الاستقامة والمدوامة على الطاعة
3 أبريل، 2025
منبر الدعاة

بقلم فضيلة الشيخ الدكتور : أيمن حمدى الحداد
الحمد لله رب العالمين رب جميع الشهور والأيام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير؛ وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله خير من صلى وصام، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين؛ أما بعد: فيا أيها القارئ الكريم: إن الأيام سرعان ما تنقضي وكأنها أوراق الخريف عصفت بها الريح وتلك هي سنة الله في خلقه قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً﴾(الفرقان: ٦٢)، وقال تعالى: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذلك لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ﴾(النور: ٤٤)، وها هو رمضان قد رحل ولا بد للمسلم أن يعتبر بمضى رمضان، وأن يكون دائم التزود من اليوم للغد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾(الحشر: ١٨)
لقد كان رمضان سوق أقيم ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، وعلى العاقل أن يجعل من عبادات رمضان ونفحاته زاداً يتزود منه لما بعد رمضان فيعيش الجو الرمضاني طوال العام فيعيش بحقٍ معنى أن تكون السنة كلها رمضان؛ قال تعالى لرسوله ﷺ: ﴿فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْاْ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾(هود: ١١٢)
قال ابن عباس رضى الله عنهما قال: «ما نزلت على رسول الله آية أشد من هذه الآية ولا أشق»
قال الآلوسى رحمه الله: الاستقامة كلمة جامعة لكل ما يتعلق بالعلم والعمل وسائر الأخلاق.
وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن أنه قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ﷺ: «شمروا شمروا، وما رؤى بعد ضاحكاً»
قال البغوى: قوله عز وجل: ﴿فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ﴾ أي: استقم على دين ربك، والعمل به، والدعاء إليه كما أمرت: ﴿وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾ أي: ومن آمن معك.
ومن هذا المنطلق كان لزاماً علينا نرسل بعدة رسائل إلى كل مسلم ومسلمة :
♦ الرسالة الأولى: أي الطريق تسلك أيها المصلى بعد رمضان؟؟
اعلم يرحمني الله وإياك أن الصلاة ركن الإسلام الأعظم بعد التوحيد، ولقد أمر الله تعالى بالحفاظ عليها في سائر الأيام والشهور فكن عبداً ربانياً وحافظ على الصلاة؛ قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾(البقرة: ٢٣٨- ٢٣٩)،
والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾(العنكبوت: ٤٥)، فالذي يُقيم الصلاة على الوجه المطلوب، مُتحققة بشروطها وواجباتها وأركانها ومستحباتها صلاته تنهاه عن الأفعال المرذولة، وعن الظلم والعدوان.
وفي قوله: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ لم يقل: احفظوا الصلوات، وإنما قال: حافظوا على وزن- فاعلوا- فهذه الصيغة أقوى، فهي تدل على عزم وحث بقوة، فزيادة المبنى لزيادة المعنى، فهذا فيه مُبالغة في رعاية هذه الصلاة، والتهيؤ لها، والاشتغال بها، والمحافظة على أوقاتها، وعلى ما يُطلب فيها من أركان، وشروط، وواجبات ومُستحبات؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول ﷺ: «الذي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أهْلَهُ ومَالَهُ» رواه البخارى.
أي كأنما فقد هذا جميعاً فما بالنا بمن يترك الصلاة بالكلية بعد رمضان؟!
ولقد بين سيدنا رسول الله ﷺ أن المحافظة على الصلاة من أهم أسباب المغفرة؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ، وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» رواه أبو داود.
ويكفى تارك الصلاة وعيداً ما جاء في قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾ (مريم: ٥٩ – ٦٠)، وقال النبي ﷺ: «إنَّ بَينَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّركِ والكُفرِ تَرْكَ الصَّلاةِ» رواه مسلم..
♦ الرسالة الثانية: أى الطريق تسلك أيها الصائم بعد شهر رمضان؟؟
قد يظن البعض أن صفحة الصيام طُويت بعد رمضان ونسى أن هناك صيام النوافل، فلئن كان صيام الفرض قد انقضى زمنه فكن عبداً ربانياً واعلم أن نبينا ﷺ قد سَنَ لنا أياماً تُصام على مدار العام؛ فعن أبى أيوب الأنصاري رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ»رواه مسلم.
وعَنْ أَبي هُريْرَةَ عَنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يوْمَ الإثنين والخَميسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَملي وَأَنَا صَائمٌ» رَواهُ الترمذى.
ومن أفضل صيام النوافل صيام دواد عليه السلام؛ فعَنْ عبدِاللَّهِ بنِ عَمْرو بنِ العَاصِ، رَضيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال: «أَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُدَ، وَأَحبُّ الصيامِ إِلَى اللَّهِ صِيامُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ويَنَامُ سُدُسَهُ وَيصومُ يَومًا وَيُفطِرُ يَومًا» متفقٌ عليه.
كذلك الصيام في شهر محرم من أفضل الصيام فعَنْ أَبي هُريرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بعْدَ رَمضَانَ شَهْرُ اللَّهِ المحرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْد الفَرِيضَةِ: صَلاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلمٌ.
كما أن صيام يوم عرفة له فضل عظيم في تكفير الذنوب فعن أبي قتادة أن النبي ﷺ سئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والسنة الباقية» رواه مسلم.
وفى فضل صيام عاشوراء يقول ﷺ: «صوم عاشوراء كفارة سنة».
فصيام النوافل له صور متعددة كلها متوقفة على قدرة الإنسان فعن مجِيبَةَ البَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عمِّها، أَنَّهُ أَتى رَسولَ اللَّه ﷺ ثُمَّ انطَلَقَ فَأَتَاهُ بعدَ سَنَة، وَقَد تَغَيَّرتْ حَالهُ وَهَيْئَتُه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تعْرِفُنِي؟ قَالَ: وَمَنْ أَنتَ؟ قَالَ: أَنَا البَاهِلِيُّ الَّذِي جِئتك عامَ الأَوَّلِ. قَالَ: «فَمَا غَيَّرَكَ، وقَدْ كُنتَ حَسَنَ الهَيئةِ؟ قَالَ: مَا أَكلتُ طَعَامًا مُنْذُ فَارقْتُكَ إِلاَّ بلَيْلٍ. فَقَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَذّبْتَ نَفسَكَ»، ثُمَّ قَالَ:«صُمْ شَهرَ الصَّبرِ، وَيَومًا مِنْ كلِّ شَهر» قَالَ: زِدْني، فإِنَّ بِي قوَّةً، قَالَ: «صُمْ يَوميْنِ» قَالَ: زِدْني، قَالَ:«صُمْ ثلاثَةَ أَيَّامٍ» قالَ: زِدْني قَالَ: «صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحرُم وَاترُكْ، صُمْ مِنَ الحرُمِ وَاتْرُكُ وقالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلاثِ فَضَمَّهَا، ثُمَّ أَرْسَلَهَا» رواه أَبُو داود.
فلنحرص على صيام النوافل ولنحافظ على ذلك قدر المستطاع كي نعيش العام كله أجواء رمضان فرب رمضان رب سائر الأزمان.
♦ الرسالة الثالثة: أي الطريق تسلك أيها المنفق بعد رمضان؟؟
لقد كان رمضان شهر الجود والكرم فهل انتهى ذلك مع مُضى رمضان؟
فإن الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات يئنون من شدة المؤنة فكن عبداً ربانياً وتمسك بالإنفاق بعد رمضان قال تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾(سورة البقرة: ١٩٥)، والمسلم لابد وأن يوقن أن الصدقة تنمى المال وتطهره؛ فعن أبي هُريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلَّا عِزّاً، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ» رواه مسلم.
وفى المقابل فإن الشيطان يدعوك إلي الشح والإمساك، قال تعالى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً﴾(البقرة: ٢٦٨)، فهذا وعد الشيطان وهذا وعد الله تبارك وتعالى بالمغفرة والفضل، وهذا الفضل يشمل الفضل الدنيوي والفضل الأخروي، فما أنفقه الإنسان فإن الله يخلفه، وربنا تبارك وتعالى هو الغني الرزاق ذو القوة المتين.
ومن هنا لابد من أن يظل المسلم جَوَاداً بعد رمضان فيمد يد العون للفقراء والمساكين والملهوفين؛ قال تعالى: ﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾(البلد: ١١-١٦)، فاتقوا عباد واجعلوا السنة كلها رمضان وقد علمتم أن رب رمضان رب سائر الأزمان.
♦ الرسالة الرابعة: أي الطريق تسلك يا قارئ القرآن بعد رمضان؟؟
لقد مضى شهر نزول القرآن لكن تلاوة القرآن والتخلق پأخلاقه ستظل باقية مع المؤمن في كل أيام دهره فكن عبداً ربانياً لأنه لا يُعقل أن تهجر القرآن فلا تتلوه إلا في رمضان؟!
هذا ولقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى من هجر القرآن قال تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا﴾(الفرقان: ٣٠)، والهجر هو الترك، أي تركوا القرآن لكن ليس الترك هو عدم القراءة فقط، فالهجر أنواع منه هجر التدبر، بعض الناس يقرأ القرآن ربما يختم الختمات الكثيرة و يردد القرآن لكن لا يتدبره، ومن هجر القرآن هجر العمل، قد يكون الإنسان يتلو القرآن ويحفظه وربما يحفظه بالقراءات العشر وربما أنه يحفظه ويتدبره ويعرف التفسير لكنه لا يعمل به فينبغي للمسلم أن يعيش مع القرآن طيلة حياته؛ فالقرآن الكريم هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو صراط الله المستقيم، والقرآن حجة لك أو عليك؛ فعن أبي أُمامةَ الباهِليِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سمعتُ رَسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: «اقرَؤوا القُرْآنَ؛ فإنَّه يأتي يوم القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرَؤوا الزَّهراوينِ البَقَرةَ وسُورةَ آلِ عِمرانَ؛ فإنهما تأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامتانِ أو كأنَّهما غيايتانِ أو فِرْقانِ من طيرٍ صَوَافَّ تُحاجَّانِ عن أصحابِهما» رواه مسلم.
وقال ﷺ: «مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ» رواه الترمذي.
فاتقوا الله عباد واجعلوا السنة كلها رمضان فرب رمضان هو رب سائر الأزمان.
♦ الرسالة الخامسة: أى الطريق تسلك أيها القائم بالليل بعد رمضان؟
أخى الحبيب؛ ينبغي لك أن تحرص على قيام الليل لأنه مدرسة الإخلاص ودأب الصالحين، ولقد امتدح ربنا تبارك وتعالى أهل قيام الليل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾(الفرقان: ٦٤)، وقال تعالى في صفة عباد الله المسلمين المؤمنين: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُم يَسْتَغْفِرُونَ﴾(الذاريات: ١٧-١٨)، فقيام الليل سنة مؤكدة، سواءً في أوله، أو في وسطه، أو في آخره، لكن آخره أفضل، الثلث الأخير أفضل.
♦ الرسالة السادسة: أى الطريق تسلك يا من تخلقت بمكارم الأخلاق فى شهر رمضان؟!
إنه يجب عليك أن تداوم على ما كنت عليه من سمو وطيب أخلاق فى رمضان فرب رمضان رب سائر الأزمان، قال رسول الله ﷺ: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً» رواه أحمد..
وعن عائشة رضي الله عنها؛ قال رسول الله ﷺ: «إن المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ» رواه أبو دواد.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون»، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبِّرون» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
ويُلخص سيدنا رسول الله ﷺ بعثته بقوله: «إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ» مختصر المقاصد.
ومن هذا المنطلق يجدر بالمسلم أن يعيش أجواء رمضان بكل نفحاته فيسعد برضوان الله في الدنيا والآخرة؛ أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.