رسولَ اللَّه ﷺ ، محمدٌ ، العبدْ البشرِىُ ، الرسولُ ، كُلُّهُ ﷺ نُورٌ على نُورٍ ، ولا يصدُرُ مِنْهُ إلاَّ النُّور ، في أقواله ، وأفعاله ، وأحواله …. بل وأكثر من هذا في أهْلِ بيتهِ الكرامِ المُبَارَكِينَ .. خاصةً الذين هم من نسْلِهِ الشريف المبارك أولادِ ” فاطمةَ الزهراء ” ريحانة رسول اللَّه عليها رضوان اللَّه تعالى وعلى ذريَّتِها إلى يوم الدين.
فكرة النور يقول الشخص ده كله نور الطريق ده كله نور يعنى ايه نور وأنا اتصفح كتاب أصول الوصول للدكتور صلاح الدين القوصى رضوان ربى وسلامه عليه وهو وقف لله تعالى كباقي كتب حضرته الموجودة فى مكتبة الأزهر الشريف بالكامل وجدته يتحدث عن معنى النور … النور:
هو سبب رؤية الموجودات واظهارها للعين ،وبدونه تكونالموجودات كالعدم .
فالادراك العقلى نور ، والإدراك الروحى نور ، والعلم بكافة صوره نور ، والعارف المدرك على نور من ربه ، والكافر أعمى لايرى .
والعين ترى ، والقلب يرى ،” إنها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور “.
والفؤاد يرى ، ” ما كذب الفؤاد مارأى “.والبصيرة ترى ، فإنخا مشتقة كن البصر والإبصار .
والقرآن نور الله ، والايمان نور الله ، وكتاب الله تعالى نور الله ، والرسل جميعا نور الله ، وذكر الله والاعمال الصالحة نور ، والمؤمن ينظر بنور الله ، والله نور السموات والأرض جل وعلا .
والنور فى ذاته لايرى ، ولكن تدرك به الموجودات إذا إنبسط عليها ، “ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور”.
فلا يتبادر إلى ذهنك معنى النور المعتاد الذى ترى به العين الأشياء ، فالقلب والفؤاد والبصائر لها أيضا أنوار من جنسها ترى بها ماشاء الله تعالى من عوالمه .
وهذا يفسر لك بعض الكرامات التى تحدث من الاولياء ، فأنت تجلس معه ولاترى مايراه هو ، وقد رأى” بن عباس” رضى الله عنه سيدنا جبريل يناجى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مجلسه بين الصحابة ، ولم ير أح غيره أمين الوحى عليه السلام ، رغم وجودهم جميعا فى نفس المجلس ، فلو كان قد رآه بعينه فقط لرآه كل الحاضرين .
وتفسير مايحدث- عل قدر ماعلمنا وهو أقل القليل – هو أن يرى ببصيرته حقا ،ولكن تنقدح قوة بصيرته فى بصره ، حيث أن بصره هو ألة الرؤية عنده ، فتتركز قوى بصيرته فى قوة إبصار عينيه ، فهو حينئذٍ يرى ببصره المنجلى بنور بصيرته ، ولو أغمض عينيه فى هذه الحالة لرأى تماما مايراه وهو مفتوح العينين ، لأن الأصل فى الرؤية لم تكن العينان ولكنها البصيرة …
وفى بعض الأحوال يرى وهو مغمض العينين فإذا فتحهما ذهبت الرؤية ، لأن عينيه الماديتين ليستا مجهزتين لإستقبال قوة بصيرته .
ومن هذا المنطلق نفسر بعض مايراه النائم .
ولكن يجب التحفظ على هذا التفسير ، فهو لايطلق على ما يتخيله ويتوهمه بعض الناس فيظنونه رؤى يقظة .
ولا يفرق بين الوهم والخيال والحقائق غير عارف بالله تعالى ، فلا يجوز للمريد الستلك أن يفسر لنفسه هذه الظواهر ولابد من عرضها على المربى .
ورغم أننا تحدثنا عن النور المعنوى الذى هو نور المعرفة والإدراك والإيمان ، إلا أن هذا لايمنع أن هناك أيضا نور مادى وله ألوان مختلفة كالأصفر والأحمر والأخضر والأزرق ، وفيه ومنه تتكون عوالم لا يعلمها إلا الله تعالى ، وقد تتعامل معه النفس أو الروح أو العين مباشرة ، ألا ترى أن الملائكة قد خلقت من نور وأن أجسامهم نورانية ، أليس هذا عالما من العوالم المخلوقة ؟؟.. ويضرب الله الأمثال .
وفى الإشارة كفاية عن العبارة خوفا من الزلل.