بقلم الدكتور / أحمد شتيه
الأستاذ بكلية الآداب – جامعة دمنهور
هناك معان إذا غابت عن الأسرة صار البيت طاردا ، هذه المعاني هي معاني :
الدفء
والاحتواء
والمحبة
والتكامل .
غياب هذه المعاني يبدأ مع الزوجين وينعكس فورا على الأبناء ، فيصبح البيت بالنسبة لهم بيئة غير جاذبة ، وعليه فإن الأبناء يتوجهون إلى بيئات أخرى كالأصدقاء وحياة اللهو أو العوالم الافتراضية .
غياب هذه المعاني يقطع الصلات التي بها يحصل التواصل ونقل الخبرات بين الآباء والأبناء ، وحين يغيب هذا الإرشاد تحدث كل المشكلات المتوقعة وغير المتوقعة .
إن الانحرافات السلوكية من الأبناء هي ناتج منطقي لغياب ( التوجيه والمتابعة ) ، وربما كان شكل التوجيه والمتابعة إذا كان ضاغطا وغير راشد سببا في زيادة النفور من البيت وكراهية جو الأسرة .
قضية التربية قضية شديدة الحساسية ، وعدم معرفة الأبوين باستراتيجيات التربية السليمة يسفر عن نتائج كارثية .
إنني مصر كل الإصرار على أن البداية من هنا … من إصلاح البيت ولن يكون صلاح البيت إلا بعودة هذه المعاني :
الدفء والاحتواء والمحبة والتكامل .
فلابد من توافق واتفاق بين الزوجين من أجل استعادة هذه المعاني ووضع خطة لإعادة التوازن للبيت ، وتحويل البيت من بيئة طاردة إلى بيئة محببة جاذبة .