نسب الامام المهدى عليه السلام
22 ديسمبر، 2024
علوم آخر الزمان

بقلم : الأستاذ الدكتور الشيخ محمد عبدالله الأسوانى
سلسلة علوم أخر الزمان :
نتناول فى هذا المقال موضوع شائك طالما اختلف فيه العلماء لكثرة الاحاديث النبوية التى تناولت هذا الموضوع لعظم خطره من جميع جوانبه ـ وهو موضوع نسب الامام المهدى عليه السلام ـ فلم تقتصر الاحاديث النبوية الواردة والثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم على جانب واحد بل غطت كل جوانب هذا الموضوع كوحدة واحدة لا تتجزأ، ولهذا السبب حدث الاختلاف بين علماء الامة فى أمر لم تختلف فيه الصحابة الكرام ، لانهم فهموا عن النبى صلى الله عليه وسلم ان كل حديث مروى عنه يشير الى جزء من موضوع نسب الامام المهدى عليه السلام وليس يوجد تعارض بين تلك الاحاديث.
فالأحاديث النبوية كلها تؤكد ان مهدى آخر الزمان سيكون من سلالة بنى هاشم، إلا ان العلماء اختلفوا فى انه سيكون من اى فرع من بنى هاشم؟
ـ فهناك قوم قالوا انه من ذرية الحسن، وآخرين تعصبوا وقالوا انه من ذرية الحسين، وآخرين قالوا أنه من ذرية العباس بن عبد المطلب دلت عليها احاديث رويت عن النبى صلى الله عليه وسلم.
والجميع استند لأحاديث نبوية رويت عن النبى صلى الله عليه وسلم تؤيد رأيه ، ولكن آفة الرأى الهوى ، وظنى ان موضوع الامام المهدى ونسبه وخروجه وظهوره لابد ان سيكون فيه فتنة وامتحان للناس، وان اول من سيؤمن به واشدهم هم اهل الايمان والبصائر مع الله سبحانه وتعالى، فهم قوم بينهم وبين الله تعالى صلة ايمانية وفراسة توآزرهم فى ذلك ، وهم من سيظهرون الامام المهدى ، نحن نعلم ان المهدى لن يخرج للناس ويقول انا المهدى، لن شخصية مثل شخصية الامام المهدى عليه السلام تحمل الزهد بطبيعتها زاهدة فى الدنيا لا تحب المناصب او كراسى الحكم ، لكن سوف يتولى علماء على صلة بالله تعالى لاظهار الامام المهدى واخراجه للناس.
فنحن نعرف الحديث المروى عن العلماء السبعة الذين يخرجون من اقطار شتى على غير ميعاد بينهم بعد ان كثرت الفتن والمحن والزلازل فى الامة فيلتقون ، على غير ميعاد بينهم ، فيسألون بعضهم البعض: فيما خرجتم؟، فيقولوا: خرجنا لطلب ذلك الرجل الذى ستسكن على يديه الفتن، فهؤلاء الرجال السبعة سيكونوا من اهل البصائر ويدركون الامام المهدى بما اتاهم الله تعالى من العلم الموهوب وهو الهام من الله تعالى يقذف فى فى صدورهم وقلوبهم.
لابد من الربط بين الاحاديث النبوية الواردة فى موضوع نسب الامام المهدى:
نسب الامام المهدى تكلم عنه النبى صلى الله عليه وسلم ان المهدى سيكون من آل البيت من ذرية النبى صلى الله عليه وسلم ، فلابد ان نربط بين الاحاديث النبوية جميعها ، فهناك احاديث تقول انه من ذرية السيدة فاطمة بغض النظر انه من ذرية مولانا الامام الحسن او مولانا الامام الحسين ، وتوجد احاديث نبوية اخرى تقول بأنه من ذرية العباس بن عبد المطلب ، ولكن كيف نربط بين هذه الاحاديث ، فلابد ان الامر فى هذه اللحظة يحتاج الى بحث دقيق والى شئ من التدبر والتفكير وربط الماضى بالحاضر حتى نستطيع ان نصل الى معرفة هذه الشخصية حتى لا نتوه وحتى لا يخرج المهدى الحقيقى بين اظهرنا ويكفر به البعض.
لماذا نقول بان موضوع نسب الامام المهدى امر هام بالنسبة لعامة المسلمين وخاصتهم:
نحن نعلم كما علمنا علماءنا ودرسنا فى علم الكلام وعلم التوحيد والعقيدة ان الايمان بهذه الشخصية ـ وهو الامام لمهدى عليه السلام ـ واجب ولابد ان نؤمن بها ، فقد يكفر بها شخص جهلاً فيخسر بهذا الدنيا والدين، لهذا لابد ان نبحث بحثاً جاداً وألا يتدخل الهوى او التعصب الاعمى فانه يغلق العقل والفهم ونحن لا نريد هذا بل نريد ان نؤمن بهذا الشخص ـ وهو الامام لمهدى عليه السلام ـ على اى وجه كان عليه ، فلابد ان نكون موقنين بهذا الشخصية ، لكن علينا ان ندرك ان النبى صلى الله عليه وسلم اراد اخفاء هذه الشخصية لما لها من العداوات.