ترجمة فضيلة مولانا الشيخ محمد احمد الطيب الحساني رضي الله عنهم أجمعين
14 يونيو، 2025
أولياء أمة محمد

بقلم الشيخ : محمد الألفى
نسبه :
هو العالم الجليل العارف بالله الشيخ محمد أحمد الطيب محمود الحساني الحسني المالكي الأشعري الخلوتي، ولدفي قرية القرنة، بالأقصر، ونشأ في كنف أسرته ذات الأصول العريقة الممتدة في الصلاح والولاية
مولده ونشأته :
ولد سنة 1905م، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتلقي علي يد والده –المتوفي عام 1374هـ – فقه العبادات وبعض مبادئ العلوم، ثم عهد به والده إلي الشيخ علي أبو سكَّار، فلزمه مدة سبع عشرة سنة، حتي تفقه في علوم اللغة والشريعة ثم أرسله والده إلي الأزهر الشريف، وقال له: ( يا محمد يا ولدي، أعلم أنك صرت عالمًا، لكني أريد منك السفر إلي الأزهر، لعلك تكن بصحن الأزهر جالسًا ويمر بجوارك أحد الصالحين فيلمس ثوبه بدنك فينفعك الله ببركته) فامتثل أمر أبيه وغادر الصعيد إلي الأزهر، وكان امتحان القبول في الفقه في الصفتي والشرح الصغير، فاجتاز ذلك.
وأول جلوسه في الأزهر لحضور الشرح الكبير، وكان من زملائه ورفاقه في التلقي بالأزهر الشيخ صالح الجعفري
عودته إلى بلدته :
أبي والده أن يتقدم للدراسة للعالمية فى الأزهر الشريف مع استحقاقه لها حتي لا يسلك مسلك الوظائف، حرصًا علي رجوعه لبلده وانتفاع الناس به وبعد أن أتم دراسته واستوفاها رجع إلي بلده القرنة وأقام بها، وتقدم للدراسة بمعهد قنا الأزهري، فكان تلميذه العلّامة الشيخ محمد عبده عبدالصبور الأسنوي –وقد صار بعدها من كبار علماء الأزهر- يراجع مع المترجم جميع العلوم التي درسها بالأزهر حتي المنطق، إلا الفقه لأن المترجم مالكي والشيخ محمد عبده عبدالصبور حنفي فكانت مدة تلقيه العلم في رحاب الأزهر عشرين عامًا قضاها وهو يدرس علوم القرآن والأصول واللغة والفقه، ولم يعين في وظيفة حكومية .
دوره فى بلدته لخدمة الناس :
أخذ علي عاتقه حل مشاكل الناس ونشر الحب والتسامح، يرجع له الفضل في القضاء علي الثأر بعد إقناع الناس بوجوب الرجوع للقيم والأخلاق الفاضلة، وعمر ساحته وساحة آبائه وأجداده بالعلم وذكر الله وقضاء مصالح العباد، وانتفع الناس بعلمه وصلاحه، وكان عارفًا زاهدًا.
زهده وعبادته :
عاش فضيلة مولانا الشيخ محمد احمد الطيب ، حياته صواما قواما ، مجاهدا فى سبيل الله (عز وجل) حق جهاده ، ينفق كل وقته فى تلاوة القرآن ، وذكر الرحمن ، والصلاة والسلام على سيد الأنام ، وتفريج كرب المكروبين ، وقضاء حوائج المسلمين وغير المسلمين يكفكف دموع المظلومين ، وينتصر من الظالمين ، فيتعلق به قلب المظلوم بعد أن رُدت إليه مظلمته ، وقلب الظالم حيث رده عن ظلمه فيرى فى ذلك فوزه ونجاته لا يرد سائلًا يسأله ، ولا يوصد بابه فى وجه من يسعى إليه يرحم الأرملة ، ويعطف على المساكين ، ويغمر اليتامى بحبه ووده .
فتعلقت به القلوب ، وانجزبت إليه الأفئدة ، وسعى إليه كل ذى حاجة ، ولجأ إليه كل من انقطعت به الأسباب ، وأوصدت فى وجهه الأبواب ، وهرول إليه كل مهموم ليلقى بهمومه بين يديه ، فإذا ما انقلب إلى أهله انقلب مبتهجا مسرورا ، وقد تبددت همومه ، وتخلص من آلامه ، وذهبت أحزانه ، وهُديَ إلى الصراط المستقيم .

إنتقاله إله جوار ربه :
إنتقل فضيلة العارف بالله الشيخ محمد احمد الطيب بالقاهرة يوم الأحد 6 جمادي الأولي، سنة 1409هـ، الموافق 25 ديسمبر، سنة 1988م، وتولي غسله ابنه الشيخ الدكتور أحمد الطيب وفضيلة الشيخ محمود عبدالواحد الحساني، وازدحم الناس ألوفا لجنازته، ودفن في جوار أبيه في نجع الجنينة بالقرنة.
فرحم الله تعالى شيخنا بقدر ما منح وأعطى وخدم الإسلام والمسلمين . وقد عاش ثمانين سنة، ورزق بذرية كريمة و هم فضيلة الشيخ محمد محمد احمد الطيب شيخ الطريقة الخلوتية بساحات آل الطيب ، و فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذالدكتورأحمد الطيب ، و فضيلة الشيخ الطيب محمد احمد الطيب رحمه الله تعالى
▪️الإمام العارف الرباني، سيدي محمد أحمد الطيب الحساني: مولده، نشأته، وحياته، وآثاره التربوية، تأليف الشيخ أحمد أبو المجد سليمان.
جمهرة أعلام الأزهر الشريف للشيخ/ أسامة السيد الأزهري، ج7، صـــ223-224عاش – رضوان الله تعالى عليه –