أهمية الوعي وتصحيح الأفكار المغلوطة: دور الشباب في حماية الأمة وبناء المستقبل

بقلم الشيخ / محمود عطا

ماجستير في العلوم الانسانية

التحديات الكبيرة التي تواجهها المجتمعات المعاصرة، يُعَدُّ الوعي ركيزة أساسية تساعد الأفراد، ولا سيما الشباب، على التمييز بين الحق والباطل. فالوعي الصحيح يُمَكِّن الشباب من التفكير السليم والتحليل النقدي للأحداث والمعلومات التي تصل إليهم. كما أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: “أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها”(محمد: 24)، في دعوة واضحة للتفكر والتدبر في النصوص الشرعية كحاجز يحمي النفوس من الانجرار خلف الشائعات والأفكار الهدامة.

إن الانفتاح المعلوماتي الذي نعيشه اليوم أضفى على الحياة تحديات جديدة تتطلب تعزيز قدرة الشباب على فهم الأمور بعمق، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تطوير مهارات التفكير النقدي لديهم. فالشباب هم القلب النابض للأمة، وعقلها المبدع الذي يسهم في تقدمها. ولذا، فإن التعليم المستمر والتثقيف أمران حتميان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: *”طلب العلم فريضة على كل مسلم”*.

في خضم الحروب الفكرية التي لا تقل خطورة عن الحروب المادية، بات من الضروري بناء عقل واعٍ مستنير، قادر على التصدي لمحاولات التشويه الفكري التي تسعى إلى تدمير العقول والأرواح. هذه الحروب الفكرية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من صراعنا ضد الإرهاب والتطرف. لذلك، فإن المرحلة القادمة في تاريخنا يجب أن تكون مرحلة وعي وتفكير مستنير، خالية من التطرف والإرهاب.

فمصر تواجه العديد من التحديات، حيث تستهدفها قوى خفية تسعى لبث الفتن وزعزعة الاستقرار عبر الشائعات. ورغم فشل الجماعات الإرهابية في التأثير المباشر على الأمن الوطني، فإنها تستغل العاطفة الدينية لدى الشباب لتسويق أفكارها المغلوطة. هنا يتجلى دور الكلمة وأمانتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: *”إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم”*.

في هذا السياق، تلعب وزارة الأوقاف دورًا محوريًا في تصحيح المفاهيم الخاطئة عبر أربعة محاور رئيسية:

1. مواجهة الفكر المتطرف

وتفكيك مفاهيمه من خلال نشر الكتب، الندوات، والدورات التدريبية.

2. مواجهة التطرف اللاديني

عبر تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع.

3. بناء الإنسان الوطني

الشغوف بالعلم والعمل من أجل إعمار الأرض.

4. المشاركة في صناعة الحضارة

من خلال الابتكار والمساهمة في الثورة العلمية.

في الختام ، لابد وأن نوضح أن المعركة ضد الأفكار الهدامة تتطلب تكاتف الجميع، حيث يجب أن يلعب كل فرد دوره في حماية مجتمعه. لن يتحقق التغيير إلا عبر العمل الجماعي، وتضافر الجهود من أجل بناء مستقبل مشرق لمصر وللإنسانية جمعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *