مشروع “تصوف العلماء”

مشروع “تصوف العلماء” الذي أطلقه الدكتور أحمد خميس شتيه، مدرس الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة دمنهور، يُعد مبادرة فكرية وتربوية تهدف إلى تجديد الخطاب الصوفي وربطه بالعلم الشرعي، مع التركيز على بناء الإنسان المسلم المتكامل في النفس والفكر والسلوك.

خلفية المشروع :

ينطلق المشروع من رؤية ترى أن التصوف ليس مجرد طقوس أو ممارسات روحية، بل هو علم شرعي أصيل يقوم على الكتاب والسنة، ويهدف إلى تزكية النفس وتربية الفرد ليصل إلى مقام الإحسان والعبودية الكاملة لله. يؤكد الدكتور شتيه أن التصوف الحقيقي بريء من الخرافات والشعوذة، وأنه علم متكامل يتطلب فهماً عميقاً للفقه والعقيدة والسلوك.

أهداف المشروع :

يركز مشروع “تصوف العلماء” على معالجة المشكلات التي تواجه الشباب المسلم في العصر الحديث، والتي تتنوع بين:

مشكلات نفسية: مثل القلق والاكتئاب، والتي يُعالجها التصوف من خلال تعميق معاني القرب من الله والذكر المستمر.

مشكلات فكرية: يُعالجها التصوف عبر الارتباط بشيخ مربٍ ينقل للمريد المفاهيم السليمة ويكون قدوة حسنة.

مشكلات جسدية: يُعالجها التصوف بتربية النفس على الزهد ومجاهدة الشهوات.

مشكلات اجتماعية: مثل الخلافات الأسرية، والتي يُعالجها التصوف بغرس الأخلاق الحميدة كالحلم وسعة الصدر والتواضع.

منهجية المشروع :

يعتمد المشروع على دمج العلم الشرعي بالتربية الصوفية، حيث يُشجع المنتسبين للتصوف على تحصيل العلم الشرعي وفهم السنة النبوية، مع الالتزام بآداب الشريعة. ويُحذر الدكتور شتيه من الانحرافات التي قد تحدث بسبب ضعف العلم، مؤكدًا أن التصوف الصحيح لا ينفصل عن الفقه والعقيدة.

التصوف والعلماء :

يُشدد الدكتور شتيه على أن التصوف والعلم الشرعي متلازمان، مستشهدًا بقول الإمام مالك: “من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق”. ويؤكد أن التصوف الصحيح يُعزز من فهم المسلم لدينه ويُبعده عن التطرف والانحراف.

التفاعل المجتمعي :

يسعى المشروع إلى نشر الوعي بين المنتسبين للتصوف، خاصة فيما يتعلق بالاحتفالات الدينية مثل الموالد، حيث يُشدد على ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية وتجنب الممارسات الخاطئة. ويُشجع على إقامة مجالس العلم والذكر التي تُعزز من فهم الدين وتُقوي الروابط الاجتماعية.

الخاتمة :

يُعد مشروع “تصوف العلماء” مبادرة هامة في تجديد التصوف وربطه بالعلم الشرعي، مع التركيز على بناء الإنسان المسلم المتكامل. ويُقدم نموذجًا للتصوف المعتدل الذي يُعزز من فهم الدين ويُسهم في بناء مجتمع متماسك ومتوازن.

اترك تعليقاً