الحب الإلهى ( أهل الدرجات العليا عند الله )

بقلم أ/أسماء الهوارى (كبير مذيعين بالإذاعة المصرية)

 

الحب الإلهى ( أهل الدرجات العليا عند الله )

قد سبق ذكر الحديث القدسي أنَّ اللَّهَ تعالى إذا أحب عبداً صار يده التي يبطش بها .. ورجله التي يمشى بها … الى آخر هذا الحديث …

وهذا معناه أنَّ اللَّه تعالى يُلْقِى على من يحبه من الخلق بعض صفاته العلية ، على قدر ما يطيق هذا العبد ،فَيتخَلَّقُ بصفات سيده التي هى للتخَلُّقِ ، ويزداد حبا وتقديسًا لِصِفاتِ سيده التي هى للتعلُّق … وصارت له عند اللَّه كرامة وإكراما ، فاذا سأل اللَّه تعالى ، أعطاه من فضله ، وقضى حاجته …

وعلى الجانب الآخر فان العبد إذا وصل الى هذه المرتبة السنِيَّة ، فإِنَّهُ يستحى من اللَّه تعالى حقَّ الحياءِ ، ويغلبه أدبه على حاله وحاجته ، فلا يطلب من اللَّه ، إلاَّ ما يرضى اللَّه ، ولا يسأل اللَّه الأشياءَ ، إلاَّ إذا عرف أنَّهُ مأذونٌ لهُ بالسؤال ، ويحقق قوله تعالى : ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩) ﴾سورة التكوير ..


فمشيئة العبد حينذاك هى تحت مشيئة اللَّهِ تعالى ، وبتوجيه اللَّهِ تعالى له … ولا تقل لي كيف ، فنحن نتحدث عن أهل الدرجات العليا عند اللَّه تعالى ، أهل الإحسان وأهل الرؤيا ، وأهل السكينة ، وأهل التأييد …

من كتاب أنوار الإحسان لعبدالله اد / صلاح الدين القوصي رضي الله عنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *