تطيب الخواطر
13 ديسمبر، 2024
منبر الدعاة

بقلم الواعظة بوزارة الأوقاف : منى احمد
إن مكارم الأخلاق صفه من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين بها تنال الدرجات وترفع المقامات ولذا فقد حث النبي صلي الله عليه وسلم علي حسن الخلق وجبر الخواطر أدب اسلامي رفيع وخلق عظيم وعباده جليله بل إن من اسماء الله عز وجل الجبار قال تعالي ( هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (23) سورة الحشر
وقد اعتني الإسلام بهذا الخلق غاية الأعتناء بل شرع لذلك أحكاما عديدة فمن ذلك تطيب خاطر أهل الميت بتعزيتهم ومواساتهم وتصبيرهم
وأيضا شرع للمطلقه غير المدخول بها نصف المهر تطيبا لخاطرهم فقال تعالي ( وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةٗ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ (237) سورة البقرة
وقد عاتب الله نبيه محمد لانه أعرض عن الصحابي الاعمي سيدنا عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه وانصرف لدعوه عظماء قريش فعاتبه الله لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان
لذلك كان رسول الله ( لا يأنف أن يمشي مع الأرمله والمسكين فيقضي له الحاجه )
بل إن الأدب الإسلامي مطلوب مع الأعداء
فيقول بن القيم رحمه الله چئت يوما مبشرا لابن تميمه بموت اكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذي له فنهرني وتنكر لي واسترجع ثم قام من فوره الي بيت أهله فعزاهم وقال إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه الي مساعده إلا وساعدتكم فيه فسروا به ودعوا له
واحتياج الناس اليوم الي الكلمة الحانية والمواساة الكريمه والخدمة الطيبه والسعي في قضاء حوائجهم أمر ضروري ومهم وبالذات في هذا العصر
فمن سار بين الناس جبرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر
اللهم اجعلنا لك ذاكرين شاكرين منيبين مخبتين وللخواطر جابرين يارب العالمين