تأملات حول اسم الله “البارئ”

بقلم : د. أحمد سليمان أبوشعيشع ( عضو هيئة التدريس بجامعة كفر الشيخ – وخادم الساحة المنهلية )

المقدمة

الحمد لله البارئ المصور، خالق السماوات والأرض ومن فيهن، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، والصلاة والسلام على من بُعث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أولًا: ورود الاسم في الكتاب والسنة

جاء اسم الله “البارئ” في قوله تعالى:

﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الحشر: ٢٤].

ثانيًا: معنى اسم الله البارئ

“البارئ” هو الذي يُبرئ الخلق من العدم، أي يُوجدهم بعد أن لم يكونوا. وهو الذي يُفصل خلقه ويقدره على أتم وجه وأكمله، بدون خلل أو نقص، فكل شيء خلقه الله تعالى فهو على قدر وحكمة وإحكام.

ثالثًا: الفرق بين اسم الله الخالق والبارئ والمصور

“الخالق”: الذي يقدر الشيء قبل إيجاده.

“البارئ”: الذي يُبرز ذلك الشيء إلى الوجود ويفصله.

“المصور”: الذي يُعطي كل خلق صورته وشكله المميز.

رابعًا: آثار الإيمان باسم الله البارئ

تزداد معرفتنا بقدرة الله، فالذي أوجدنا وفصلنا على هذه الصورة، قادر على إعادتنا بعد الموت.

تحرك القلب للتسبيح والتعجب من بديع صنعه، فنظر في السماء والأرض وفي أجسادنا يقوي الإيمان.

يولد فينا الرضا بقدر الله وخلقه، فالله لا يُبرئ شيئًا إلا على حكمة.

يغرس فينا صفة الإتقان في العمل، فمن آمن بالبارئ أحب أن يكون عمله دقيقًا متقنًا.

خامسًا: دعاء باسم الله البارئ

“اللهم يا بارئ السماوات والأرض، أبرئ قلوبنا من الظلمة، وأبرئ نفوسنا من الغل والحسد، واجعلنا من المتقنين في أعمالهم، الخالصين لك في أقوالهم، آمين.”

الخاتمة

اسم الله “البارئ” يفتح لنا بابًا للتأمل في دقة الخلق وبديعة التصوير، ويربي فينا الرضا والإتقان، فالحمد لله على ما عرفنا من أسمائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *