
بقلم الأستاذة : سيدة حسن
التطرف الديني يعد من اخطر التحديات التي تواجه المجتمعات ويتطلب التصدي لها جهود متكامله ومستمره ليست مسئوليه فرديه فقط بل تحتاج الى تعاون بين المؤسسات واهمها المؤسسات الدينيه ووسائل الاعلام وهم عمودان رئيسيان في هذه المواجهه وذلك من خلال درهم في توجيه المجتمعات .
على المؤسسات الدينيه بذل الجهد في تصحيح المفاهيم الخاطئه والمغلوطه للأديان التي يستخدمها المتطرفون لتبرير أفعالهم من خلال دورها التوعوي والتنويري وتأهيل الدعاة والخطباء وتدريبهم على أساليب الخطاب الديني المعتدل والطريقه البسيطه للوصول إلى هذه العقول التي ممكن ان تنجرف إلى هذا الطريق ودورها الحيوي في توجيه الشباب وتحصنهم من الوقوع في براثن الفكر المتطرف عبر أنشطه دينيه واجتماعية تلبي احتياجاتهم الروحيه والفكريه .
ودراسه البيئه التي تنمو فيها الأفكار المتطرفه ومحاوله معالجتها .
وجدير بالذكر الدور الرئيسى للأزهر الشريف في مكافحه الفكر المتطرف باعتباره من اعرق المؤسسات الاسلاميه في العالم ودوره في مواجهه التطرف من خلال نشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم الدينيه ويعمل على شرح التأويلات الخاطئة للنصوص الشرعية التي يستغلها المتطرفون ، ويحرص على اعداد ائمه ودعاة على درايه بالواقع لنشر الأفكار المعتدله والتصدي للأفكار المتطرفة ، وحرصه على التواصل مع الشباب عبر المنصات الإعلامية وبرامج التوعيه والمحاضرات لتحصينهم ضد الافكار المتطرفة .
ثانيا دور وسائل الإعلام :
الإعلام ايضا لديه القدره على الوصول إلى جماهير واسعه مما يجعله أداه قويه لنشر الفكر المعتدل وتعزيز ثقافه التسامح وتقبل الاخر وفضح أساليب المتطرفين ونشرها وتوعيه الجمهور بمخاطر هذه الجماعات وأفكارها الهدامه واجب ايضا مراقبه الخطاب الاعلامي والالتزام بخطاب اعلامي متزن بعيد عن التحريض والاستقطاب الديني المتشدد الذي يسهم في تهدئه الأجواء وحمايه المجتمع من الانقسامات .
والتعاون بين المؤسسات الدينيه ووسائل الاعلام أمر بالغ الأهميه .
وهنا نعود من جديد ونذكر أهميه التصوف في مواجهه التطرف فالتصوف منهجا روحيا يدعو الى المحبه والرحمه والاعتدال وقبول الأخر واحترام الاختلافات وهو نقيض لما يروجه الفكر المتطرف من كراهيه وعنف وتدمير , فالتصوف يغذي الشباب روحيا مما يحول دون انجراف الشباب نحو جماعات متطرفه تستغل فراغهم الروحيى, فالتصوف يحارب الغلو الديني عبر نشر الفكر الوسطي المعتدل القائم على حب الله والخلق جميعا مما يرسم في بناء مجتمعات متماسكه وسالمة .
أيضا للاسره دور مهم جدا في مواجهه التطرف وغرس القيم الصحيحه وتعليم الأبناء التسامح والحوار وقبول الأخر منذ الصغر ولابد من الرقابه والتوجيه ومتابعه سلوك الأبناء ومعرفه اهتماماتهم ومع من يتواصلون وتنميه الوعي الديني معتدل والفهم الصحيح بعيدا عن الغلو والتطرف والاهتمام بالتربيه النفسيه وتوفير بيئه ـسريه داعمه ومليئه بالحب لتجنب الشعور بالعزله أو القهر .
والتواصل الدائم وفتح قنوات حوار مع الابناء للاستماع لمشكلاتهم ، فالاسره هي خط الدفاع الأول ضد التطرف ودورها أساسي في بناء شخصيات معتدله وسليمه .
وياتي دور المدارس والجامعات وعليهم نشر التعليم القائم على الاعتدال وتقديم مناهج تعليميه تعزز قيمه التسامح والتعايش ونبذ العنف وتعليم الطلاب مهارات التحليل والتفكير النقدي لمواجهة الافكار المتطرفة وغير قيم السلام واحترام الاختلاف والتعاون بين الطلاب وتنظيم الأنشطه الطلابيه والفعاليات الثقافيه والاجتماعيه تدعم الحوار والتفاهم بين الطلاب وتأهيل المعلمين والأساتذه وتدربهم على اكتشاف علامات التطرف لدى الطلاب وتوجيههم بالشكل الصحيح والتشجيع على المشاركه في الأعمال التطوعيه التي تعزز الشعور بالإنتماء والمسؤوليه , فالمدارس والجامعات ليست فقط مؤسسات تعليميه بل هي منصات لثقل العقول وبناء جيل واعي يرفض التطرف والعنف
لا تقتل البعوض ولكن جفف المستنقعات