قلوب نبضت بحب الجميع لا تدرك الا الحب والوئام طريقا ، وعلي النقيض الفريق الأخر يري الحياة مكاسب دنيوية ، يري الحياة قدرة علي الاستحواذ ، لا يأبه بقلوب البشر ، يدوس في طريقه كل من يقف وراء تحقيق أهدافه دون رحمة ، لم تعرف قلوبهم إلا القسوة ، طريقا يتلذذون بايذاء الآخرين ، وكانهم اتخذوا الحياة مستقر لهم ، لم يدركوا أنها زائلة متقلبة لا تبقي لها علي حال .
تراهم في الجوار يؤذون جيرانهم ولا يبقون علي عشرة أو صداقة وكانهم اتخذوا ديارهم مستقر ابدي ، لا يدركون انهم مفارقون لها , ويوما ما سوف يطلبون الرحمة ، فهل من نتاج أفعالهم قلوبهم اتخذت من سوء النوايا طريقا ، وهدفا فلا تدرك سلامة السرائر.
مهما فعلت معهم يطلبون المزيد يظنون أن ذلك حقا لهم ، ولا يدركون أنك تفعل ذلك قناعة من نفسك ، وإيمانا بمبادئك أن الحياة زائفة زائلة لا تستحق الصراع ولكنهم يظنون أن ذلك ضعفا منا ولا يدركون المعاني الجميلة للإنسانية يزاولون شرورهم ولكن الله يمهلهم لان كل شيئا عنده بمقدار ما أجمل القلوب الصافية الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى التي تري نفسها في غرس الأمل والتفاؤل وفتح أبواب الحياة امام عباد الله ان المناصب القيادية التي نعتليها ليست دائمة ولو كانت دائمة ما وصلت إلي من وصلت إليه .
ولكن القيم الحقيقية في العطاء وبذل الجهد والإخلاص ، القيم الحقيقية ان نفتح الآفاق ، ونرسل رسالات الحب ، ونبعث الطمأنينة ندرك أهمية العمل الصالح ندرك قيمة دعوات خالصات بظهر الغيب تكون فيها أبواب السماء مفتوحة فيقبل الله الدعوات أن القناعة كنز لا يفنى .
فالنفوس المريضة بحب التملك مهما حصلت من مكتسبات تتمني المزيد تستغل حاجات البشر واحتياجهم لتحقق المنفعة الذاتية ولا تدري القيمة الحقيقية في التجارة مع الله فقد رفض سيدنا عثمان بيع تجارته بأرباح عالية قائلا عندي من سيدفع أكثر انه الله الذي يدفع بالحسنة عشرة أمثالها ، سبحان الله ، ما أعظم القناعة ، وما أقبح الجشع ، لأنه يهلك صاحبه دون أن يدري ، ويجعله عبدا لهذا المال ، حارسا له ، لا يستمع به ، بل يظل في احتياج وحرمان مهما تكاثرت أمواله .
رسالة إلي كل نفس راغبة في المزيد. بطمع وجشع تذكري انك يوما ما علي النعش سوف تحملين ، وإلي لقاء الله تذهبين ، ماذا ستقولين ، أما النفوس القانعة الراضية هنيئا لكي يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من آتي الله بقلب سليم ، فيوم ان نلقي الله علي كل أعمالنا محاسبين فلا دفاع ولا محامين ، فالظلم ظلمات يوم القيامه ، والحمدلله رب العالمين اللهم امين