كيف تكفرون بالله ؟

بقلم الدكتور : عثمان عبدالحميد الباز

مقال تنوء بحمله الجبال، ما هذا السؤال؟
خاب من وُجِّه له الخطاب ،وكيف يرد ؟ وبم يكون الجواب؟
سؤالٌ صادم لكل قلب تحكمت فيه الطلاسم ،طلاسم الشياطين ، وطلاسم النفوس المريضة ، والقلوب المهلهلة

اسمع السؤال مرة أخرى!! كيف تكفرون بالله ؟ كيف يثبت لحمُ الوجه أمام هذا السؤال ؟

وكيف ينطق اللسانُ بأي مقال ؟ كيف تكفرون بمن أوجدكم من العدم ،ولولاه لامتد وما انهدم ، كيف تكفرون بمن أمدكم بالحياة ؟ومن يفعل ذلك سواه؟

كيف تكفرون بمن إليه ترجعون ؟وحين ترجعون ماذا تقولون؟ وبأي علةٍ تتعللون ؟ نفد السهمُ وانتهى،آمن المؤمنون ،وكفر الكافرون،فمع أي الفريقين كنت؟ وفي أي السجلات اسمَك سطرت؟

نجوت مع الناجين المؤمنين ،أم كفرت في جحافل الكافرين؟
وإياك ثم إياك ثم إياك أن يجرك الشيطان بأخبث الشباك، فتظن نفسك من المؤمنين وأنت من الجاحدين الكافرين ، يجرك للكفران بالنسيان ،نسيان النعمة الموصل لنسيان المنعم

متى نظرت في جسدك وأعددت مافيه من نعم ودلائل للكرم؟ قلب ووعي ، عين وسمع ، أذنّ وشم ، لسانّ ويد ، وووووووو إلى ما لا نهاية .

متى تذكرت نعمة من هذه النعم ؟ فكنت من الشاكرين ؟ المتفكرين الخاشعين الخاضعين.
ومرةً اخرى كيف تكفرون بالله وخلقكم وخلق لكم ما يصلح أحوالّكم؟
خلقكم فهل تذكرتم وأبصرتم فآمنتم؟ أم جحدتم وكفرتم؟
كيف تكفرون بمن خلق لكم الأرضَ فسواها ومهدها ؟

كيف تكفرون بمن رفع السماء وكانت مجرد دخان فأصدر لها وللأرض الأمر ائتيا طوعا أوكرها فأتيا له طائعين .

ياصاحب القلب أطاعت السماء والأرض وأنت كما أنت ؟
وأذعنت السموات والأرض وأنت كما أنت ؟
ارجع وتدارك قبل قفل جميع المسالك ،ءأدركت خطر ذلك ؟
وجاء التزييل ليذكر بالوقوف يوم الرحيل ،يوم تقف بين يديه لا يخفى شئٌ عليه ،مازلت على السيئات مقيم،وربُّك بكل شئ عليم؟

تدارك ما فات قبل فتح الملفات ،في يومٍ لا تقال فيه العثرات إلا بالحسنات.

من كتاب (خطاب القرآن بين البلاغة والبيان  )

اترك تعليقاً