المُرَاقَبَةُ
10 أبريل، 2025
منهج الصوفية

إعداد فضيلة الشيخ : السيد محمد السيد البلبوشى ( إمام وخطيب بوزارة غرب الإسكندرية )
قَالَ اللهُ تَعَالَى :﴿ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَئٍ رَقِيبَا ﴾.
( لَائِحٌ ) بَرَقَ بَارِقُ شُهُودِ تَجَلِّى اسْمِهِ الرَّقِيبِ فِى قَلْبِ عَبْدٍ مُرَاقِبٍ لِحَضْرَةِ مُحَاضَرَةِ الحَبِيبِ فَأَوْجَبَ لَهُ ذَلِكَ دَوَامَ الحُضُورِ ، وَرَفَعَ الحُجُبَ وَغَيْهَبَ السُّتُورِ .
( سَانِحٌ ) خَطَرَ خَاطِرُ رَقِيبِ الحَقِّ فِى قَلْبِ عَبْدٍ مُتَوَحِّشٍ مِنَ الخَلْقِ ، فَخَالَطَ خَاطِرَهُ رَقِيبُ الخَطَرِ لَمَّا مَرَّ بِهِ ذَلِكَ وَخَطَرَ ، سِيَّمَا وَقَدْ اسْتَشْعَرَ حُضُورَ الرَّقِيبِ بِحَضْرَةِ الحَبِيبِ .
أَنَا وَالحُبُّ مَا خَلَوْنَا وَلَا طَرْ فَةَ عَيْنٍ إِلَّا عَلَيْنَا رَقِيبُ
مَاْ خَلَوْنَا بِقَدْرِ أَنْ أَمْكَنَ الدَّ هْ رُ بِأَنِّى أَقُولُ جَاهَ الحَبيبِ
بَلْ خَلَوْنَا بِقَدْرِ مَا قُلْتُ أَنْتَ ال حَ فَوَافَى فَقُلْتُ كِيم الطَّبِيبُ
( لَائِحٌ ) نَظَرَتْ عَيْنُ بَصِيرَةِ المُرَاقِبِ لَمْحَةً مِنْ جَمَالِ الحَضْرَةِ فَأَشْغَلَتْهُ عَنْ كُلِّ مَا يَنْظُرُهُ بِنَظَرِهِ .
(سَانِحٌ ) وَرَدَ طَيْفُ الحُسْنِ عَلَى القَلْبِ المُتَوَجِّهِ الطَّالِبِ ، فَهَيَّمَهُ فِى جَمِيعَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ .
( لَائِحٌ ) قَعَدَ قَلْبٌ بِمِرْصَادِ المُرَاقَبَةِ بِحَضْرَةِ الأَحْبَابِ ، فَسَمِعَ لَهْجَةَ لَذِيذِ الخِطَابِ ، فَأَمِنَ خَوْفَ المَهَالِكِ حِينَ سَمِعَهُ هُنَالِكَ .
( سَانِحٌ ) مَرَّتْ بِقَلْبِ مُشْتَاقٍ وَالِهٍ بَارِقَةٌ مِنْ سَنَا المَحْبُوبِ وَجَمَالِهِ ، فَعَادَ كَالمَسْحُورِ بِأَرْضِ بَابِلَ لَمَّا هَيَّجَتْ مِنْهُ الأَشْجَانَ وَالبَلابِلَ .
( لَائِحٌ ) لَمَّا أَقَامَ القَلْبُ عَلَى بِسَاطِ المُرَاقَبَةِ لِلْحَبِيبِ ، أَوْرَثَهُ ذَلِكَ أَمْنَ خَوْفِ الرَّقِيبِ .
( سَانِحٌ ) اجْتَازَ طَيْفُ الحَبِيبِ عَلَى القَلْبِ المُشْتَاقِ ، فَهَامَ بِالوَجْدِ وَعَظُمَتْ فِيهِ الأَشْوَاقُ .
( لَائِحٌ ) زَارَ زَوْرَ الخَيَالِ فِى مِرْآةِ الأَوْهَامِ ، فَأَوْجَبَ الوَجْدَ وَالهَيَامَ ، فَكَيْفَ لَوْ تَحَقَّقَ المُرَاقِبُ العَاشِقُ بِالوِصَالِ فِى حَضَرَاتِ الشُّهُودِ وَالاتِّصَالِ .
( سَائِحٌ ) جَرَى بَرِيدُ الفِكْرِ فِى مَيْدَانِ الأَقْطَارِ ، وَأَطْلَقَ بَازِىَ الصَّيْدِ لِتَحْصِيلِ بَعْضِ الأَطْيَارِ ، فَإِذَا بِهِ أَثَارَ غَزَالَةَ الحَىِّ ، فَآثَرَهَا عَلَى كُلِّ حَىٍّ حَتَّى عَلَى سَلْمَى وَلَيْلَى وَمَىٍّ .
( لَائِحٌ ) خَطَرَتْ لَيْلَى بِالخَيَالِ وَبِالحِمَى ، فَازْدَادَ الشَّوْقُ وَعَظُمَ الظَّمَا ، فَهَلْ لِلْمُشْتَاقِ أَن يُطْفِىءَ اللَّهِيبَ وَأَنَّى وَعَسَى وَمَتَى يَكُونُ وَصْلُ الحَبِيبِ .
( سَائِحٌ ) جَمَالٌ خَطَرَ عَلَى قَلْبٍ حَضَرَ ، فَيَا فُرْصَةً بِمَا نَظَرَ بَعْدَ مَا كَانَ مِنَ الرَّقِيبِ سُتِرَ .
وَلَمَّا تَلَاقَيْنَا وَغَابَ رَقِيِبُنَا وَرُمْتُ التَّشَكِّىَ فِى خَفَاءٍ وَفِى سَتْرِ
بَدَا نُوُرُ بَدْرٍ فَافْتَرَقْنَا لِضَوئِهِ فَيَا مَنْ رَأَى بَدْرَاً رَقِيبَاً عَلَى بَدْرِ
من ديوان أهل الذكر لسيدي برهان الدين أبو الإخلاص