بقلم الدكتور: الدسوقى ابراهيم محمد منصور مدير عام اثار المحلة الكبرى
ضريحه:
بزاويته بمحلة روح التابعة لمركز طنطا محافظة الغربية ويحتفل بمولده في أول سبتمبر من كل عام.
نسبه:
هو سيدى محمد بن السيد أحمد جمال الدين بن عبد الله بن على بن عمر الأشعث وينتهي نسبه إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب عم النبى ﷺ.
وهو احد الشخصيات الصوفية البارزة فى العصر العثماني بمصر والذي يعتبر من الأولياء الصالحين الذين نالوا تقديراً واسعاً من الناس عبر الأجيال بعد الأقطاب الصوفية الأربعة ومن أبرزهم هو السيد أحمد البدوى بطنطا والذى ينمتى البيت الشناوي إلى مدرسته الصوفية و يتمتع الشيخ محمد الشناوي بمكانة رفيعه في الذاكرة الصوفية حيث ارتبط اسمه بالزهد والورع والتقوى.
نشأته وحياته :
ولد سيدي الشيخ محمد الشناوى بقرية محلة روح، وهي إحدى قرى مركز طنطا بمحافظة الغربية ، وهو ابن عائلة عرف عنها العلم والصلاح مما أسهم في شخصيته الدينية فمنذ صغره قد تأثر بجده الاكبر سيدى الشيخ عمر الشناوي رضى الله عنه.
وكان جده رضى الله عنه أحد المريدين للسيد أحمد البدوي ونشأ في طريقته وأسس من خلاله البيت الصوفى المسمى بالشناوية الأحمدية، وتوفى الشيخ عمر الشناوي سنة ٦٩٤هجرية وأكمل ولده الشيخ على عمر الشناوي المتوفى سنة ٧٣٥ هجرية وكذلك ولده الشيخ أحمد جمال الدين والد الشيخ محمد الشناوي الطريقة من بعده حيث تلقى سيدى محمد الشناوي العلم الصوفي على يد والده “أحمد جمال الدين” والذي شكَّل جزء كبير من حياته الروحية.
بلدته محلة روح و تعتبرقرية “محلة روح” الموطن الذي استقر به سيدي محمد الشناوي وعاش بين أهلها ودفن بها و قبره بها إلى الآن ظاهر ومزارً للوافدين .
وتعد محلة روح من القرى التي يرجع تاريخها إلى الفتح العربي لمصر حيث استوطنت القبائل العربية منطقة وسط الدلتا تباعاً بعد الفتح الإسلامي، وأسست القبائل العربية في القرن الثاني الهجري عدداً من القرى في مناطق ارتباع خصصت لهم عرفت تلك أماكن باسم (محلة) من الفعل حل أي نزل .
وكان لا يطلق على البلدة اسم محلة إلا إذا جاوزت مائة بيت وإلا سميت بغير ذلك. وقد احتفظ بعضها باسمه القديم . ونشأت قرى جديدة بأسماء جديدة كمحلة روح في منطقة تعرف بإسم الطنتدائية طنطا وأجوارها وتغيرت أسماء بعضها لاندماجها مع قرى أخرى .
أما عن تسميها محلة روح فمن المرجح أيا كانت من أماكن الرَّوح للجيش العربي الذي كان يستقر بها للراحة، والإرتداد بعد عناء المعارك ليمرض الجرحى ، ويوارى جثامين الشهداء فى التراب ، وتذكر المراجع أن المناطق حول محلة روح كان بها عدة حصون رومانية دارت بها معارك للجيش العربي .
مسيرة سيدى محمد الشناوي الروحية:
تميز سيدى محمد الشناوي بحياة زاهدة، فقد كان يميل إلى الإبتعاد عن مباهج الدنيا ، متفرغ للعبادة والذكر، و قد عرف بكراماته وتقواه مما جعل الناس من أهل قريته على حد قول الامام عبد الوهاب الشعراني لا يزوج أحد منهم ولده إلا بحضوره، وكان يقضي حوائج الناس ليلاً ونهاراً .
وربما مكث نحو الشهر وهو ينظر امور بلده، وكان له دور بارز في توجيه الناس من المتصوفة وغيرهم من العامة نحو الدين الحق، وتعليمهم القيم الإسلامية الصحيحة مما أكسبه ذلك إحتراماً واسعاً عبر الأجبال حيث أبطل الكثير من البدع التي كان يقوم بها بعض الناس في مولد البدوى، و كان دائماً يقول “ان الطريق أخلاق”.