فَضْلُ العَشْرِ الأُوَلِ مِن ذِي الحِجَّةِ
1 يونيو، 2025
منبر الدعاة

بقلم فضيلة الشيخ : إبراهيم رضوان
مسؤل المركز الإعلامي باوقاف القاهرة
الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مُبارَكًا فيه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإنَّ لِلزَّمانِ فَضْلًا، ولِلأيامِ مَواسمَ تُضاعَفُ فيها الحَسَناتُ، وتُرْفَعُ الدَّرَجاتُ، ومِن أعظمِ هذه المواسم: العَشْرُ الأُوَلُ مِن ذِي الحِجَّةِ، أيّامٌ عظيمةٌ، ومناسباتٌ جليلةٌ، أقسَمَ اللهُ بها لِعِظَمِ شَأنِها، فقال سبحانه:
﴿وَالْفَجْرِ • وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1-2]، قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: «هيَ عشرُ ذي الحِجَّة».
✦ مَنَاقِبُ هذِه الأَيَّامِ المُبَارَكَةِ:
• أفضلُ أيّامِ الدُّنيا:
قال رسولُ اللهِ ﷺ: “ما من أيّامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العَشْر” قالوا: ولا الجهادُ في سبيلِ الله؟ قال: “ولا الجهادُ في سبيل الله، إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه فلم يَرجِعْ مِن ذلك بشيء” [رواه البخاري].
• يومُ عَرَفَةَ، يَومُ المَغْفِرَةِ والعِتْقِ مِنَ النَّار:
قال النبيُّ ﷺ: “ما من يومٍ أكثر من أن يُعتِقَ اللهُ فيه عبدًا من النار من يوم عرفة” [رواه مسلم].
وصيامُه لغيرِ الحاجِّ يُكَفِّرُ سنتين: الماضية والباقية، كما قال ﷺ: “صيامُ يومِ عرفة أحتسبُ على الله أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعدَه” [رواه مسلم].
• يومُ النَّحْرِ، أَعْظَمُ الأَيَّامِ عِندَ الله:
قال ﷺ: “أعظمُ الأيامِ عند الله يومُ النحر، ثم يومُ القَرِّ” [رواه أبو داود].
ويومُ القَرِّ هو اليومُ الحادي عشر من ذي الحجة.
• فضلُ التَّكبيرِ والذِّكرِ في هذه الأيام:
قال تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28].
قال ابن عباس: “هي أيام العشر”.
✦ الأَعْمَالُ المُسْتَحَبَّةُ فِي العَشْرِ الأُوَلِ:
1. الصِّيَام: يُستحبُّ صيامُ الأيامِ التسعة الأولى، وآكدُها صومُ يومِ عرفة.
2. التَّكبيرُ والتَّهليلُ والتَّحميد:
وذلك بالإكثار من قول: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”
ويُستحبُّ الجهرُ به في الأماكن والأسواق والمنازل.
3. الحَجُّ والعُمْرَة:
وهما من أفضلِ القُرُباتِ، ولا يكونان إلا في هذه الأيام، لمن استطاع إليهما سبيلًا.
4. الأُضْحِيَة:
وهي سُنّةٌ مؤكدةٌ للقادر، يتقرّبُ بها المسلمُ إلى الله تعالى في يوم النحر وأيام التشريق.
5. التَّوبَةُ النَّصُوح:
بتركِ المعاصي، والإقبالِ على الله، والإنابة إليه.
6. الإكثارُ من الأَعْمَالِ الصَّالِحَة:
من صلاةٍ، وقراءةِ قرآن، وذِكرٍ، ودُعاءٍ، وصَدَقة، وبرٍّ بالوالدين، وصلةِ الأرحام، والتزاورِ في الله.
الحمدلله أن بلغنا هذه الأيّامَ المباركة، ونسأله سبحانه أن يُوفِّقنا فيها لصالح الأعمال، وأن يتقبَّل مِنَّا ومنكم الطاعات.