الإسراء والمعراج في عيون المنكرين له شبهة ورد
18 يناير، 2025
منبر الدعاة

بقلم الشيخ : أحمد السيد السعيد السيد
واعظ عام بالأزهر الشريف
في كل فترة يثار الجدل حول حادثة الإسراء والمعراج فمن مصدق أنها معجزة من الله، وحجة على العباد ومن مكذب لها وينفيها نفيًا تامًا؛ لأن عقله لا يطمئن لقبولها.
أما المؤمن بسيدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) وبالقرآن الكريم فيؤمن بها دون الخوض في جدليات فهو يعلم يقينًا صدق هذه المعجزة؛ لورودها في الكتاب وتواتر خبرها، وهذا المقال يناقش بعض الشبهات العقلية المثارة حولها من خلال بعض الثوابت التي لا تقبل البطلان.
الثابت الأول: طلاقة القدرة الإلهية؛ فالله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
الثابت الثاني: أن الله -تعالى- جعل المعجزة دليلًا على صدق الأنبياء، وقد تواترت المعجزات في عهد الأنبياء السابقين، فالكتب المقدسة مليئة بالأخبار عن المعجزات والخوارق، وسيدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) ليس بدعًا من الرسل.
الثابت الثالث: أن العقل له حد لا يستطيع تجاوزه، ومع ذلك قد يؤمن بأشياء لا يعرفها.
ومن العجيب أن بعض العقول التي ترفض المعجزات تجدها خاضعًة لأشياء كثيرة، كإيمانها بغير المحسوس دون رؤيته كالموجات الكهربائية والمغناطسية، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.
وهناك بعض التفسيرات العلمية التي تثبت إمكانية حدوث الإسراء والمعراج، وقد تم قبولها في المجتمع العلمي، كما في نظرية “النسبية الجديدة”([1]) التي أثبتت وجود سرعات تفوق سرعة الضوء؛ استنادًا إلى مفهوم تقليص الزمن؛ فكلما زادت السرعة قل الزمن؛ وبذلك يمكن تفسير هذه المعجزة؛ بناء على ما سبق، فالنظريات العلمية تؤكد إمكان وقوعها عقلًا بتطبيق نظرية السرعة في الفراغ الكمي([2]).
وأما معجزة المعراج إلى السماوات: فسيدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) قد سبقه من الأنبياء والرسل إليها، فالمسيح -عليه السلام- رُفِع إلى السماء، وآدم -عليه السلام- هبط إلى الأرض.
[1])) وللتوسع في النظرية النسيبة و الفراغ الكمي ينظر: اختراق عقل: دلائل الإيمان في مواجهة شبهات الملحدين والمتشككين د. أحمد إبراهيم (ص 88-91).
[2])) للاستزادة في هذا الموضوع ينظر: كتاب العدم لمؤلفه فرانك كلوس بترجمة فايقة جرجس حنا (ص: 120)