مكانة الإيمان والعمل الصالح
28 يونيو، 2025
بستان الصالحين

بقلم الكاتب والباحث الكردى الدكتور : عبدالكريم فتاح أمين
الإيمان والعمل الصالح سببان رئيسيان لتحصيل محبة الله تعالى ووده للإنسان، وبالبداهة بدون هاتين الوسيلتين العظيمتين يعسر بل يتعذر قبول الإنسان وتأييده عند الله تعالى قاطبة.
وإذا رأيت الناس يحبوك ويعانقوك ويهرولون إليك فلا تغتر بهذه الهرولة البشرية والبشاشة الإنسية ولا تحسب البتة أن هذا من عمق ذاتيتك وشخصيتك ولا تحسب أن عنصرك يقتضي ذلك بل أعد انظارك إلى أعمالك وتصرفاتك اليومية وآلليلية السابقة، كيف عملت مع الأجانب والاقارب؟ وكيف أجريت حوارك وادرت السنك، فاعلم أن هذه الهرولة والتحابب والتبسمات ليست صدفة بل أن اعمالك واقوالك وايمانك مقبولة ومرضية لدى خالقك الأحد الصمد، وأنه هو الذي أيدك بنصره المبين وعونه العظيم وأنه جعلك ثقيلا وذا شأن جسيم في أنظار الناس الآخرين، فيا أحبابي هذا الذي سجلناه في تلك السطرات القليلة مفهوم قوله سبحانه وتعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا” سورة مريم آية:٩٦
وفي الواقع إن الإيمان والعمل سواء كان صالحاً أو طالحا عكس الإنسان وصورته المدللة أمام الناس، وأنهما شاهدتك تشهد لك او عليك ، وإلى هذا قد أشار الخليفة الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه – : (( ما من عبد يعمل خيرا ، أو شرا ، إلا كساه الله – عز وجل – رداء عمله .
وفي أخير مكتوبي هذا أشير إلى ما يحدثه لنا الإمام الهمام والشيخ التابعي الشهير الراسخ في علمي الظاهر والباطن (الحسن البصري ) رحمه الله قال : قال رجل : والله لأعبدن الله عبادة أذكر بها ، فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائما يصلي ، وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج ، فكان لا يعظم ، فمكث بذلك سبعة أشهر ، وكان لا يمر على قوم إلا قالوا : ” انظروا إلى هذا المرائي ” فأقبل على نفسه فقال : لا أراني أذكر إلا بشر ، لأجعلن عملي كله لله – عز وجل – فلم يزد على أن قلب نيته ، ولم يزد على العمل الذي كان يعمله ، فكان يمر بعد بالقوم ، فيقولون : رحم الله فلانا الآن ، وتلا الحسن : ﴿ ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ﴾
اعمل لله وحده ولا تشرك بعبادته أحدا من مخلوقاته انسا وجنا، حيوانا وجمادا.