مشاعر كثيرة وكلمات واعتذارات وعتابات داخلنا تظل حبيسة لا يكتب لها الخروج ، ننتظر اللحظة المناسبة لها التي ربما يمر العمر ولا تأتي حبيسة الأفواه ، ولكن هل ينتظر العمر كثيرا ربما لا يمهلنا القدر أن نعبر عما يجول بخاطرنا ، فقد نذهب الى صديق طال تأجيل زيارته ، ولكن عندما حان الوقت المناسب ذهبنا فلم نجد الصديق وربما أخا بعيداً أو قريباً أو حبيبا نود له الاعتزار ، ولكن يقف التفكير والزمن حائلا بقرارات التأجيل ، ولكن هل يمنحنا القدر فرصة اللقاء ، وحين يمنحنا القدر نتاسف عليهم أو يتاسفوا علينا ترحما فالأقدار لا تنتظر والأيام سريعة الدوان ، والفرص تسنح ثم تمنع فتفر مع زخم الحياة هاربة ، وان هربت لا تعود كل شيئا جميلا حقا في وقته في أوانه كنكهة الفاكهة في ميقاتها الحقيقي ، فلا تعني عبارات المدح والاعتذار بعد فوات الأوان ، كل شيئا جميلا في ميعاده طول الانتظار يفقد القرار فحواه ، تظل الكلمات حبيسة الأنفاس حتي تفارق الكلمات والأنفاس .
فلما كل هذه القسوة في الحياة الفانية ، لما كل هذه القلوب المتجلمدة ، لما تشغلنا الحياة ان نحيا نفوس بكلمة حانية وعبارات رقيقة ، فما أجمل أن يكون اللسان لعذب الكلام والقلب يحمل رسالة الحب والسلام والصفح والغفران ، لما لا تمسح الأيدي العبرات وتكفف الخيبات لما كل هذا الانتظار والحسابات لما سوء التخمين لما كل الاملاءات والشروط علي رسالة الحب والوئام .
الحياة جميلة بالنبلاء ، الحياة تسعد بالشفافية والصدق ، كن صادقا محبا ودع خافيا الأمور لرب العالمين كن كما أنت لا تطغي عليك غرورها فهي لا تدوم ولا تبقي علي حال فالصحة توهن والعقل يشرد والمال ينفذ فلا دوام ولا بقاء إلا لله رب العالمين .
فكن متحليا بمكارم الأخلاق والايثار، والمعاني السامية للإنسانية الحق بفطرتها ، استمتع بحياة آمنة مع النفس والغير ، فالحياة رحلة قصيرة لا تستحق كل هذه الصراعات الدنيوية الفانية.
سارع واعتذر واعترف ، كف عن العناد ، وافتح صفحات جديدة مع الحياة التي تذهب ولا تعود ، أملا قلبك بالحياة والأمل والتفاؤل ، حب لغيرك ما تحب نفسك ، اشعل شموع الأمل لتنير وحشة الظلام ، وتبدد قساوة الأيام ، كن أنت كما أنت لا كما يجبرك الآخرون ، ىفالخاسر الوحيد ذاتك ، وهم عليك يتفرجون ، ولو وضعوا في موقفك لسارعوا معبرون ، فالاعتذار سمة الأقوياء ، أما الجبناء عن الحقائق يتغافلون القلوب الصافية النقية ، هي الرابحة يوم لا ينفع مالا ولا بنون الا من آتي الله بقلب سليم .
حفظكم الله وحافظ عليكم باذن الله تعالى وبركاته ، وحفظ الله مصر الغالية كنانة الله وحفظ قيادتها الحكيمة وجيشها الوطني وشرطتها الساهرة على امن الوطن واستقراره وشعبها العظيم