عيش الحاضر وتجاوز الماضي والمستقبل
23 مايو، 2025
منبر الدعاة

بقلم الشيخ : محمود البردويلي المالكي الأزهري
تمضي بنا الأيام ونحن نرتجي التخلص من حاضرنا، نتنصل منه ونتطلع بشوق إلى المستقبل.
لكن حين ننهي مرحلة صعبة، نجد أنفسنا أمام مرحلة أصعب، وكأننا دائماً نعود إلى الماضي الذي لا يفارقنا.
كم من حبيب افتقدنا صحبته، جمعتنا أواصر الطفولة والصبا، ثم الزمالة الدراسية، فالجيش، ثم العمل، وهكذا نعود دائماً إلى الماضي، وننسى أن نستمتع بالحاضر.
أهمية الاستمتاع بالحاضر:
مع الأسف، نعيش كما لو أن الحاضر عبء لا بد منه، ولا نستمتع به كما ينبغي.
لكن الحكمة أن نستمتع بلحظات الحاضر، ونصنع منها جمالاً يسهل علينا الاستمرار في درب الحياة دون أن نرهق أجسادنا أو نمرض أرواحنا.
آيات قرآنية في التوازن وعدم الهم:
قال الله تعالى: {لكيلا تَأسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ
لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23]،
وهي دعوة لعدم الحزن على ما مضى، وعدم التكبر بما لدينا، بل لنحيا بتوازن ورضا.
وقال الله تعالى أيضاً: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5-6]،
ففي كل ضيق يخفف الله عنه يسراً، وعلى الإنسان أن يتأمل في الحاضر بروح التفاؤل.
حديث في الحكمة والعيش بوعي:
وروي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “عِشْ كَأنَّكَ تَمُوتُ غَدًا، وَتَعَلَّمْ كَأنَّكَ تَحْيَا أَبَدًا.”
فالإنسان الحكيم هو الذي لا يغرق في الندم على الماضي، ولا يضيع عمره في القلق على المستقبل، بل يعيش الحاضر بكل وعي وقوة، ليصنع لنفسه حياةً مليئة بالأمل والنجاح.