حسن إسلام المرء
10 يناير، 2025
منبر الدعاة

بقلم : الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور رمضان البيه
علامة صحة إسلام المرء حسن خلقه ، وطيب المعاملة ، فالدين كما أشار الرسول الكريم على حضرته وآله الصلاة والسلام بقوله ” الدين المعاملة ” أي حسن وطيب المعاملة .
هذا والمقصود من العبادات تزكية النفس وتطهير القلب وما تثمره من حسن وطيب المعاملات .
عزيزي القارئ أنظر معي ، ما قيمة صلاة لا تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر كما أشار الحق عز وجل إلى الغاية منها بقوله تعالى ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ”
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله أنه قال ” من لم تنهاه صلاة عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له” وقوله ” رب مصل لا يؤخذ من صلاته سوى القيام والقعود ورب صائم لا يؤخذ من صيامه سوى الجوع والعطش ” .
وكذا لا قيمة لزكاة عبد مصحوبة بالمن والأذى ولم تثمر تزكية النفس وطهرها من البخل والشح والحرص والأنانية . والإحساس بالفقير والمسكين والمحتاج والأرملة واليتيم ؟ .
وكذا لا قيمة لصيام عبد مشتغل بالكذب والغيبة والنميمة والحسد وبأحوال الناس وبالقيل والقال
وكذا لا قيمة لحج عبد لم تتزكى خلقه ولم يطرح حب الدنيا من قلبه .
يا سادة العبادات في حد ذاتها ليست بغايات وإنما المراد منها ” إستقامة حركة الإنسان في الحياة حتى يؤدي مهمة الإستخلاف في الأرض كما أمر الله عز وجل .
وأن يصل بها إلى المكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة .
وأن يفتح الله للعبد باب المعرفة به سبحانه وتعالى والقرب منه سبحانه وحتى ينال رضى الله تعالى ورضوانه .
وللأسف مما يحزن أن نجد سوء المعاملات بين الناس هو الحال السائد ، وأعتقد أن حال معظم المسلمين سيئ للغاية بعدما غاب عنهم أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده بل من سلم الناس من لسانه ويده .
وأن حقيقة الإسلام سلام وتسليم ، ” سلام مع جميع خلق الله تعالى وتسليم لله عز وجل ” ..
هذا وقد إستوقفني أثناء تأدية العمرة جهل المسلمين بالآداب أثناء تأدية المناسك وعدم مراعاتهم لحرمة بيت الله تعالى الحرام وعدم معرفة الكثير منهم لصحة المناسك وأعتقد أن الكثير من المسلمين في أنحاء العالم في حاجة ملحة إلى إعادة صياغة وتأهيل لمعرفة صحيح الدين وأدب تأدية المناسك وحرمة الشعائر .
وفي الختام يا سادة الدين خلق وتخلق وفي الحديث عنه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أنه قال ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “
وقوله مشيرا لفضل الأخلاق والتخلق ” أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ” , وقوله ” إن العبد ليصل بحسن خلقه منازل النبيين والصديقين والشهداء ” . وقوله ” ما من شئ أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق ” . اللهم أصلح أحوال العباد والبلاد .