هل نعيش الآن فى زمن الدجال

بقلم الدكتور  : احمد عبد الرحيم الباحث فى التاريخ الاسلامى

لم يخلو اى دين ولا اى شريعة سماوية من التحذير من زمن سيأتى قبل يوم القيامة ، ستجتمع فى هذا الزمان كل الفتن التى كانت على الارض منذ ان خلق الله تعالى الارض ومن عليها ، انه زمن الدجال.

فهل نحن الان نعيش ذلك الزمان؟ وهل يظلنا زمان الامام المهدى عليه السلام؟

نعرف اجابة هذه الاسئلة من خلال ما نراه بأعيينا ونلمسه من الواقع الذى نعيشه، وبخاصة عندما نرجع الى احاديث النبى صلى الله عليه وسلم التى حذرتنا علامات الساعة وبخاصة الفتن التى سيأتى بها الدجال ليضل الناس.

وعليه فأكاد أجزم أننا نعيش الان فى الوقت الذى هو مقدمة زمان الدجال ونبتلى الآن بذروة الفتنة التى تسبق ظهوره، فلم يكن العالم على ما كان عليه قبل مائة عام تحديداً ، وبخاصة بعد الحرب العالمية الاولى والثانية عندما أحتدم الصراع فى اوروبا سيدة الحرب والغزو على مدار التاريخ ، ثم تحرر النسوة من ملابسهن وخلعوا معها عادات مجتمعاتهم وتقاليدها على مستوى الشعوب الاوروبية والشرق اوسطية والشرقية ، فلقد حفظت لنا الصور الفوتوغرافية سلوك سيدات اوائل القرن العشرين الروسيات والأوربيات الشرقيات والغربيات على السواء فلم يخالفوا سيدات الشرق الاوسط والعالم الاسلامى من امهاتنا وجداتنا على نحو ما رأيناه ونراه الا فى مقدار ضئيل فى الحشمة والتستر، وكذلك حفظت لنا تسجيلات الفيديو ردود افعال السيدات البريطانيات وغيرهن من الاوربيات تجاه الثقافة الجنسية وعرى النساء والملابس العارية والتى جاء جميعها كانت مواقف منكرة ومشرفة تجاه هذه الثقافة الخليعة التى روجت لها جماعات منظمة كبداية لعصر الدجال.

ومن العجيب ان تلك الثقافة الخليعة ظهرت فى آن واحد فى المجتمعات المسلمة الشرق اوسطية والتى كانت فى الاعمال السنيمائية الراقصة وغير الراقصة بداية من اربعينيات القرن العشرين فى مصر وتم الاستعانة بفرق رقص اجنبية لفرض الامر فرضاً والترويج له وسط تلك المجتمعات كدلالة على الرقى والتمدن والثقافة على نحو ما شاهدناه فى افلام حقبة الاربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات، لقد حرص صناع هذه الصناعة على الترويج لذلك قسراً وفرض الامر على تلك المجتمعات المسلمة.

فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم : ” صنفان مِن أهلِ النّار لم أرهما : قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربونَ بها النّاس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مُـميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهنّ كأسنمةِ البختِ المائلة، لا يدخلن الجنّةَ، ولا يجدن ريحها، وإنّ ريحَها لتوجدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا ” رواه مسلم

وروى ابن ماجه عن بندار ومحمد بن المثنى عن غندر عن شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله لا يحدثكم به أحد بعدي؟ سمعت منه: “أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا وتشرب الخمر ويذهب الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد”. وأخرجاه في الصحيحين من حديث غندر به.

وكان من اثار هذه الثقافة الخليعة التى انتشرت فى بداية القرن العشرين تعاظم الثقافة الجنسية وتعدد صورها كثرة المواقع الاباحية التى يعج بها الانترنت وكذلك وسائل التواصل الاجتماعى واللقاءات المحرمة التى لم تقتصر على بيوت الدعارة والتى صار لها مواقع تواصل اجتماعى مخصصة للفجور والفسق بسهولة ويسر مما ادى الى انتشار الزنا والشذوذ وزنا المحارم وحتى صار الشذوذ الجنسى بمثابة حق تحميه المنظمات الدولية والقانونية ومنظمات حقوق الانسان وكثير من حكومات وبرلمانات العالم.

وكذلك تطور المخدرات التى كانت فى بداية انتشارها تتخذ الصورة النباتية كالحشيش والافيون والتى ما لبست ان تطورت فصارت نباتية تخليقية لم تنفصل عن اصلها النباتى كالكوكايين والهيروين الى أن حدثت الطفرة الفاجعة وهى المخدرات الصناعية التخليقية كمخدر الميس والفودو وغيرها كل ذلك كان فى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.

لقد كثرت الفاجعات من علامات الساعة التى حدثت خلال المائة عام الماضية لم تسبق اليها الدنيا قبل ذلك ، روى عن أحمد عن هشام بن عامر انه قال لجيرانه: إنكم تتخطوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أوعى لحديثه مني وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من الدجال

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *